القدس: بعد أيام من عودته من واشنطن حيث اجرى محادثات كان الملف النووي الإيراني محورها الرئيسي يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بان الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة والتهديد النووي الإيراني مرتبطان ببعضهما.

وبعد موجة عنف جديدة شنت فيها إسرائيل غارات جوية مكثفة تسببت بمقتل 25 فلسطينيا منذ الجمعة اعلن ليل الاثنين الثلاثاء عن التوصل بوساطة مصرية الى اتفاق quot;للتهدئة الشاملةquot; في قطاع غزة مما وضع حدا للحلقة التي خاف المسؤولون الإسرائيليون ان تصرف انتباه العالم عن المشكلة الرئيسية وهي البرنامج النووي الإيراني.

وطرح نتانياهو الاسبوع الماضي القضية الإيرانية مع الرئيس الاميركي باراك اوباما وحصل على تاكيدات اميركية بان واشنطن ستكون مستعدة في نهاية الامر لاستخدام القوة العسكرية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.

وقال اوباما quot;التزامنا الى جانب امن إسرائيل صلبquot;. ولكن بالنسبة للمحللين الإسرائيليين يبدو نتانياهو غير مقتنع بذلك. وقال المحلل السياسي جوناثان راينهولد لفرانس برس quot;خرج اوباما عن طريقه ليبعث هذه الرسالة ولكنني اعتقد بانه لم يستطع اقناع رئيس الوزراء على الاطلاق بذلكquot;.

وتابع quot;الخلاف الذي كان موجودا، لا يزال قائماquot;. وتشتبه إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية ان إيران تسعى الى امتلاك قنبلة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد ان برنامجها هو لاغراض سلمية بحتة.

وتعتقد ادارة اوباما بانه يجب اعطاء العقوبات القاسية على إيران بالاضافة الى الجهود الدبلوماسية المزيد من الوقت لتثبت فاعليتها قبل الاضطرار الى شن هجوم. الا ان إسرائيل تعتقد بان الوقت بدأ ينفد قبل شن ضربة استباقية وبان إيران قد تكون على عتبة امتلاك القدرة النووية اي اللحظة التي ستستطيع فيها انتاج اسلحة اليورانيوم بسرعة.

وعلى الرغم من تاكيدات اوباما العلنية يبدو نتانياهو مصمما اكثر من اي وقت مضى على ابقاء الملف الإيراني في مقدمة اهتمامات الرأي العام. وبعد عودته الاربعاء الماضي الى إسرائيل امر نتانياهو الجمعة بشن غارة جوية لاغتيال قيادي في احد الفصائل الفلسطينية مما دفع الفصائل الفلسطينية باطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل.

وبينما حضر الجيش الخطط قام نتانياهو نفسه باعطاء الضوء الاخضر لشن الغارة حيث اكد مسؤول إسرائيلي كبير بان quot;القرار تم اتخاذه على اعلى المستوياتquot;. ورأى المعلقون بان نتانياهو ومستشاريه لم يكن لديهم اي شكوك حول العواقب العنيفة لهذه الضربة.

وكتبت صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot;، quot;عندما قررت القوات الإسرائيلية اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة كانت تعرف ما الذي ستقحم نفسها فيهquot; في اشارة الى الصواريخ التي اطلقت من القطاع باتجاه جنوب إسرائيل.

الا ان نتانياهو استغل ما حدث على الحدود مع القطاع لايصال نقطة اخرى حيث ابلغ اعضاء الكنيست من حزبه الليكود اليميني الاحد في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام بان حركة quot;الجهاد الاسلامي التي اطلقت غالبية الصواريخ التي ضربت الجنوب مدعومة بشكل كامل ويتم تسليحها من طهرانquot;.

وتابع quot;الجهاد الاسلامي فرع مملوك بالكامل من إيران ولذا لم يؤد العنف في الجنوب فقط الى دفع إيران خارج جدول الاعمال بل على العكس دفعه الى الواجهةquot;. وبعدها في زيارة قام بها لبعض البلدات في الجنوب قال نتانياهو بان غزة وطهران هما وجهان لعملة واحدة.

ونقلت الاذاعة العامة عنه قوله quot;الحل لتهديد الصواريخ من غزة سياتي فقط حين يتم حل التهديد من طهرانquot;. الا راينهولد اوضح بانه لا يعتقد بان استفزاز فصائل غزة كان مقصودا لتركيز الانتباه على البرنامج الإيراني.

وتابع quot;اعتقد بان رئيس الوزراء يريد الربط بين الاثنين وهناك رابطquot;. واضاف quot;انه يستغله ولكنني لا اعتقد بان هذا جزء من خطة كبرىquot;.