بارزانييجتمع معقيادة حركة التغيير الكردية بزعامة نوشيروان مصطفى

رغم رفضها المشاركة في حكومته الجديدة التي تجري اتصالات لتشكيلها حالياً، فقد طلب نجيرفان بارزاني المساعدة من المعارضة الكردية لإنجاح حكومته من خلال النقد وتقديم المشاريع. فيما رفض رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم قتل أتباع ظاهرة الايمو التي عزاها إلى تهميش الشباب ودعا المجتمع الدولي الى الوقوف بوجه الاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين.


قال رئيس وزراء اقليم كردستان المكلف، نيجيرفان بارزاني، عقب مباحثات مع قيادة حركة التغيير الكردية، بزعامة نوشيروان مصطفى، في ميدنة السليمانية الشمالية، إن الحركة رفضت المشاركة في حكومته المقبلة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك في السليمانية مع المتحدث باسم حركة التغيير شاهو سعيد أن حركة التغيير قررت البقاء كقوة معارضة في برلمان اقليم كردستان. وللتغيير 25 مقعداً في برلمان الاقليم الذي يضم 111 نائباً، الامر الذي دفع بارزاني الى وصفها قوة جماهيرية.

وأشار إلى أنّه سيواصل مباحثاته مع فصائل المعارضة الأخرى لاقناعها بالانضمام الى حكومته التي كلفه رئيس الاقليم مسعود بارزاني بتشكيلها في السابع من الشهر الحالي وعليه الاعلان عن ذلك خلال شهر واحد.

وأكد نجيرفان بارزاني احترام قرار الحركة، وقال: quot;إننا نعتقد أن مشاركتهم من عدمها لن تمنع العمل المشترك بما يخدم المصالح العامة لمواطني اقليم كردستانquot;. وأشار إلى أنّ هدف حكومته هو انشاء مشروع وطني للاصلاح، وأي مشاريع مقدمة بهذا الخصوص سيكون على الحكومة الجديدة تنفيذها. وقال: quot;يمكن للمعارضة مساعدتنا بالنقد وتقديم المشاريعquot;.

ومن جانبه، أكد المتحدث باسم حركة التغيير شاهو سعيد أن الحركة ستبقى قوة معارضة في برلمان الاقليم لمراقبة عمل الحكومة.مشدداً علىأن الحركة ليس لديها أي موقف أو حكم مسبق على التشكيلة المقبلة لحكومة كردستان. وقال: quot;إن موقفنا يعتمد على مواقف الحكومة المرتقب تشكيلهاquot;. وتضم حكومة اقليم كردستان 19 وزارة وأربع مؤسسات أخرى تحمل صفة الوزارة ويجري توزيع معظم المناصب الحكومية بالتوافق بين الأحزاب.

وكان برلمان كردستان كلف نجيرفان بارزاني، القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني (بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني) في السادس عشر من الشهر الماضي بتشكيل حكومة الاقليم السابعة الجديدة برئاسته، كما اختار بالأغلبية عماد أحمد القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني (بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني) لمنصب نائب رئيس الحكومة من دون مشاركة المعارضة في التصويت على القرارين.

وعقب هذا التكليف وصف النائب عن كتلة التغيير الكردية، لطيف مصطفى، انتقال السلطة في الاقليم بين الحزبين الحاكمين بالتناوب بأنه غير دستوري ومخالف للانظمة الديموقراطية. وقال في تصريح صحافي إن انتقال السلطة بين الحزبين يمثل مخالفة للأنظمة الديموقراطية لأنه من غير الممكن تبادل السلطة بهذه الصورة quot;العجيبةquot;، وحيث لا وجود لسلطة تنتقل بهذا الشكل. وأكد أن كتلة التغيير تقف صفاً واحداً مع المعارضة في موقفها من توزيع المناصب العليا. مشدداً بالقول: quot;إن هذا الأمر فرض علينا وهو غير شرعي ولا يمثل تطبيقاً للديموقراطيةquot;.

وبحسب الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين الحزبين الرئيسيين بقيادة طالباني وبارزاني يفترض مداورة كل المناصب بين الحزبين، بعد مرور سنتين من تشكيل الحكومة، وبهذا توجب على برهم صالح، الذي تولى رئاسة الحكومة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 التخلي عن منصبه الشهرالماضي.

ووقعت الاتفاقية الإستراتيجية الثنائية في السابع والعشرين من تموز (يوليو) العام 2007 لتنهي كل الخلافات العالقة بين حزبي طالباني وبارزاني، بعدما خاضا حربًا داخلية طاحنة، استمرت منذ العام 1994 وحتى العام 1998.

وظلت بنود الاتفاقية سرية، لكنّ القليل الذي كُشف عنه، ينص على توزيع المناصب بين الحزبين، بحيث تؤول رئاسة جمهورية العراق إلى الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، فيما تذهب رئاسة الإقليم إلى الديموقراطي بزعامة بارزاني. كما يتولى أحدهما منصب رئاسة الحكومة، فيما يشغل الآخر منصب رئيس برلمان كردستان، شرط أن يكون نائب كل مسؤول من حصة الحزب الآخر، ويتم تغيير المناصب كل عامين، عدا رئاستي الجمهورية والإقليم.

ونجيرفان إدريس بارزاني يشغل حاليًا منصب نائب رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني، وكان يتولى قبل العام 2009 رئاسة حكومة كردستان. وهو من مواليد قرية بارزان في شمال العراق العام 1966، وابن أخ مسعود بارزاني، أي هو حفيد الزعيم الكردي الملا مصطفى بارزاني. ونجيرفان بارزاني متزوج، ولديه 4 أبناء، ويجيد اللغات الكردية والعربية والفارسية، وله إلمام بالانكليزية، وهو مولع بالشعر الكردي والفارسي. وقد تنقل بين بلدان الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية، واجتمع مع عدد من رؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين فيها.

ويلقى تقاسم الحزبين الرئيسيين معارضة من قبل قوى كردية لها تأثيرها على الساحة الشعبية في كردستان، خاصة مع التغييرات التي شهدتها أخيرًا، وخروج تظاهرات مطلع العام الماضي ضد استمرار هيمنتهما على الأوضاع السياسية وللمطالبة بإصلاحات في إدارة الإقليم ومشاركة أوسع في هذه الإدارة.

وتأمل المعارضة إجراء تعديلات مستقبلاً على اتفاق الحزبين الموقع العام 2007، بحيث يتم وضع أسس جديدة، تضمن مشاركة القوى السياسية الأخرى المتحالفة مع الحزبين الرئيسيين في الحصول على مناصب سيادية في قيادات الإقليم، وربما يصل الأمر إلى تولي أحدها رئاسة حكومة الإقليم مستقبلاً أو التنافس على رئاسة إقليم كردستان أيضًا.

الحكيم يرفض قتل اتباع الايمو ويعزو الظاهرة إلى تهميش الشباب

هذا وأكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم رفض قتل اتباع ظاهرة الايمو ودعا المجتمع الدولي الى الوقوف بوجه الاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. وقال الحكيم في كلمة، خلال المنتدى الثقافي الاسبوعي للمجلس الاعلى في بغداد الليلة الماضية، وبحضور حشد من مواطنيها، إنه من الضروري وقوف الجهات المعنية بحزم لمنع استخدام العنف لمعالجة ظاهرة الايمو وغيرها من الظواهر السلبية. وأشار إلى أنّ الفراغ الثقافي والمعرفي هو الذي يدفع الشباب ليرتبطوا بأي ثقافات دخيلة ليضيعوا على أنفسهم فرصة الالتزام بقيمهم الدينية والوطنية وأعرافهم الاجتماعية الأصيلة.

وعزا انتشار الظاهرة الى التفكك الاسري وقلة الاهتمام التربوي، موضحاً أن ذلك يُشعر عدداً من الشباب بالعزلة عن بيئتهم الطبيعية فيبحثون عن بيئة أخرى وتجمعات أخرى ليجدوا ضالتهم أحياناً في تجمعات تنتهج سلوكاً غير مقبول وغير مرضٍ للمجتمع، إضافة إلى أن الاستخدام السيء لوسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي من دون رقيب يدفع بعدد من الشباب الذين لا يمتلكون الحصانة والمناعة المعرفية والثقافية الكافية لأن ينخرطوا في مثل هذه الظواهر.

لكن الحكيم قال محذراً إن دخول هذه الظاهرة الى المجتمع العراقي بطريقة مدروسة وانتشارها بشكل سريع لا يدع مجالاً للشكبأن هناك أجندة دخيلة وحركة منظمة وراء انتشار هذه الظواهر الاجتماعية السلبية. وقال: quot;هناك خفافيش ظلام لا يريدون أن نجد العراق يسير في اتجاهه الصحيح ولا يريدون الخير لهذا الشعب ويعرفون أن تحقيق الانجازات الكبرى إنما يكون من خلال الشباب الواعد وهم الطاقة الكبيرة وأمل المستقبل فيضيعون علينا فرصة البناء والاعمار وتطور البلد بإشغال الشباب بقضايا غير مفيدة وغير صحيةquot;.

وعبر الحكيم عن الاسف من استهداف اتباع الايمو من قبل مجموعات بالقتل والعنف، مشدداً على رفض هذا السلوك وقال: quot;إن مثل هذه الاغتيالات لو صحت تطرح اكثر من علامة استفهام حول الجهة المتورطةquot;. وطالب الجهات الحكومية بالوقوف بحزم وعبر الوسائل القانونية لمنع استخدام العنف كحل لمعالجة ظاهرة الايمو وإنما بالنصيحة وبالحوار وبالتواصل وبالتثقيف وبالعمل التوعوي. وشدد بالقول إن القتل في هذه القضية خط أحمر وأمر مرفوض لا يمكن التساهل فيه أو قبوله.

وحول الاعتداءات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين طالب الحكيم المجتمع الدولي باتخاذ القرارات الحاسمة والسريعة لوقفها. وأشار إلى أنّ هذه الاعتداءات تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وتجاوزاً على كل المواثيق الدولية. وعبر عن الاستغراب لصمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان تجاه هذه المجازر التي تحصل في فلسطين فيما أنها تصرخ عالياً لحالات أخرى وتتعامل مع ملفات أخرى في المنطقة بشكل مختلف. وشدد على أن القمة العربية المزمع عقدها في بغداد معنية باتخاذ مواقف موحدة وصارمة تجاه هذا الموضوع لتعبر عن رأي مشترك يؤكد أنقضية فلسطينقضية محورية مهما بلغت التحولات في الوطن العربي حيث ستبقى فلسطين قضية العرب والمسلمين الاولى.

وكانت وزارة الداخلية العراقية اعتبرت الاثنين الماضي أن حالات quot;الإيموquot; التي سجلت في العراق فردية ومحدودة جداً، وطالبت الجهات التنفيذية بعدم مخالفة الدستور في التضييق على الحريات، كما دعت الشباب إلى مراعاة الآداب العامة والتقاليد في تصرفاتهم. لكن تقارير غير رسمية أفادت بمقتل عدد غير محدد من مقلدي ظاهرة quot;الإيموquot; في بغداد خلال الأسابيع القليلة الماضية بـquot;سحق رؤوسهم بقطع من الإسمنت (البلوكة)quot; أو من خلال رجمهم بالحجارة والادوات الحادة.

وفي يوم السبت الماضي اعتبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن هؤلاء الشباب سفهاء ومجانين ووصفهم بآفة المجتمع وطالب بإنهائهم، في رخصة مبطنة لقتل مقلدي الإيمو والانتقام منهم! والمثير أن اسماء من يوصفون بالإيمو وضعت ضمن قوائم في عدد من الشوارع الرئيسة لمدينة الصدر شرق بغداد التي ينشط فيها أتباع مقتدى، هذه القوائم التي نشرت فيها أسماء المنتمين لظاهرة الإيمو في قطاعات المدينة، تتوعد الشباب بالقتل في حال عدم ترك هذه الظاهرة، ووصفتهم بـquot;الجراويquot; في إشارة إلى كونهم من المثليين.

وتعني quot;الإيموquot; باللغة الانكليزية، الحسّاس أو العاطفي أو المتهيج، ويتبع مقلدو هذه الظاهرة نمطاً معيناً في الحياة، يتمثل بالإستماع الى موسيقى الروك وتسريحة شعر غريبة وملابس سوداء وسراويل ضيقة أو فضفاضة، فضلاً عن حركات وتصرّفات غريبة.