شهدت العاصمة العراقية اليوم هجمات منسقة لمجموعات، ضمت من بين افرادها رجال دين ضد مقرات أربع صحف حيث قاموا بطعن صحافيين وإحراق سيارات فيما دعت نقابة الصحافيين العراقيين الجهات الأمنية إلى توفير الحماية اللازمة للمؤسسات الاعلامية.
لندن: هاجمت مجموعات قادها رجال دين اليوم مقرات أربع صحف، وقام أفرادها بطعن صحافيين وإحراق سيارات. وطالبت نقابة الصحافيين العراقيين السلطات بتأمين الحماية اللازمة للمؤسسات الصحافية مشددة على ضرورة تكثيف القوات الأمنية لجهودها لكشف حوادث الاعتداءات التي تعرضت لها اربع مؤسسات محلية والجهات التي تقف وراءها، وتدفع بهذا الاتجاه quot;لاستهداف الاقلام الشريفة والكلمة الصادقة وتكميم الافواهquot; .وشددت النقابة في بيان صحافي الليلة تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منه على quot;أن استهداف الصحافيين ومؤسساتهم هو محاولة لفرض لغة الغاب على نهج الحوار والديمقراطيةquot;.
وحذرت النقابة من ان تكرار استهداف الصحافيين ومؤسساتهم يؤكد ان هناك جهات ما زالت تجهل الدور الذي يضطلع به الاعلام في خدمة البناء وإعادة إعمار العراق وتحاول فرض لغة الغاب على نهج الحوار والديمقراطيةquot;.
ومن جانبه حمل مرصد الحريات الصحافية العراقي القوى الأمنية مسؤولية هذه الاعتداءات لعدم توفيرها الحماية اللازمة للصحف والصحافيين.
وقد هاجمت مجموعات بينها رجال دين على امتداد ساعات اليوم الاثنين مقرات اربع صحف محلية حيث اقتحم مجهولون مساء اليوم مقر صحيفة quot;الدستورquot; في منطقة الكرادة وقاموا بطعن أربعة من العاملين فيها بالسكاكين . وتم نقل المصابين إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج فيما سرق المسلحون سجل أسماء منتسبي الصحيفة.
واضافة إلى ذلك، فقد اقتحمت مجموعة مسلحة مبنى صحيفة البرلمان وسط بغداد وعبثت بمحتوياتها.
وتكررت الحادثة في مقر صحيفة quot;الناسquot; في منطقة الكرادة أيضا، وعبثت بمحتوياته وقال رئيس تحرير الصحيفة إن مجاميع من اتباع المرجع الديني السيد الحسني الصرخي قد طوقوا مقر الصحيفة وحاولوا rlm;اقتحامه لولا تدخل رجال الأمن المرابطين في المنطقة .
وقال رئيس تحرير الجريدة الدكتور حميد عبدالله إن منتسبي الجريدة فوجئوا صباح اليوم الاثنين rlm;بمجموعات يقودها عدد من رجال الدين وهم يحاصرون مبنى الجريدة ويهتفون quot;الموت للعملاءquot; rlm;محاولين اقتحام مبنى الجريدة، لكن تدخل رجال الأمن حال دون ذلك. وكانت جريدة الناس قد نشرت تقريراً على صفحتها الأولى أمس الأحد تضمن معلومات عن انتقال السيد rlm;الحسني الصرخي مع ثلاثة آلاف من اتباعه إلى مدينة كربلاء واقامته في حي سيف سعيد واشارت rlm;إلى ان اتباع الصرخي قد امنوا طوقا من الحمايات حول المقر وسيّجوه بالكتل الكونكريتية بمساعدة جهات حكومية.
واوضح رئيس التحرير أن التقرير لم يتضمن أية اساءة للصرخي انما كان مجرد معلومات مؤكدة، حصلت rlm;عليها الصحيفة من مصادرها الخاصة، ونشرتها في سياق العمل المهني بعيداً عن الانحياز او التشهير او rlm;التجريح. وناشد الحكومة العراقية توفير غطاء من الحماية والأمان لوسائل الاعلام quot;ممن rlm;يتعاملون باساليب البلطجة والتلويح بهراوات التهديد ضد حرية الراي والتعبير التي كفلها الدستور rlm;والتي دفع الشعب العراقي انهارا من الدم لتحقيقها والدفاع عنهquot;. واعتبر سلوكيات اتباع الصرخي rlm;اعتداء صارخًا على حرمة الصحافة مؤكدا ان صحيفته كانت على اتم الاستعداد لنشر اي رد او rlm;توضيح او بيان تتلقاه من اتباع الصرخي من غير الحاجة إلى اساليب التهديد والوعيد quot;التي لن تثني rlm;فرسان الكلمة عن قول كلمة الحق مهما كان الثمن المترتب عليهاquot; بحسب قوله.rlm;
والليلة ايضا اقتحم مسلحون مجهولون مبنى صحيفة quot;المستقبل العراقيquot; وسط بغداد واحرقوا إحدى سياراتها. ونقلت وكالة quot;السومرية نيوزquot; عن مصدر امني قوله إن هذه الصحيفة هي الرابعة التي تقتحم اليوم من قبل مسلحين ويتم الاعتداء على صحافييها وممتلكاتها.
وكانت نقابة الصحافيين العراقيين أعلنت اواخر العام الماضي عن مقتل 5 صحافيين، كضحايا لأعمال العنف المسلح في العراق خلال عام 2012، ليرتفع عدد الضحايا من الصحافيين خلال الأعوام التسعة الماضية إلى 373 قتيلا، فيما سجلت 16 حادث اعتداء على الصحافيين خلال العام ذاته.
وذكر تقرير أعدته النقابة أن عام 2012 يعد امتدادا للأعوام التي سبقته في مجال استهداف الصحافيين بالقتل والإعتداء والمنع من مزاولة المهنة رغم ما يحظى به العمل الصحافي من اهتمامات على مختلف الصعد الرسمية والمجتمعية والشعبية.
وأشار التقرير إلى أن هذا الاستهداف يعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحافي في العراق مشيراً إلى ان عدم وصول الاجهزة الأمنية للجناة الحقيقيين الذين يقفون وراء جرائم استهداف الصحافيين يشكل حالة من القلق النفسي لدى الصحافيين، ويعزز الانطباع السائد بخطورة العمل الصحافي في العراق، الأمر الذي يؤكد ان الصحافي ما زال مهددا وميدان الصحافة محفوفا بالمخاطر.
وأشار التقرير إلى أن هناك جهات في حلقات الدولة وبشكل خاص في الأجهزة التنفيذية لم تدرك بعد طبيعة مهمة الصحافي وما تقتضيه من إلتزامات بالسماح للصحافي بحرية العمل والوصول للمعلومة دون قيود. وهذا الخلل بات يشكل حاجزاً يقف بوجه العمل الصحافي. كما لفتت النقابة في تقريرها إلى أنه رغم إقرار قانون حقوق الصحافيين والمصادقة عليه في 29 أغسطس من العام الماضي، إلا أن كل ذلك لم يمنع قلة ضئيلة من الذين يعملون في الزوايا المظلمة ووفق أجندات خارجية من استهداف الصحفيين بالقتل ظنا منهم أن أسلحة الكواتم قادرة على كتم الأفواه ووضع مسارات العمل الصحافي بالإتجاه الذي يريدونه.
التعليقات