تونس: يجتمع اكثر من ستين بلداً اليوم الجمعة في العاصمة التونسية للبحث في وسائل مساعدة الشعب السوري، الذي تتعرض بعض تجمعاته للقصف العنيف، في حين باتت المعارضة السورية لا تستبعد طلب تدخل عسكري لوقف ما تعتبره quot;مجزرةquot;.

ويشارك في هذا المؤتمر الذي تعقده الجامعة العربية وتستضيفه تونس، جميع البلدان العربية والغربية المعنية بالملف، ومختلف مكونات المعارضة السورية. لكنه سيعقد من دون روسيا والصين الداعمتين لنظام بشار الاسد واللتين تعارضان التدخل الخارجي في سوريا.

والهدف الاساسي من المؤتمر هو توجيه quot;رسالة واضحةquot; لنظام دمشق لحمله على وقف العنف. لكن البلدان المشاركة التي تداركتها الاحداث المتسارعة في سوريا حيث قتل اكثر من 6700 شخص منذ 11 شهرا، ستحاول قبل كل شيء الاتفاق على تلبية الحاجات الانسانية الطارئة.

وستطرح على مؤتمر تونس خطة مساعدة دولية، كما اكد الخميس في لندن مسؤول اميركي كبير، على هامش الاجتماع حول الصومال، موضحا ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ناقشت الخميس هذه الخطة مع عدد كبير من المسؤولين الاجانب.

واضاف quot;من بين الامور التي ستخرج غدا (الجمعة) من الاجتماع، مقترحات ملموسةquot; حول تقديم المساعدة الانسانية في الايام المقبلة، فيما وجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر دعوة من اجل هدنة يومية تستمر ساعتين لايصال هذه المساعدة.

وقال مسؤول اميركي آخر ان هذه الخطوات هي quot;بمثابة ضغوط متزايدة على النظام تترافق مع اقتراح ملموس من المجموعة الدولية تطالب النظام باتخاذ القرار الصحيحquot;. ووجهت مدينة حمص التي تتعرض للقصف المتواصل منذ عشرين يوما، quot;آخر نداء استغاثةquot; الخميس عبر ناشطين في الاحياء المحاصرة.

لكن المجموعة الدولية ما زالت منقسمة حتى حيال هذا الوضع المأسوي. وتمسك وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه بفكرة الممرات الانسانية. وقال quot;يجب الا نتخلى عنها. من الضروري ان نناقش كيفية تطبيقهاquot;.

لكن موسكو تعارض الفكرة بقوة، معتبرة انها لا يمكن ان تؤدي إلا الى quot;زيادة الوضع تفاقماquot;. ويمكن ان تطرح ايضا للنقاش مسألة المناطق الامنة للاجئين في البلدان الحدودية، التي طالب بها المجلس الوطني السوري، ابرز مكونات المعارضة.

وبالاضافة الى المساعدة الانسانية الملحة، يستهدف مؤتمر تونس ايضا زيادة الضغط على دمشق quot;لتشديد الخناق الاقتصادي والسياسي عليهquot;، كما ذكر وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ. ومسألة العقوبات ستناقش خصوصا الاثنين في بروكسل حيث ينوي الاتحاد الاوروبي الاعلان عن مجموعة جديدة من التدابير ضد النظام السوري.

وفي تونس، تنوي البلدان المشاركة في المؤتمر توجيه رسالة قوية الى دمشق والى موسكو وبكين ايضا quot;اللتين اعتمدتا حتى الان ويا للاسف الخيارات الخاطئةquot;، كما قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.

ويعقد مؤتمر تونس، فيما سلمت لجنة تحقيق دولية كلفت توثيق انتهاكات حقوق الانسان بما فيها تلك التي يرتكبها الجيش السوري الحر، لائحة بأسماء مسؤولين سوريين مشبوهين بارتكاب quot;جرائم ضد الانسانيةquot;.

واخيرا، سيكون المؤتمر مناسبة ايضا للمجموعة الدولية لحض المعارضة السورية الممزقة على توحيد صفوفها وتجميع قواها وتمثيل كل شرائح المجتمع السوري. وقال جوبيه quot;سيكون ذلك في تونس الرسالة القوية التي سنرسلها لهمquot;.

وما زالت المعارضة منقسمة حول وسائل الاجهاز على النظام. ولم يعد ابرز مكوناتها يستبعد طلب تدخل عسكري لمواجهة نظام اصبح quot;مجنوناquot;، كما قال مسؤول في المجلس الوطني السوري. وقالت المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني الثلاثاء quot;بحثنا في كل الخيارات ... لم يعط اي منها نتيجةquot;. واضافت quot;سنختار اهون الشرين: التدخل العسكري او الحرب الاهليةquot;.

وقد رفضت المجموعة الدولية هذا الخيار حتى الان، معربة عن قلقها من اشتعال المنطقة برمتها. وان كانت بلدان الجامعة العربية من ابرز المشاركين في مؤتمر تونس، فان لبنان لن يشارك quot;انسجاما مع موقفه المتعلق بالازمة السورية وهو النأي بالنفسquot; عن الاحداث في هذا البلد المجاور.

وستتمثل بلدان الاتحاد الاوروبي بوزراء خارجية البلدان الاعضاء. وستحضر المؤتمر وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي. وستمثل كلينتون الولايات المتحدة في المؤتمر، اما تركيا فسيمثلها وزير خارجيتها احمد داود اوغلو، على ان تتمثل بلدان اخرى من منظمة المؤتمر الاسلامي واستراليا. وستشارك في المؤتمر ابرز تشكيلات المعارضة السورية وفي طليعتها المجلس الوطني السوري.