مقرّ القمة العربية في بغداد من الداخل

اعتبر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب أن مواقف الحكومة quot;المتشنجةquot; ضده من شأنها تقويض مساعي إنجاح قمة بغداد العربية المقبلة، وذلك بالتناغم مع موقف خليجي دعا إلى حل المشاكل السياسية في العراق قبل لقاء القادة العرب.. فيما أعلنت وزارة الداخلية عن اكتمال استعداداتها الأمنية لاستضافة القمة العربية فيما قالت وزارة الخارجية انها اطلقت اليوم الموقع الالكتروني الرسمي للقمة التي تستضيفها بغداد في 29 من الشهر المقبل.

رداً على طلب وزارة الداخلية العراقية من نظيرتها في اقليم كردستان الاحد الماضي بتسليم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب اليها فقد أكد هذا الاخير من جهته اليوم احترامه للقضاء واستعداده quot;للمثول امام قضاء عادل كما نص عليه القانون في المادة 55 من قانون اصول المحاكمات الجزائية وليس امام قضاء يستند في حكمه إلى اعترافات انتزعت بالاكراهquot; كما قال ناطق باسمه اليوم مشيرا الى اتهاماته السابقة بانتزاع اعترافات لأفراد حمايته تحت التعذيب.

واضاف ان هذه الممارسات قد quot;أكدها النائب الشجاع القاضي لطيف مصطفى واللجنة النيابية التي التقت افراد حماية الهاشمي اثناء التحقيق معهم وامام القضاة علما انهم محتجزون في سجون سرية لا تخضع لوزارة العدلquot; والذين وصل عددهم الى 75 معتقلا.

وقال إن دعوة وزارة الداخلية الى سلطات اقليم كردستان بتسليمها لها quot;والمواقف المتشنجة ضد الهاشمي من شأنها أن تقوّض المساعي الهادفة إلى إنجاح مؤتمر القمة العربية القادمة في بغداد لأنها ترسل إشارات سلبية عن الوضع السياسي وحقيقة المصالحة في العر اقquot;. وقال quot;ننصح وزارة الداخلية والاطراف التي اعتادت على خلق الازمات ان تكف عن هذا النهج حرصا على مصالح العراق واستقرارهquot;.

وجاء تحذير الهاشمي هذا بعد يومين من دعوة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الى حل المشاكل الأساسية الموجودة في العراق قبل عقد القمة مشيرا الى أنه في حال بقاء هذه المشاكل فلن يكون للحضور قيمة. واضاف الفيصل في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أن quot;المشكلة في بغداد ليست أمنية كما تقول الصحافة.. المشكلة هناك قضايا رئيسة إن لم توفر الأجواء الطيبة للتعرض لهذه المشاكل الأساسية فحضورنا أو عدم حضورنا لن يكون له قيمةquot;.

وأشار إلى أنّ quot;القضايا الأساسية هي العلاقة مع إيران وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول الخليج وتدخلها في العراق نفسه والموقف من السلاح النووي الإيراني ومشكلة البحرين والإمارات مع إيران ومشكلة روسيا في موقفها من سورياquot;.

وشدد بالقول quot;يجب أن يكون هناك ما أجمعت عليه الجهات السياسية في العراق على ضرورة الاجتماع على المائدة المستديرة للمصالحة العراقيةquot;.. واضاف quot;نأمل عندما نأتي للعراق ان يكون موحدا بكل طوائفه وكل أبنائه وهذا سيضفي بلاشك أجواء ملائمة لعقد القمة والوصول إلى نتائج ملموسة للقضايا العربيةquot;.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد طالبت نظيرتها الكردية الاحد الماضي قائلة إنه quot;بناء على طلب الهيئة القضائية تسليم المتهم طارق احمد بكر الهاشمي ولتحديد موعد المحاكمة فقد طلبت وزارة الداخلية من وزارة داخلية حكومة اقليم كردستان تنفيذ أمر القبض الصادر بحقه وتسليمه الى الجهات القضائيةquot;. واضافت في بيان صحافي أن معلومات مؤكدة وردت اليها quot;بنية هروب المتهم اعلاه من الاقليم الى خارج العراقquot;.

وجاء هذا الطلب بعد اسبوع من لقاء عقده النواب الثمانية لكتلة تجديد البرلمانية التي يترأسها الهاشمي مع رئيس الوزراء نوري المالكي وبحثوا معه قضية الهاشمي حيث دعوه الى فتح صفحة جديدة من التعاون. والاسبوع الماضي اعتبر الهاشمي أن قضيته سياسية ولابد لها من حل سياسي وأكد انه سيكون عونا لغريمه المالكي اذا غيّر من سياساته مشددا على أنه لا ينازعه السلطة وباستطاعته أن يضع إمكاناته السياسية والاقتصادية والخبرات العسكرية في خدمة نجاحه.

وكان الهاشمي قد لجأ الى إقليم كردستان وحلّ ضيفا على الرئيس العراقي جلال طالباني عقب اتهام السلطات له بالارهاب في التاسع عشر من كانون الاول (ديسمبر) الماضي.. فيما اعلنت الهيئة التحقيقية بشأن القضية الاسبوع الماضي تحديد الثالث من ايار (مايو) المقبل موعدا لمحاكمة الهاشمي وصهره غيابيا عن ثلاث جرائم ارهابية انتهى التحقيق فيها. وأشارت إلى أنّ ثلاثا من الدعاوى المتهم بها الهاشمي قد تم حسمها وهي تتعلق باغتيال محامية وضابط وتفجير سيارة مفخخة موضحة وجود دعاوى اخرى تتعلق بنائب الرئيس لم تحسمها الهيئة التحقيقية بعد.

يذكر أن العراق يعيش أزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأميركي أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خلفية إصدار مذكرة قبض ضد نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي بعد اتهامه بدعم الإرهاب وذلك في ال19 من الشهر نفسه.. وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلباً إلى مجلس النواب بسحب الثقة من نائبه صالح المطلك القيادي في القائمة العراقية أيضاً بعد وصف الأخير المالكي بأنه quot;ديكتاتور لا يبنيquot; الأمر الذي دفع العراقية إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب وتقديمها طلباً إلى البرلمان بحجب الثقة عن المالكي قبل أن تقرر فيال 29 من الشهر الماضي العودة إلى جلسات مجلس النواب ثم تعود في السادس من الشهر الحالي لتقرر إنهاء مقاطعة مجلس الوزراء وعودة جميع وزرائها لحضور جلسات المجلس.

العراق يؤكد إكمال استعداداته الامنية وإطلاق الموقع الالكتروني للقمة

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم عن اكتمال استعداداتها الأمنية لاستضافة القمة العربية فيما قالت وزارة الخارجية انها اطلقت اليوم الموقع الالكتروني الرسمي للقمة العربية الثالثة والعشرين التي ستستضيفها بغداد في ال29 من الشهر المقبل.

وقالت الوزارة ان اللجنة الإعلامية لمؤتمر القمة العربية قد اطلقت الموقع الخاص بمؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في العاصمة بغداد داعية الصحافيين والإعلاميين في داخل العراق وخارجه الراغبين في تغطية المؤتمر زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالقمة على الرابط الاتي: ،www.arabsummit.iq لملء استمارات المشاركة بتغطية فعاليات القمة.

ويحتوي الموقع على ابواب عدة تتضمن معلومات موسعة عن الجامعة العربية وقممها السابقة والرصد الاعلامي الخاص بالقمة ومعلومات عن الدول العربية الاعضاء. وقالت الخارجية العراقية اليومإن العراق قد انتهى من توجيه quot;دعوات رسمية الى ملوك ورؤساء الدول العربية الشقيقة لحضور القمة العربية بدورتها (23 ) المقرر انعقادها في بغدادبين ال27 وال29 من اذار الجاريquot;.

ومن جهتها، أعلنت وزارة الداخلية العراقية اليوم عن اكتمال استعداداتها الأمنية لاستضافة القمة العربية المزمع عقدها نهاية آذار الحالي في بغداد. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية عادل دحام في تصريح لوكالة quot;السومرية نيوزquot; إن quot;القمة العربية لها خطتها الخاصة ووزارة الداخلية أكملت كل الاستعدادات التي تتعلق بتنفيذ خطة حماية الوفود التي ستحضر القمة العربية في بغداد المزمع عقدها في بغداد نهاية آذار الحاليquot;.

وأمس أكد الرئيس العراقي جلال طالباني أن بغداد أنجزت جميع الاستعدادات اللازمة لاستقبال القادة العرب المشاركين في القمة العربية مشيرا الى أن قادة الكتل السياسية يسعون إلى تعزيز العمل الديمقراطي وتوطيد الوحدة الوطنية.

يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الاولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد.. والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.

وكانت القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقر باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الابجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا.