بعد قصف النظام السوري لبلدة عرسال اللبنانية، يستبعد البعض تطور الامر الى حرب بين لبنان وسوريا، غير أن سيناريوهات عدة محتملة في المستقبل تسيّر تحركات سوريا باتجاه لبنان.

بيروت: يرى النائب تمام سلام في حديثه لـquot;إيلافquot; أن قصف النظام السوري لبلدة عرسال اللبنانية يأتي على خلفية فترة من الاحداث السورية التي تترك ظلالها علينا في لبنان، ولا ننسى أن في لبنان لا يزال هناك عدد كبير من اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية التي تعتبر نفسها حليفة للنظام في سوريا، ومن هنا تداعيات القصف الذي حصل على لبنان مزعجة جدًا لأن الحكومة الحالية هي التي انبثقت عن 8 آذار/مارس أي حلفاء سوريا، والسؤال كيف ستواجه ذلك لأن هذا القصف يتحدى موقف الحكومة بالنأي بالنفس، وهو امر غير مريح، من هنا طالبنا وما زلنا بحكومة انقاذ وطني، لمواجهة هذا الواقع وهذه التداعيات.

ولدى سؤاله هل يشكل الامر انذارًا بحرب ما بين لبنان وسوريا؟ يجيب سلام:quot; لا اعتقد أن حربًا ما ستحدث بين لبنان وسوريا، ولكن لا شك أن ذلك يساهم في تأجيج الوضع واشعال حالات غير مريحة على الحدود، وتوريط لبنان في ما لا يعنيه وفي ما لا يجب أن يتورط فيه، ولكن اذا ما تابعنا الامور اليوم كما هي بالنسبة لأحداث سوريا نرى أن فريقًا من اللبنانيين، وقوى سياسية معينة من حلفاء سوريا في لبنان، متورطون في المشاركة بالمعارك داخل سوريا، مع النظام، واذا كان في المقابل هناك بعض اللبنانيين المتورطين مع الثوار فهؤلاء عفويًا ومن دون أي توجيه أو قرار، غير أن الآخرين يذهبون ووراءهم قوى تعلن عن أنها ترسلهم وتشارك، والامر ليس متوقفًا عند قصف سوري للداخل اللبناني فقط، وانما هو متمدد في اشكال مختلفة على تداخلات غير مريحة.

استضعاف من فترة طويلة

الملاحظ أن تركيا تتحكم بمفاصل تحركاتها في مواجهة النظام السوري مع ذلك لم يوجه هذا الاخير أي انذار لها، هل ما شاهدناه في لبنان يعتبراستضعافاً له؟ يجيب سلام :quot; الاستضعاف من قبل النظام السوري ليس بجديد، فالنظام السوري اعتبر لسنوات طويلة أن لبنان ورقة يساوم بها ويسيطر عليها، وما زال هذا الوقع قائمًا، وتداعيات هذا الامر تأخذ اشكالاً مختلفة، ولبنان معرض للتأثر بذلك على خلفية الصراع السياسي الداخلي والخلافات الداخلية التي تتخذ اشكالاً مختلفة ومنها للأسف ما نشهده في هذه المرحلة الصعبة من اختلافات وتباينات على وقع مذهبي وطائفي ينذر بفتنة.

ويلفت سلام أن سوريا لا تنقصها ذرائع لمحاولة بعث رسائل من خلال لبنان الى الخارج، والنظام السوري اعلنها منذ فترة أن ما يحصل في سوريا سيتمدد الى الدول المحيطة بها، وسيشكل قلقًا لكل المنطقة، وهذا ما يحصل اليوم، والتوقع أن يزداد لا أن ينقص، من هنا لا يكفي أن تكون الحكومة متخذة موقف النأي بالنفس الانتقائي هنا وهناك، لكن عليها من خلال قواها الامنية أن تحزم أمرها في هذا الشأن وتضع حدًا للحدود السائبة بين لبنان وسوريا.

النأي بالنفس...سياسيًا فقط

ويقول سلام إن عبارة quot;النأي بالنفسquot; تحمي لبنان سياسيًا، ولكن عمليًا وميدانيًا اذا لم تقم الدولة باجراءات حازمة ومشددة لوضع حد للفلتان والتسيب على الحدود اللبنانية السورية، فساعتئذ يمكن انتظار المزيد من التداعيات والمزيد من الاوضاع غير المريحة.

عن سيناريو اقتحام سوريا للحدود اللبنانية السورية مؤيدة من قوى 8 آذار/مارس، يرى سلام أن سوريا اعلنت في مناسبات عدة أنها تقصف وتطال العديد من اللبنانيين الذين تعتبرهم في موقع مناوىء للنظام، وذلك يحصل باستمرار في الشمال وعكار والبقاع وعرسال بالذات، وغير مريح.

عن سيناريو آخر يتحدث عن اكتفاء سوريا بتحريك عملائها لهز الاستقرار الامني في لبنان، يؤكد سلام أن محاولة هز الوضع في لبنان، أو محاولة ايصاله الى حال من الفوضى أو التداعي بما يتماشى بما يحدث في سوريا، أمر مفتوح امامه الكثير من الكلام، من هنا مطالبتنا بحكومة انقاذ وطني، تشارك فيها كل القوى السياسية للتصدي لهكذا امور، لأن ممارسات الحكومة الحالية التي تستلحق دائمًا المواقف ومع الأسف تختلف في قرارها السياسي، ليست النموذج الجيد في هذه المرحلة لحماية لبنان.