مع تأزم الأوضاع في سوريا تراهن تيارات معارضة الداخل على إيجاد حل يخرج البلاد من دوامة العنف بعد مضي عام تقريباً على اندلاع الأحداث فيها، وأعلنت شخصيات معارضة عن الاستعداد لعقد مؤتمر الوفاق الوطني تزامناً مع مرور عام على اندلاع الاحتجاجات.
في مؤشر على تزايد حدة الانقسام والاستقطاب داخل صفوف المعارضة، وبالذات داخل سوريا، وتباين أجنداتها لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد، رفض أحد تيارات المعارضة الداخلية البيان الأخير الصادر عن اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل، الذي أعلن فيه عن اعتراف الاتحاد الأوروبي بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري.
وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أكد البيان الصادر عن تيار بناء الدولة السورية الذي يتزعمه المعارض السوري لؤي حسين، أن quot;سوريا ليست تحت الوصاية من أي طرف دولي، والسوريون ليسوا قصّراً، والأرض السورية ليست ساحة مفتوحة، حتى يقوم الاتحاد الأوروبي بتعيين ممثلين عن الشعب السوري رغماً عنه، أو تصدر تصريحات من رسميين وإعلاميين خليجيين داعية إلى دعم quot;المعارضةquot; بالسلاحquot;.
وأكد البيان أنه quot;يعتبر قرار الاتحاد الأوروبي الصادرعن اجتماع الاتحادالجمعة 2-3-2012، انتهاكاً صريحاً وسافراً لإرادة السوريين ndash; بغض النظر عن الجهة التي يعترف بها ndash; quot;ونرى أنه يساهم في تصعيد واقع الأزمة السياسية في سوريا، ويعمل بشكل مباشر في زيادة حدة الانقسام المجتمعي، فضلاً عن المساهمة في انقسام المعارضة. وبالتالي، فهو يساهم في دفع الصراع في البلاد ليتحول إلى حرب أهلية متعددة المستويات، خاصة باعترافه بمجموعات سياسية تدعو إلى الأعمال المسلحة، وبصمته عن دعوات تسليح quot;المعارضةquot; التي تصدر عن عدد قليل من الدولquot;. ويدعو المعارضة إلىأن تتوحد في نضالها السلمي.
كما هاجم البيان بعض الدول التي دعت إلى تسليح المعارضة السورية من دون أن يسميها، مؤكداً أنه quot;يعتبر المواقف الأخيرة لبعض البلدان الخليجية الشقيقة الداعية إلى تسليح quot;المعارضةquot; بمثابة تدخل عسكري غير مباشر، بعد أن صرحت الدول العربية أنها لن تقبل التدخل العسكري في سوريا ولن تمهد لهquot;.
واعتبر البيان أن هذه المواقف التي تتعدى الدعوةللتسلح إلى الاستعداد لتسليح quot;المعارضةquot; (مع عدم تحديد من هي هذه المعارضة أيضاً) quot;تدفع بشكل قوي لإزكاء الحرب الأهلية في البلاد، خاصة إذا توقعنا أن تقوم جهات دولية أخرى بتسليح أطراف مجتمعية أخرىquot;.
ورأى البيان في هذه المواقف الأخيرة لغير طرف دولي quot;تدبيراً صريحاً للأوضاع في سوريا لتنفيذ سيناريو أقرب إلى السيناريو الليبي، إن كان من ناحية إيجاد قوى مسلحة مدعومة أم من ناحية إيجاد قطب معارض ممثلاً عن الشعب السوري يخوله الاعتراف الرسمي به، وطلب أي شكل من التدخل العسكري الخارجيquot;.
وختم بيان تيار بناء الدولة السورية المعارض أنه سوف quot;يتعاون مع جميع القوى الديموقراطية السورية في مواجهة جميع المحاولات الرامية إلى زيادة حدة الانقسام المجتمعي الذي تسببت به السلطة السورية، أو المواقف التي يمكن أن تساهم بقصد أو بغير قصد في جر البلاد إلى أي حالة من حالات الاقتتال الأهلي. في الوقت الذي سنستمر فيه بالنضال لإسقاط النظام الاستبدادي واستبداله بنظام ديموقراطي بطريقة آمنة وسلمية لا تتسبب في المساس بالسيادة الوطنية أو تحويل سوريا دولة تابعة إلى أي جهة خارجية. ولن نقبل استغلال نضالنا في تغيير نظام الحكم الاستبدادي بهدف تحقيق غايات أخرى لأطراف خارجية يمكن أن تفبرك نظام حكم على هواها ووفق مصالحها ويكون تابعاً لهاquot;.
معارضة الداخل تعلن عن مؤتمر الوفاق الوطني
إلى ذلك، أكدت أطراف وشخصيات تمثل جهات عدةفي المعارضة السورية في الداخل لـ quot;إيلافquot;، أن مجموعة من القوى السياسية الديموقراطية، من بينها quot;تيار بناء الدولة السوريةquot;، تتعاون مع عدد من المجموعات الشبابية ومؤسسات مدنية سورية ومع شخصيات ديموقراطية مستقلة لعقد مؤتمر في العاصمة السورية دمشق، يوم الخميس 16-3-2012، باسم quot;مؤتمر الوفاق الوطنيquot;، للتوافق على تحديد المخاطر التي تهدد البلاد وسُبل التصدي لها، وإيجاد الحلول المناسبة لحالة الصراع السياسي التي تسيطر على الأوضاع العامة، ووضع خريطة طريق كفيلة بإنهاء النظام الاستبدادي بطريقة آمنة وسلمية بهدف إقامة دولة ديموقراطية عادلةquot;.
وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أكد المنظمون للمؤتمر المتزامن مع مرور عام على اندلاع الاحتجاجات في سورية، أن مؤتمرهم يتوجه إلى الرأي العام السوري للتعاون على تحقيق أهداف المؤتمر، ومنها:
- وضع خريطة طريق تفصيلية لتغيير سلمي وآمن لنظام الحكم القائم.
- وضع آليات عملية لإنهاء الصراع العنفي الذي أخذ يسيطر على المشهد السياسي.
- وضع خريطة طريق لمرحلة انتقالية تهيئ البلاد سياسياً وأمنياً لانتخابات تشريعية ورئاسية يقبل بها جميع الأطراف.
- مواجهة تدويل الوضع السوري وإعادة معادلة الصراع إلى الداخل.
- تجفيف منابع الحرب الأهلية، والتصدي لمحاولات بعض الدوائر الخارجية في إشعال فتيل الاقتتال الأهلي بذريعة تسليح المعارضة.
ولم تتضح حتى الآن تسمية الجهات الداعية إلى عقد هذا المؤتمر بشكل كامل، والذي تعول عليه معارضة الداخل كثيراً لإيجاد حل للأزمة في البلاد، إلا أن مصادر مطلعة أكدت لـ إيلاف أنها بصدد الكشف عن جميع المعلومات الخاصة بالمؤتمر في القريب العاجل، ريثما تنتهي الترتيبات الجارية والخاصة به.
التعليقات