بعد مرور عام على الثورة الوضع في سوريا لا يبدو ورديا |
اعتبرت صحافية سورية إنّ تدخل رجال الدين في الحراك السياسي السوري أساء اليه كثيرا، وأوضحت أنه بعد مرور عام على بداية الأزمة يبدو أن الأمور مرشحة للتعقيد بين مد وجزر، وأنه ليس هناك من حل إلا قرار شجاع وأخلاقي محوره الحوار .
اسطنبول: قالت الصحافية السورية خولة غازي في تصريح خاص لـquot;ايلافquot;: quot;الوضع في سوريا ليس وردياً للجميع، وأراه يذهب للاسوأ وللإنقسام بشكل أكبر لأننا في الأساس مجتمع منغلق وهذا ما أنتج ردود فعل غير محسوبةquot;.
وأضافت: quot;انا لست من دعاة الأحلام الوردية ولايجب تزيين الواقع عندما يتعلق الأمر بوطن، وعلينا وضع الأمور في نصابها الطبيعي واعطاء الأمور حجمها المناسب، فالشعارات تورث جيلاً منكسراً، وبلا شك دخلنا منعطفاً جديداً في سوريا والدليل على ذلك هو دخول أطراف كثيرة لها مصلحة في زوال النظام القائم.
ولكن السؤال هو أي من هؤلاء يتوافق مع مشروعنا نحن السوريين؟ ماذا نريد؟ هل المهم فقط استمرار التظاهرات، أين العمل المدني الموازي لذلك؟ إن عدالة أي قضية تفترض احترام خيار الأخر، لا في شتمه وتوجيه التهم إليه. وبلا شك الواقع على الآرض مختلف عنه في الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وهنا دورالإعلام في سيطرة خطاب معين دون غيره، وما يؤسفني حقيقة هو أننا دخلنا دون أن ندري في تنفيذ مشاريع غيرنا، وبات صوت العقل مفقوداً، وساد خطاب العاطفةquot;.
ورأت خولة إن quot;خطاب العاطفة يكون خاصرة رخوة من السهل اختراقه والتأثير على قراره، فالذين يريدون سقوط النظام يريدون ذلك بأي ثمن، والمتمسكين بالنظام أيضا يريدون بقائه بأي شكل من الاشكال، إذا نحن أمام حرب حقيقية يقودها الشعب، ولقد ذهب كل طرف بخطابه إلى الأقصى إمعاناً في كسب الشارع، وترجم هذا في تعامل المؤيدين والمعارضين في الواقع المادي والافتراضيquot;.
واعتبرت إن هناك انقسام عامودي وأفقي في المجتمع السوري له انعكاسات اجتماعية مستقبلية خطيرة كل يرى نفسه ملاك والغرب لا يريد التدخل العسكري بشكل مباشر في الشأن السوري لكلفته العالية ولإعتبارات لها علاقة بالموقع الجيوستراتيجي لسوريا وتشابكها مع محيطها وتعقيدات داخلها، لذا تستخدم عصا التدخل من خلال المعارضة والاعتراف بالمجلس كي ترهب وتخلخل البنية المزاجية لقرار الشارع وتؤثر على هيبة النظام من خلال العقوبات الاقتصادية إضافة للحرب الإعلامية وهي أقل كلفة بالنسبة لهم من الدخول العسكري المباشرquot;.
وبرأي خولة quot;النظام أخطأ في منع وسائل الاعلام من دخول سوريا فوجود تحرك مناهض على الأرض لا تتم تغطيته من قبل وسائل الاعلام، أفسح مجال التغطية للوسائل المحلية ولكنها غير مراقبة، من حيث ما يصدر من كلمات وايحاءات لها أثر سلبي على متلقيه السوري. وبالمقابل استغل الإعلام الرسمي ذلك من خلال تصيد أخطاء فيديوهات نشرت على اليوتيوب من غير المحترفين في نقل ما يجري، ولكن ما لم يكن بالحسبان هو أن هؤلاء الشباب سوف يكتسبون الخبرة في نقل الأحداث، لذا انتقل تعامل المستخدمين السوريين مع اليوتيوب من موقع الهواة لموقع الخبراء، وبعد سنة كاملة على بدء حركة الشارع السوريquot;.
وحول مسار الأزمة اكدت quot;ان هذا النظام بنيته مختلفة من حيث التأثير عليه عن النظام المصري السابق على سبيل المثال فولائه ليس لواشنطن ولا تستطيع أن تؤثر على قراراته، لذا لا يمكن تكرار الحالة المصرية، فعندما يقول اوباما لمبارك ارحل فمن الممكن ان يرحل، أما مع الرئيس السوري فهذا لن يحدث.
وبالمقابل، فهو يستمع لروسيا، التي حتى اليوم لم تطلب منه الرحيل، حتى إن باقي الحكومات الغربية التي كان يطلب منها التدخل بالشأن السوري كانت تجيب أنها لا تستطيع ذلك دون موافقة روسيا فهل ستتخلى روسيا عن سوريا؟
لا أحد يستطيع التكهن حالياً... والمشكلة أنه بعد خيار التسلح بات الأمر خطيراًجداً، فالسلاح لا يمكن السيطرة عليه الآن ولا لاحقاً، ومن يستخدمه ليس عليه رقيب، فهوالخصم والحكم quot;. وأرى إن الحالة السورية مرشحة لمزيد من الوقت والمد والجزر إن لم نقل المراوحة .
وعبّرت خولة عن أسفها الحقيقي لتدخل رجال الدين بطريقة سلبية، وقالت quot;لا يمكنني حقيقة أن أستوعب رجل دين يقيم الواقع الاجتماعي والسياسي لدولة من خلال المذاهب، وتكفيرها وشيطنتها، هل يرضى هؤلاء الشيوخ أنفسهم أن تتم مخاطبة مجتمعاتهم بتلك الطريقة؟ واعتقد أن ذلك مقصوداً في كثير من الأحيان، وإلا ما معنى أن تتخذ قناة دينية مختصة بمهاجمة الشيعة على عاتقها الهجوم على مذهب معين في سوريا وخروج العديد منهم بفتاوى غير مقبولة في القرن الـ 21 .. انهم لا يخدمون سوريا، هم يقسمونها، ويخلقون حالة اصطفاف طائفية لن تنحصر نارها في سوريا فقط بل ستمتد للجميع، لأن ما من أحد في منأى عنها، فالسوري الذي خرج من بيته لم يخرج لسبب طائفي والذي يقمع يقمع كل من يأتي في وجهه ..لأن وجه المستبد لا يعرف إلا مشهدا واحدا هو الخضوع لهquot;.
واختتمت بالقول quot;لا أعرف ما هو الحل في الحقيقة لست خبيرة في السياسة، ولكن كما الحالة العراقية واللبنانية وكل الحالات الأخرى في العالم، لسنا ظاهرة فريدة عن غيرنا، سوف يجلس الجميع على طاولة الحوار أولا وآخراً ولكن هل يجلسون وعدد القتلى عشرة آلاف أم وعدد القتلى عشرين ألف أوأكثر؟ هنا السؤال.
اعتقد أن ذلك يحتاج لقرار شجاع ومسؤول من كل الأطراف ..فالدم السوري ليس رخيصاً وليس سلعة للمزايدة.quot;
التعليقات