أكثرية تصبح أقلية أم تبقى أكثرية، معارضة تصبح موالاة وموالاة تنقلب الى معارضة، يرى كثيرون أن الدفة متروكة لرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ونوابه الذين يحركون بوصلة التموضع، وبالطبع سيشكلون بيضة القبان في انتخابات 2013 النيابية.


بيروت: هل يمكن القول إن الأكثرية فقدت أكثريتها والأقلية ربحت أكثريّتها فانخلطت الاولى مع الثانية لتشكل موازين قوى جديدة تتخلى فيها الاكثرية عن اعدادها لتصبح اقلية، لصالح الاقلية التي ستصبح بدورها أكثرية؟ هذا الاستنتاج السريع ظهر بعدما رفض تكتل نواب النائب وليد جنبلاط حضور الجلسة التشريعية امس على خلفية الوضع المالي للحكومة والموازنة، فهل هذا الاستنتاج في مكانه؟

يرى النائب خالد زهرمان ( تيار المستقبل) في حديثه لإيلاف أن عدم انعقاد الجلسة التشريعية امس في المجلس النيابي لا يعني أن الاكثرية أصبحت اقلية ام العكس، لأن الجلسة لم تنعقد من أجل مسألة واضحة إذ إن هناك مبلغًا صرف من خارج الموازنة، ومبالغ صرفت من خارج الحكومات السابقة، وهم يحاولون تشريع ذلك لتلك الحكومة الأخيرة، ورفض تشريع الصرف الذي كان سابقًا على عهد الرئيس فؤاد السنيورة، وهذا يدعو الى أخذ مواقف مع الحق، وهذا كان طبعًا موقف النائب وليد جنبلاط وكتلته، ولم يظهر حتى الآن أي انقلاب لمصلحة المعارضة ولعدم مصلحة الاكثرية.

هل عدم حضور نواب جنبلاط سيكون موقتًا، او اننا سنرى جنبلاط مستقبليًا يعود الى قوى 14 آذار/مارس؟ يجيب زهرمان:quot; نتمنى ان يصف جنبلاط معنا، وسابقًا جنبلاط، مع بروز مواقف مع الحق، كان واضحًا في مواقفه، وينحاز إلى هذا الحق، نحن لا نطلب منه الانحياز الى الباطل، بل أن يقف مع الحق الواضح، ونتمنى في خطواته اللاحقة ان تكون مواقفه اكثر حزمًا، وهذا يساعد فريق المعارضة.

هذا التموضع في حال تحول من موقت الى دائم مع قوى المعارضة هل سيخلط اوراق الانتخابات في العام 2013؟ يقول زهرمان:quot; بالطبع، رغم ان تلك الاسباب لن تكون الوحيدة، اذ ان هناك تطورات سريعة تجري في المنطقة وفي الداخل اللبناني، ومن هنا حتى العام 2013 ستكون الصورة مختلفة عما هي عليه الآن.

هل يمكن القول اليوم إن نواب كتلة جنبلاط سيشكلون بيضة القبان في انتخابات العام 2013؟ يجيب زهرمان:quot; فريق النائب وليد جنبلاط كان يشكل التوازن في الفترة السابقة وحاليًا، سيكون فريقًا وازنًا مع الاخذفي الاعتبار متغيرات المنطقة، والتموضع السياسي سيكون بالطبع مختلفًا عن سابقه، متأثرًا بما سيجري في سوريا وفي وضع المنطقة، ما يؤثرفي الوضع الداخلي والخارجي.

الفريق الآخر

النائب السابق في كتلة الوفاء للمقاومة اسماعيل سكرية يقول لإيلاف إن تموضع الاكثرية لتصبح أقلية والاقلية اكثرية لن يصبح بشكل قاطع بعدما رفض بالامس نواب النائب وليد جنبلاط حضور الجلسة التشريعية التي كانت مقررة، ولكنها خطوة من خطوات التموضع الجنبلاطي الآني، ولكنها لا تحسم مواقف جنبلاط النهائية الذي يأخذ مواقف، بحسب الموضوع، واذا طرحنا اليوم موضوع سلاح المقاومة سنرى جنبلاط يقف مع الاكثرية، وذلك بحسب الموضوع، وهذا الموضوع برأيي هو نتيجة لفساد يحاكي الفساد، مليارات وارقام من هنا وهناك، من يعرف كيف تصرف ولماذا وما هي نسبة الفساد، ويجب ألا نضيع وقتنا بمن يقف مع من لأن الفساد كما قلت يحاكي الفساد.

وبرأي سكرية عدم حضور نواب جنبلاط الجلسة لا يعبِّر عن موقف نهائي باتجاه الانضمام الى المعارضة، ليس موقفًا سياسيًا ولم يحسم خياراته، فبحسب الموضوع المطروح، فهو يساير هذا الجو ويراعيه لأسباب معروفة، وبموضوع آخر قد يأخذ موقفًا مغايرًا. وهو لم يعلن انه في 14 آذار/مارس او عاد اليها رغم أن مواقفه الاخيرة تميل الى هذا الفريق.

هذا الموقف موقت ولم يحدد جنبلاط انضمامه الى 14 آذار/مارس، ولا نستطيع ان نحسم لونًا واضحًا لتمركز الأكثرية هنا ام هناك، ولا نستطيع إعطاء أحجام حقيقية للمعارضة والموالاة، هناك الكثير من الألوان وعمى الوان إذا صح التعبير.

ويرى سكرية ان انتخابات 2013 لا يحددها فقط تموضع جنبلاط مع المعارضة بل ايضًا القانون الانتخابي الذي على اساسه ستجري الانتخابات. وهذا القانون مع جنبلاط سيشكلان بيضة القبان في انتخابات 2013.