اغتيال قيادي في جبهة النصرة يثير إشكالية الصراع داخل المعارضة

طرح اغتيال القيادي في جبهة النصرة أبو محمد الشامي العبسي، تساؤلات حول إمكانية نشوب صراع داخل فصائل المعارضة السورية التي تقاتل ضد نظام الأسد.


سلط اغتيال مقاتل في المعارضة السورية المسلحة يرتبط بتنظيم القاعدة، أضواء كاشفة على الخلافات الإيديولوجية بين الإسلاميين المنخرطين في المعركة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وخطر اندلاع صراع جديد في صفوف الفصائل المسلحة للمعارضة.

وفتح الغموض الذي يكتنف اغتيال المقاتل ثغرة جديدة بين الفصائل المسلحة المنضوية بشكل فضفاض تحت لواء الجيش السوري الحر في وقت طرحت علامات الاستفهام عن وحدة المعارضة وهويتها، وخاصة إمكانية نزوعها الى انتهاج سياسة إسلامية متزمتة أو طائفية، في منع الغرب من تقديم دعم أشد فاعلية لقضية المناضلين من أجل إسقاط نظام الأسد، كما افادت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من بيروت.

وكان المقاتل أبو محمد الشامي العبسي، قياديا بارزا في جبهة النصرة التي تجاهر بانتمائها الى تنظيم القاعدة. وعُثر على جثته يوم الأربعاء في منطقة سرمدا على الحدود التركية، كما أفاد مقاتلون. وقال جميع المقاتلين الذين تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز على الانترنت، إن العبسي اختفى قبل ثلاثة أيام ويبدو واضحا انه تعرض للخطف والاغتيال.

وأثار مقتل ابو محمد الشامي العبسي دعوات للثأر من عشيرته ومجموعة الكتائب الاسلامية التي تعمل في المنطقة باسم مجلس الشورى الاسلامي الذي كان العبسي قياديا فيه ايضا. وسارع البعض الى اتهام كتيبة الفاروق التي يتركز نشاطها في حمص وتعتبر إسلامية ايضا، لكنها تختلف مع نهج العبسي المتشدد. وكثيرا ما تتعاون الكتائب في عمليات أو معارك محددة ولكن كلا منها تكون مسؤولة امام قيادتها هي.

وقال قائد كتيبة أخرى في المنطقة طالبا عدم ذكر اسمه إن العلاقة كانت متوترة بين مقاتلي كتيبة الفاروق ومجلس الشورى، والآن تريد عشيرته ومجلس الشورى الثأر من كتيبة الفاروق. وأعرب القائد الميداني عن الأسف بسبب تعقيدات الوضع الذي يواجه فصائل المعارضة السورية المسلحة قائلا لصحيفة نيويورك تايمز quot;كل يوم تكون لدينا حركات اسلامية جديدةquot;.

وقال قياديون في كتيبة الفاروق أن لا علاقة لمقاتليهم باغتيال الشامي العبسي. ويقود كتيبة الفاروق الملازم عبد الرزاق طلاس من عائلة وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس الذي انشق أفراد عائلته مؤخرا عن نظام الأسد.
واتهم قائد ميداني آخر قدم نفسه باسم ابو هاشم، أعوان النظام السوري باغتيال العبسي قائلا quot;إنهم يحاولون زرع الفرقة الطائفيةquot;. وسعت كتيبة ابو هاشم الى تأكيد معارضتها لأي تعاون مع تنظيم القاعدة، أو التعامل مع إيديولوجيته المتطرفة.

وكانت كتيبة الفاروق بثت في حزيران (يونيو) الماضي شريط فيديو قال فيه قادة ميدانيون عدة إن هناك مقاتلين من تنظيم القاعدة في سوريا. ووقف كل قائد محاطا برجاله، وبُث الشريط بترجمة انكليزية. وفي النهاية، وجه قائد ميداني يتكلم الانكليزية بطلاقة، نداء الى القوى الغربية للتدخل من أجل إسقاط الأسد.

وكان قادة الكتيبة يصفون نضالهم أحيانا بمفردات إسلامية مشيرين الى العناية الالهية التي دعتهم إلى اسقاط دكتاتور علماني. ولكن أبو هاشم قال إن بين مقاتليه مسيحيين واسماعيليين. وأكد ابو هاشم quot;نحن نريد الديمقراطية والحرية. ثورتنا ثورة شعبية وليست اسلامية، إذ لدينا اطباء ومهندسون بيننا ونريد بلدا ديمقراطيا علمانياquot;.

وقال متحدث باسم كتيبة إسلامية ثالثة تعمل في ريف ادلب قدم نفسه باسم نعمان إن الغضب على مقتل العبسي أدى الى نزاعات وصراعات بين المقاتلين يوم الخميس ولكنها لم تصل الى حد اطلاق النار. واضاف quot;أن مجلس الشورى يحاول أن يفتح تحقيقا لمعرفة ما حدثquot; مشيرا إلى ان العبسي كان لديه اعداء كثيرون، من النظام ومن المعارضة.

وأكد ناشط على الحدود التركية السورية قدم نفسه باسم ابو زكي ان العبسي قام بدور كبير في القتال من أجل السيطرة على معبر باب الهوى ومعارك أخرى خاضتها فصائل المعارضة.

وقال أبو زكي quot;ان النظام كان يريد معاقبة العبسي ولهذا السبب تخلصوا منهquot;. وتابع quot;نحن نعيش مع تهديدات يومية، وحياتي أنا في خطر، فالنظام يريد قتلناquot;.