دفن قتلى مجزرة الحولة

ما زالت ردود الفعل تتسارع على المجزرة التي ارتكبها النظام السوري في الحولة، واليوم انتقدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بيان مجلس الأمن الدولي حول القضية فيما خرجت إسرائيل عن تحفظها الإعلامي بسبب المستوى quot;الاستثنائيquot; للأحداث السورية.


دمشق، وكالات: انتقدت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا الاثنين بيان مجلس الامن الدولي حول مجزرة الحولة في محاظفة حمص، معتبرة انها quot;رسالة قاتلةquot; تساهم في استمرار المجازر.

وقالت جماعة الاخوان المسلمين في بيان quot;ان اكتفاء مجلس الامن الدولي باصدار بيان بلا معنى حول مجزرة قتل فيها أكثر من مئة شهيد (...) في بلدة (الحولة)، بدلا من إصدار قرار تحت الفصل السابع (الملزم من ميثاق الامم المتحدة)، وبدلا من تحديد موقف يتحمل فيه المجلس مسؤولياته حيال حماية المدنيين السوريين، فانه يرسل عددا من الرسائل ليس الخاطئة فقط، بل القاتلة والمدمرةquot;.

وأضاف البيان quot;لن تكون مجزرة الحولة ولا مجزرة حماة التي تبعتها يوم أمس المجازر الأولى ولن تكون الأخيرةquot;، واصفا موقف مجلس الامن بquot;العجزquot;، والموقف الروسي بquot;الإنكار السلبيquot;، متهما روسيا بـquot;تفريغ بيان مجلس الأمن من معناهquot;.

واعتبرت الجماعة quot;كل الداعمين لعصابات القتل الأسدية في سوريا والمدافعين عنها والمتسترين على جرائمها والصامتين عنها.. شركاء في ما ترتكبه هذه العصابات من مجازر ضد المدنيين الأبرياءquot;. ورأى بيان الاخوان ان quot;تخلي مجلس الأمن الدولي عن مسؤولياته (...) يعني أن القانون الدولي قد سقطquot;.

واشار الى أن من ارتكب مجزرة الحولة سيبحث عن quot;ضحايا جددquot; بعد قراءة بيان مجلس الأمن. وتوجّه البيان الى السوريين بالقول quot;طريقكم مسدود، ولا أمل لديكم. عليكم أن تجدوا الطريقة العملية للدفاع عن أعناق أطفالكم، وتحققوا أهداف ثورتكم في العيش الحر الكريمquot;.

ووجه المجلس الوطني السوري نداءً quot;لتدخل عملي عاجل لوقف جرائم الإبادة، وتنفيذ الدول التي وعدت بتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه بحال فشل خطة أنان، وعودهاquot;.

وفي بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أكد المجلس الوطني السوري أنه quot;لم يكد المراقبون الدوليون ينهون عد شهداء مجزرة الحولة، حتى بدأ النظام بارتكاب مجزرة جديدة في حماة في استهتار بأرواح السوريين وبالمجتمع الدولي تجاوز كل الحدودquot;.

وأوضح البيان أن quot;خمسة وسبعين شهيداً معظمهم في مدينة حماة سقطوا في يوم واحد بقذائف المدفعية والدبابات وطائرات الهليكوبتر التي لا يمكلها في سورية طرف ثانٍ ولا ثالث سوى النظام المجرم، وتحت سمع وبصر المراقبين الدوليين والعالم أجمعquot;.

واعتبر المجلس الوطني أنه quot;آن الأوان لتدخل عملي عاجل يوقف إبادة الشعب السوري، ويضرب على يد النظام الطاغي، ويوقف ذبح الشعب السوري بصورة يومية. لقد بلغت الأمور درجة من الخطورة لا يمكن السكوت عنها لأنها تهدد كيان سورية والسلم الأهلي فيها وفي المنطقة، درجة لا يمكن للشعب السوري إلا أن يواجهها بكل ما يملك من قوة وبكل السبلquot;.

وعليه، quot;يوجه المجلس الوطني السوري نداءً للعالم أجمع للتحرك العاجل بالفعل لا القول لوقف جرائم الإبادة في سورية، فالإكتفاء بالمناشدات تواطؤ مع القاتل وقبول بسيادة شريعة الغاب، كما يوجه نداءً لكل أصدقاء وأشقاء الشعب السوري لتزويده حالاً وقبل أن يفوت الأوان بوسائل مجدية للدفاع عن النفس ووقف تدمير أسس المجتمع السوريquot;.

وأكد البيان أن quot;إصدار مجلس الأمن لبيان غير ملزم في وقت يذبح فيه أطفال على مرأى ومسمع العالم تمارس جرائم إبادة، ويهدد كيان دولة مؤسسة للأمم المتحدة، لهو تهاون مخز وتخاذل من المجلس في القيام بواجبه الرئيس والعاجل، يفتح الباب وساعاً أمام جميع المخاطر لسورية والمنطقة، وأولها مخاطر العنف والتطرفquot;.

وتابع quot;لقد خذل العالم مدينة حماة مرة بعد أخرى، المدينة التي تظاهر أهلها سلمياً وحضارياً بمئات الآلاف عندما أتيحت لهم شبه فرصة للتعبير عن رأيهم في النظام وتطلعهم إلى الحرية والديمقراطية، فوجب على العالم الحر الوقوف معها وعدم تركها مرّة أخرى ضحية لجرائم إبادة جماعيةquot;.

وحمّل البيان مجلس الأمن الدولي quot;والدول الداعمة للنظام، مسؤولية النتائج الخطرة التي ستنجم عن عدم ردع هذا النظام والسكوت عن خططه لإبادة وتهجير مئات ألوف السوريينquot;.

وكان مجلس الأمن الدولي الذي تشغل فيه روسيا مقعدا دائما، ندد الاحد في إعلان صادر بالإجماع بقصف أحياء سكنية في الحولة ليل الجمعة السبت. وخلف هجوم جديد للقوات الحكومية السورية 34 قتيلا بينهم أطفال الأحد في حماه (وسط) بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وذلك عشية زيارة أنان الاثنين لسوريا.

من جانبها، دعت روسيا الاثنين الدول الغربية الى التوقف عن استهداف إسقاط النظام السوري والى الاقتداء بها من خلال تفضيل تطبيق خطة الوسيط الدولي كوفي أنان، معتبرة أنه يتم حث المعارضة المسلحة، المسؤولة برأيها ايضا عن مجازر الحولة، على القتال.

وقال وزير الخارجية الروسي إثر مباحثات مع نظيره البريطاني وليام هيغ quot;يجب أن يتصرف اللاعبون الاجانب بالطريقة ذاتها من خلال استهداف تطبيق خطة أنان وليس تغيير النظامquot;. واضاف لافروف quot;نحن لا ندعم الحكومة السورية. نحن ندعم خطة كوفي انانquot; مشيرا الى انه من الاهم quot;إنهاء العنفquot; بدلا من quot;الاهتمام بمن هو في السلطة في سورياquot;.

وجاءت هذه التصريحات في حين ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن واشنطن تعمل جاهدة من اجل انضمام روسيا الى خطة للخروج من الازمة تنص على رحيل الرئيس بشار الاسد. واضاف لافروف quot;نحن نضغط على الحكومة السورية تقريبا كل يوم وبالتوازي مع ذلك لدينا صلات بكافة مجموعات المعارضةquot;.

وتابع quot;لدينا انطباع بأن بعض اللاعبين الاجانب لا يقولون للمعارضين ما نقوله نحنquot;. وشدد quot;نحن نعلم ان المعارضة المسلحة، على الاقل القسم المتطرف منها، تتلقى باستمرار اشارات بعدم التوقفquot; دون توضيح مصدر هذه الاشارات.

واعتبر الوزير ان المعارضة المسلحة يقع عليها اللوم ايضا بشأن مجزرة الحولة (وسط سوريا) التي قتل فيها 108 أشخاص. وقال لافروف quot;نحن في وضع يبدو أن الطرفين شاركا فيهquot; مشيرا الى وجود آثار إطلاق نار من مسافة قريبة على الجثث الى جانب الإصابات بالقصف المدفعي، بحسب المراقبين الدوليين في سوريا. وأضاف quot;نطلب تحقيقا في ما حصل في الحولةquot;.

إسرائيل تخرج عن quot;تحفظها الإعلاميquot; عن الأحداث في سوريا

إلى ذلك، قررت إسرائيل الخروج عن quot;تحفظها الاعلاميquot; في ما يتعلق بالوضع في سوريا بسبب المستوى quot;الاستثنائيquot; للاحداث بحسب ما اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية الاثنين.

وقال يغال بالمور لوكالة الأنباء الفرنسية quot;نظرا للطابع الاستثنائي للمجازر التي ارتكبها النظام خرجت إسرائيل عن تحفظها الاعلامي الذي كانت تلزمه حتى الانquot;. وكان بالمور يشير الى بيان صادر عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرب فيها عن شعوره quot;بالاشمئزازquot; عما حدث في سوريا.

وقال البيان إن نتنياهو quot;يشعر بالاشمئزاز ازاء المجزرة المستمرة التي ترتكبها قوات الرئيس السوري بشار الاسد ضد مدنيين غير متورطين (في النزاع)، مجزرة تواصلت خلال اليومين الماضيين في الحولة وطالت عشرات الاطفال الابرياءquot;.

واشار بالمور الى ان التغيير في لهجة اسرائيل لم يأت للرد على انتقادات من جانب بعض المسلحين السوريين الذين يتهمون إسرائيل بدعم نظام الرئيس بشار الاسد. وأضاف quot;لا نتصرف بشكل انتهازي وعلى أي حال ينظر الينا الجانبان وكأننا شياطين. ويتهمنا النظام السوري بدعم المتمردين ويدعي المتمردون بأننا ندعم بشار الاسدquot;.

وعلى الرغم من النزاع بين الدولتين على هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل وضمّتها بعد حرب حزيران/يونيو 1967 لم تحدث اي حوادث كبيرة على الحدود الاسرائيلية السورية منذ نهاية حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973، بينما تعد اسرائيل وسوريا رسميا في حالة حرب.