امرأة سورية رسمت على وجهها علم الثورة تشارك في احتجاج ضد الموقف الروسي

اليوم العالمي للتضامن مع المرأة، ذكرى لا يكاد السوريون يعلمون عنها أو يسمعون بها، فإذا ما جلت في شوارع مدينة دمشق في الثامن من آذار (مارس) من كل عام، تجدها خاوية على عروشها، بسبب تعطيل الدوائر الحكومية، ورغبة الناس في البقاء في المنازل في ظل الظروف الراهنة.


يحتفل حزب البعث السوري في 8 آذار (مارس) من كل عام بذكرى quot;وصولهquot; إلى الحكم. لكن أيّاً من الذين سألتهم quot;إيلافquot; عن معنى هذا اليوم لم يتردد في الإجابة بأن هذا اليوم هو ببساطة: quot;ذكرى ثورة الثامن من آذارquot;، ثم تختلف التعابير بعد ذلك في تفسير معنى ذلك، بين مؤيد يرى فيها ذكرى quot;وصولquot; حزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة في سورية، وبين معارض يرى فيها ذكرى quot;استيلاءquot; الحزب على السلطة.

البعد quot;الثوريquot; لليوم غيّب البعد الإنساني quot;النسويquot; له في ظل هيمنة الحزب الواحد على البلاد لأكثر من خمسة عقود، إلا أن ذلك لم يمنع النظام الحالي من الإبقاء على عطلة يوم 8 آذار، وإلزام الدوائر الحكومية بها، رغم إقرار الدستور الجديد لإلغاء المادة الثامنة منه، والتي كانت تنص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع في سورية، وهو ما لا يفهم معه المواطن السوري العادي كيف يتم الإبقاء على عطلة ذكرى خاصة بحزب قد quot;أزيحquot; عن القيادة.

خطاب قيادتي حزب البعث، القطرية والقومية، لم يتغير كثيراً، فالقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي أكدت في بيان لها بهذه المناسبة quot;أن ثورة الثامن من آذار شكلت نقلة نوعية في حياة سوريا وشعبها، وتمكنت من ترسيخ البناء الوطني الشامخ المستند إلى فكر الحزب وفلسفته الوطنية وتطلعاته الثورية المرتكزة أساساً إلى حاجات الشعب وطموحاته المستقبلية، والقائمة على بناء مؤسساتي متين، يعتمد الديمقراطية الشعبية في اختيار النخب المعبرة عن القواعد الجماهيرية والممثلة لهاquot;.

وقالت القيادة القطرية بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين لثورة الثامن من آذار quot;إن مرور العقود الماضية من عمر الثورة، واحتفالنا بهذه المناسبة في هذه الظروف الصعبة، يؤكد من جديد صوابية الأهداف التي حققتها حتى الآن، والمزمع تحقيقها في المستقبل، مشيرة الى ما حققته سوريا من انجازات ونجاحات سياسية وتنموية أسهمت في بناء الوطن وتنامي دوره، على الرغم من العقبات والمؤامرات التي تعرضت لها خلال العقود الماضيةquot;.

وأكد البيان quot;أن سورية ستنتصر على المؤامرة الكونية التي تتعرض لها هذه الأيام، كما انتصرت على غيرها من المؤامرات بفضل إرادة شعبها ووحدته الوطنية وتلاحمه مع القيادة والجيش العربي السوري الباسل درع الثورة وحامي الأرض والمدافع عن الشعبquot;.

بدورها، أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتركي أن وعي الشعب السوري وإيمانه بتاريخه الحضاري وإنجازاته الوطنية ستمكنه من تجاوز المحنة ودحر المؤامرة التي يتعرض لها والخروج من الأزمة أكثر قوة وصمودا وعزة وكرامة.

وقالت القيادة القومية للحزب في بيان لها إن quot;ذكرى هذا العام مناسبة للسعي إلى تحفيز الهمم لتطوير نضالنا والارتقاء بنشاطنا وأداء مسؤولياتنا على أكمل وجه وتكثيف الجهود على مختلف الساحات المحلية والعربية الإقليمية والدولية لاستعادة الحقوق وتحقيق أهداف أمتنا الكبرى في الوحدة والحرية والاشتراكيةquot;.

ورأى بيان القيادة القومية quot;أن إقرار الدستور الجديد الذي عدلت فيه المادة الثامنة المتعلقة بدور حزب البعث كقائد في الدولة والمجتمع، يفرض على جميع البعثيين إدراك أن ذلك لا يعني إبعاداً للحزب أو تقليصاً لدوره في الحياة السياسية والحركة الجماهيرية؛ لأن دوره ومكانته في الأوساط الشعبية منذ تأسيسه وانطلاقه من أوساط الجماهير، يبرزان من خلال جهود مناضليه وتفاعله مع الجماهير الشعبية العريضة، ما دام يعبر عن أحلامها وطموحاتها ويتبنى الدفاع عن مصالحها ومكتسباتهاquot;.