باندا اتشيه: بعد تسونامي مدمر وتمرد استمر ثلاثين عاما، ينتخب اقليم اتشيه الاثنين حاكما على امل تعزيز سلام زعزعته سلسلة من الاغتيالات السياسية. ودعي 3,2 مليون ناخب لانتخاب حاكم بات يتمتع بنفوذ اكبر بعد حصول الاقليم الواقع في اقصى شمال جزيرة سومطرة (شمال غرب) على حكم ذاتي قبل عشر سنوات تقريبا.

والانتخابات هي الثانية فقط منذ انتهاء النزاع الانفصالي في 2005 الذي اوقع 15 الف قتيل، وبعد تسونامي عنيف في 26 كانون الاول/ديسمبر 2004 لا تزال اتشيه تعاني من تبعاته فقد راح ضحيته 170 الف قتيل في الاقليم واكثر من 220 الفا في سائر اسيا.

وفي اذار/مارس، شهدت الحملة الانتخابية عشر اغتيالات سياسية نسبتها الصحف المحلية الى الانقسام داخل الحركة الانفصالية بعد توقيع اتفاق السلام في 15 اب/اغسطس 2005 في هلسنكي.

وانقسمت حركة اتشيه الحرة الميليشيا الانفصالية التي تم حلها لاحقا بين quot;الحرس القديمquot; المؤلف من قادة تاريخيين اقاموا في المنفى في السنوات قرابة ثلاثين عاما وبين quot;الاتراك الجددquot; الذين يستمدون شرعيتهم من المعارك الميدانية التي يخوضونها.

ويقتصر الاقتراع الاثنين على مواجهة بين زيني عبد الله (71 عاما) من الشخصيات القديمة في حركة اتشيه الحرة، وكان اقام لفترة طويلة في المنفى والحاكم الحالي ايرواندي يوسف الاوفر حظا والذي يعتبر رمزا للحرس الجديد. ومن ابرز انجازات يوسف (51 عاما) اعادة الاعمار بعد التسونامي.

وستراقب اندونيسيا البلد المسلم الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم نتائج الانتخابات عن كثب، فاتشيه الاقليم الوحيد الذي تطبق فيه الشريعة. ويدعو المرشحون في الانتخابات الى تعزيز دور الشريعة مما يمكن ان يؤدي الى تطبيق الرجم كعقوبة للزنا، مما يشكل تناقضا كبيرا مع سائر البلاد التي تمارس اسلاما معتدلا. ومن المفترض ان تغلق مكاتب الاقتراع عند الساعة 14,00 (07,00 تغ) على ان تعلن النتائج بحلول 15 نيسان/ابريل.