رسم بياني يظهر نتائج استفتاء إيلاف الأسبوعي |
في دعم واضح لانتفاضة الشعب السوري ضد نظامه، أيّد حوالى ثلثي المشاركين في استفتاء quot;ايلافquot; الأسبوعي قرار الجامعة العربية بعدم دعوة الرئيس السوري بشار الاسد للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في بغداد في ال29 من الشهر الحالي.
لندن: شارك في استفتاء quot;ايلافquot; الأسبوعي ردّا على سؤالها quot;هل تؤيد منع الأسد من المشاركة في القمة العربية؟quot; الثالثة والعشرين التي ستعقد في بغداد في ال29 من الشهر الحالي 9470 قارئا صوّت معظمهم بنسبة تقارب الثلثين لصالح منع الأسد من المشاركة في القمة.
تأييد لعدم دعوة الأسد للقمة
ومن بين المشاركين في الاستفتاء فقد أيّد 5858 منهم شكلوا نسبة 61.86 بالمائة من المشاركين في الاستفتاء عدم دعوة الأسد إلى القمة العربية .
ومن الواضح أن هذا الموقف قد جاء لأسباب عدة أولها التعاطف مع مطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية، وردا على عمليات القتل التي تمارسها السلطات ضد المحتجين المنتفضين منذ حوالى العام، والتي وصل عدد ضحاياهم إلى حوالى العشرة آلاف مواطن سوري. كما يأتي تأييد إبعاد الأسد عن القمة على ما يبدو نظرا إلى موقفه من رفض خطة الجامعة العربية نفسها المنظمة للقمة بالتنازل عن صلاحياته لنائبه وإجراء انتخابات حرة بإشراف عربي ودولي.
ثم جاء أخيرا رفض الأسد مقترحات مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان الذي التقاه يومي السبت والأحد الماضيين لإجراء حوار مع المعارضة وتنفيذ التغييرات المطلوبة حيث وصف الأسد المحتجين بالإرهابيين، وقال ان اي حوار غير ممكن بوجودهم. واختتم أنان محادثاته مع الأسد وغادر سوريا أمس دون علامة تذكر على إحراز تقدم بشأن وقف إراقة الدماء المتزايدة في سوريا. وقال أنان في دمشق قبيل مغادرته لها quot;الوضع سيّئ وخطير للغاية لدرجة أننا جميعا لا يمكننا تحمل الفشلquot;.
وإضافة الى ذلك، فإن مهمة أنان تزامنت مع تزايد هجمات الجيش السوري للمدن السورية خلال اليومين الماضيين وخاصة ادلب وحمص ومواجهته للتظاهرات السلمية في دمشق وحلب ومناطق عدة أخرى من البلاد.
معارضة لمنع الأسد من المشاركة بالقمة
وعلى العكس من رفض غالبية المشاركين في الاستفتاء دعوة الأسد الى القمة فقد ارتأى 3612 منهم شكلوا نسبة 38.14 بالمائة من العدد الكلي للمشاركين بأنه يجب دعوة الأسد للمشاركة فيها.
ويبدو أن لهذا الموقف دوافع عدة ايضا، تكمن في تأييد النظام في سوريا وعدم تحميل الرئيس الأسد أي مسؤولية عن الاضطرابات التي تشهدها بلاده وانما على المجموعات المسلحة حيث يتأثر هذا الموقف بالموقف الرسمي السوري الذي يقول إن مجاميع ارهابية مسلحة مدعومة من الخارج تنفذ مخططا تخريبيا لضرب استقرار البلاد.
وقد يكون موقف شريحة من هذه المجموعة المؤيدة لمشاركة الأسد في القمة مدفوعا بوجود مشاريع ستطرح عليها لحل الأزمة السورية، ومن هنا يجب ان يكون الرئيس السوري حاضراً ومشاركا في المناقشات، عسى أن يتمكن القادة العرب من التوصل معه الى مخرج ينقذ سوريا من الأوضاع الخطرة التي تعيشها حاليا. حيث تشير المعلومات في هذا الاطار الى ان العراق سيتقدم بمبادرة حول سوريا سيتم بحثها خلال القمة، وهي تدعو الى تشكيل حكومة وحدة وطنية ثم صدور قرار عن مجلس الأمن بمنع التدخل في الشؤون الداخلية السورية، وإعلان وقف إطلاق النار من قبل جميع الأطراف والبدء بحوار شامل داخل سوريا على ان يتم تنفيذ المبادرة بإشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة .
وفي هذا الاطار، كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قد أعرب الشهر الماضي عن أمله في حضور الأسد أو من يمثله الى القمة وقال quot;نفضل ان تكون هناك مشاركة لأنها تفتح صفحة للحوار بعيدا عن التدخل وعن إثارة أجواء طائفية وحيث إن لا مصلحة لأحد في ان يتدهور الوضع اكثر في سورياquot;. وكانت الجامعة العربية علقت مشاركة سوريا في اجتماعاتها على خلفية قمع الحركة الاحتجاجية المستمرة في سوريا منذ منتصف اذار (مارس) الماضي والتي قتل فيها لحد الان حوالى عشرة آلاف شخص بحسب ناشطين.
يذكر أن العراق استضاف القمة العربية لمرتين الأولى بدورتها التاسعة عام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل، وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، والثانية بدورتها الـثانية عشرة عام 1990 والتي شهدت خلافات كبيرة بين العراق ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة وتبعها احتلال العراق للكويت واندلاع حرب الخليج الثانية عام 1991.
وكانت القمة العربية الأخيرة التي انعقدت في ليبيا في اذار (مارس) عام 2010 قد اتخذت قرارا بعقد القمة المقبلة في العراق على الرغم من ان البروتوكول المعمول به في الجامعة العربية يقرّ باستضافة مؤتمرات القمة بحسب الترتيب الأبجدي حيث كان من المفترض عقد القمة السابقة في بغداد طبقا لهذه القاعدة الا انها عقدت في مدينة سرت الليبية بسبب المخاوف الامنية في العراق الذي تنازل عن استضافة تلك القمة لليبيا .
التعليقات