طهران: تبادل الزعماء الإيرانيون والأميركيون اليوم الثلاثاء رسائل شديدة اللهجة في رأس السنة الإيرانية الجديدة، مما ابرز التوترات بشان برنامج إيران النووي المثير للجدل. وحذر المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي من ان بلاده سترد على اي هجوم تشنه الولايات المتحدة او اسرائيل.
وقال خامنئي في خطاب بثه التلفزيون مباشرة في مناسبة رأس السنة الإيرانية quot;لقد قلنا اننا لا نملك اسلحة نووية ولن نقوم بصنعها. لكن اذا شن الاعداء اي هجوم سواء كانت الولايات المتحدة او النظام الصهيوني فاننا سنهاجمهم بنفس المستوى الذي يهاجموننا فيهquot;.
واتهم خامنئي الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين بالبحث عن ذرائع وتغييرها في كل مرة للتدخل في إيران معتبرا ان الهدف الحقيقي وراء ذلك السيطرة على احتياطي النفط والغاز الهائل في البلاد. وقال خامنئي quot;اولا كانت المشكلة النووية ... (ثم) مسألة حقوق الانسان. الرهان الحقيقي هو ان إيران تملك احتياطيا من النفط والغازquot;.
واضاف quot;ان الذين يعتقدون ان عداوة الولايات المتحدة حيالنا ستتراجع اذا تنازلنا في الملف النووي مخطئون. موقف (الولايات المتحدة) حيالنا غير مرتبط بالبرنامج النووي او حقوق الانسان. هذا لان الجمهورية الاسلامية تقاومquot;.
وفي كلمة منفصلة قال الرئيس محمود احمدي نجاد ان حكومته تعمل على تعزيز الاقتصاد الإيراني عن طريق زيادة اجمالي الناتج المحلي والاستثمار. وقال quot;حكومتي تقف الى جانب جميع الإيرانيين، في الاوقات الجيدة والسيئةquot;.
من جهته انتقد الرئيس الأميركي باراك اوباما في شريط فيديو مسجل بث على موقع يوتيوب quot;الستار الحديدي الالكترونيquot; الذي تفرضه إيران على مواطنيها وذكر الانترنت كاحد عناصر التقارب بين الأميركيين والإيرانيين، وهما شعبان quot;لا سبب لديهماquot; لان يكونا منقسمين، على حد قوله.
وقال اوباما quot;ليس هناك اي سبب يدعو الى ان تكون الولايات المتحدة وإيران منقسمتين. هنا في الولايات المتحدة يزدهر الأميركيون من اصل إيراني ويساهمون بشكل كبير في ثقافتناquot;.
وفي حين تخضع إيران لعقوبات اقتصادية مشددة من قبل الاسرة الدولية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل اشار اوباما الثلاثاء من دون ان يدخل في التفاصيل، الى quot;قواعد جديدة لتسهيل تقديم شركات أميركية برامج معلوماتية وخدمات لإيران ليتمكن الإيرانيون من استخدام الانترنت بسهولة اكبرquot;.
ومنذ وصوله الى سدة الحكم في 2009 يلقي اوباما كل سنة كلمة في هذه المناسبة. وهذه السنة اخذ مبادرة تاريخية بالتوجه مباشرة الى المسؤولين الإيرانيين واقترح عليهم تجاوز العلاقات المتوترة بين البلدين القائمة منذ ثلاثة عقود.
لكن اللهجة تغيرت في 2010 بعد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد المثيرة للجدل في منتصف 2009 وقمع التظاهرات المنددة بعمليات الغش التي تخللت هذه الانتخابات. وقال اوباما ان طهران quot;اختارت العزلةquot;.
وبدورها حذرت روسيا الثلاثاء من ان إيران لن يكون امامها من خيار سوى انتاج اسلحة نووية في حال تعرضها لهجوم سواء من الولايات المتحدة او اسرائيل بسبب برنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف لاذاعة quot;كوميرسانتquot; الروسية ان quot;مسؤولين من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وغيرهم من المسؤولين يقرون بانه ليست لديهم اية معلومات الان بان القيادة الإيرانية اتخذت قرارا سياسيا بانتاج اسلحة نوويةquot;.
واضاف quot;ولكنني شبه متاكد من انه سيتم اتخاذ مثل هذا القرار بكل تاكيد بعد اية هجمات على إيرانquot;. وتاتي هذه التصريحات في عيد النوروز، اول ايام السنة الإيرانية الجديدة التي الذي يعني الانتقال من الشتاء الى الربيع. وتبدأ السنة الجديدة في منتصف اذار/مارس من كل عام.
واطلقت مدمرة quot;جامارانquot; طلقة رمزية بهذه المناسبة، كما ركزت الكلمات التي القيت وبثها التلفزيون مباشرة على تحدي إيران في مواجهتها للغرب في الازمة بشان برنامج طهران النووي. وقال خامنئي في كلمته انه اذا قامت إيران بتقوية اقتصادها quot;فان العدو (الغرب) سييأس، وستتوقف جهوده للتامر ضدناquot;.
وقال ان الهدف خلال الاشهر الـ12 المقبلة هو quot;زيادة الانتاج المحلي ودعم الاستثمارات واليد العاملة الإيرانيةquot; من خلال حملة لتشجيع شراء المنتجات الإيرانيةquot;. وجاءت تصريحاته في تحد للعقوبات الأميركية والاوروبية التي تؤثر على الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من ارتفاع التضخم والبطالة.
وهددت اسرائيل بشن ضربة عسكرية ضد منشات إيران النووية خشية من ان امتلاك إيران قنبلة نووية قد يهدد وجودها ويقضي على كونها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط رغم عدم اعترافها بذلك.
من ناحية اخرى ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء ان حربا افتراضية سرية اجرتها الولايات المتحدة لتقييم اثار اي هجوم اسرائيلي على إيران، خلصت الى اعتبار ان شن مثل هذه الضربة سيشعل حربا اقليمية اوسع تضطر الولايات المتحدة الى ان تكون طرفا فيها. وذكرت الصحيفة ان الحرب الافتراضية لم تكن تدريبا على الحرب، الا انها تشير الى مخاطر محتملة لمثل هذا الهجوم.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المسؤولين الذين لم تكشف عن هوياتهم على اطلاع على تلك الحرب الافتراضية، ان quot;نتائج تلك التجربة الحربية كانت مقلقة للغاية خاصة للجنرال جيمس ماتيس الذي يقود جميع القوات الأميركية في الشرق الاوسط والخليج وجنوب غرب اسياquot;.
واضافت الصحيفة انه quot;عند انتهاء التجربة في وقت سابق من هذا الشهر، قال الجنرال ماتيس لمساعديه ان شن اسرائيل لضربة اولى من المرجح ان تكون له عواقب وخيمة على المنطقة وعلى القوات الأميركية هناك، بحسب ما يقول المسؤولونquot;.
ووافقت إيران الشهر الماضي من حيث المبدأ على استئناف المحادثات مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا، الا انه لم يتم تحديد مكان او تاريخ مثل هذه المفاوضات. وانتهت اخر جولة من المحادثات جرت في اسطنبول في كانون الثاني/يناير 2011 بالفشل.
التعليقات