أظهر مسح شمل البريطانيين جهلهم شبه المطبق بالجغرافيا، وليس فقط في ما يتعلق بأمكنة تعتبر معالم شهيرة حول الدنيا، وإنما بحقائق بسيطة عن بريطانيا نفسها، مثل أنها مكوّنة من أربعة بلدان متحدة.


تلة أيرز روك الأسترالية المعروفة حول العالم بتغيّر لونها

صلاح أحمد: إذا كنت من البارعين في الجغرافيا فلا تقرأ هذا الخبر حفاظًا على صحتك. فقد اتضح من مسح وسط ألفين من البريطانيين أن درجة إلمامهم بحقائق جغرافية بسيطة - داخل بلادهم نفسها - ليست مدعاة للفخر بأي حال.

على سبيل المثال فإن 20.6 في المائة من هؤلاء لا يعرفون أن بريطانيا تتألف في الواقع من أربعة بلدان، هي انكلترا واسكتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية. وهذا في الغالب لأنهم يعتبرون هذه أراضي بريطانية، لا يستدعي التنقل بينها أي شروط كانت. لكنها في واقع الأمر دول مستقلة توحدت تحت لواء التاج، وصارت كلها تعرف باسم بريطانيا.

من المفاجآت الأخرى، التي أتى بها المسح، أن أكثر من نصف المستطلعين (50.2 في المائة) يعتقدون أن جبل إيفيريست (أحد قمم سلسلة الهملايا بين شبه القارة الهندية والصين) جزء من الأراضي البريطانية وأعلى جبالها. وقال 58.6 في المائة أيضًا إن بن نيفيس وسنودون سلاسل جبلية في انكلترا، بينما الواقع أن الأول هو أعلى جبال اسكتلندا، والثاني أعلى جبال ويلز.

ومن الحقائق المدهشة، التي كشف عنها هذا المسح، أن واحدًا في كل خمسة مستطلعين (20.1 في المائة) يقرّ بأنه لا يعرف موقع مدينة بلاكبول (مقاطعة لانكاشاير في شمال غرب انكلترا). كما إن أكثر من النصف (53 في المائة) لا يعرفون في أي جزء من بريطانيا توجد قلعة بالمورال (شرق اسكتلندا، وأحد أشهر مقار العائلة المالكة منذ منتصف القرن التاسع عشر).

أضف إلى هذا أن أكثر من ربع البريطانيين (25.7 في المائة) يعتقدون أن تلة laquo;إيرز روكraquo; الصخرية الأسترالية الشهيرة بتغييرها للونها تبعًا للضوء الواقع عليها توجد laquo;في مكان ما في بريطانياraquo;. وكأن هذا لا يكفي، فإن قرابة الثلث (32.3 في المائة) لا يعرفون أن كاتدرائية كانتربري (معادل الفاتيكان لدى أتباع كنيسة انكلترا) تقع في مقاطعة كينت في جنوب شرق انكلترا.

وثمة شبه إجماع وسط الخبراء على أن سهولة الحصول على المعلومات من الإنترنت أتت بنتيجة معاكسة لما كان متوقعًا. فلأن المعلومات سهلة المنال في كل زمان ومكان تتوافر فيهما وسيلة إلى الإنترنت، صار الأفراد يعزفون عن تخزين المعرفة والمعلومات في أدمغتهم، كما كان الحال عليه قبل عصر الإلكترون هذا.

ووفقًا للصحافة البريطانية، التي تداولت المسح، فقد علقت كارين جي، المديرة الإدارية في شركة laquo;جيرني أوف ديستنيشنraquo; على هذه نتائج بقولها: laquo;من المدهش حقا أن البريطانيين، الذين يظهرون علمًا بالأمكنة عندما يتعلق الأمر بالمدن الرئيسة حول العالم، مثل لوس أنجليس وباريس وطوكيو وروما، يبدون جهلاً مطبقًا بجغرافيا وطنهم... ومن لا يعرف بلاده لا يعرف أي كنوز تحويهاraquo;.