تحولت سيناء مقرًا للمجاهدين العرب والأفغان، وحتى الألمان، يأتونها لتدرب في ثلاث معسكرات تدريب، وينتقلون بعدها إلى سوريا لقتال نظام بشار الأسد، إلى جانب الثوار.
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: لم تكن عملية خطف الجنود المصريين السبعة في سيناء إلا دليلًا على إختطاف الجماعات المسلحة، التي تسمي نفسها بـquot;الجهاديةquot;. ورغم نجاح الجيش المصري وقوات الشرطة في تحرير الجنود، وإعادتهم من دون قطرة دم، إلا أن عملية الخطف أعادت تسليط الأضواء على تلك الجماعات من جديد، بعد إستفحال أمرها، والتأكد من أنها تسيطر على سيناء بشكل شبه كامل. وزاد من خطرها، إطلاق جماعة جديدة تهديدات بإستهداف الجيش المصري، ومقاتلته كما تقاتل إسرائيل. فقد تحولت سيناء قبلة للعناصر الجهادية أو الإرهابية، منذ سقوط حكم الرئيس السابق حسني مبارك وفك القبضة الأمنية عنها. وصارت تضم معسكرات للتدريب، يقصدها الجهاديون من السعودية وتونس والسودان واليمن وأفغانستان وباكستان، بل حتى من ألمانيا، لينطلقوا منها إلى سوريا للقتال ضد نظام حكم بشار الأسد.
معسكرات تدريب
يقول الدكتور عادل عامر، رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية: quot;هناك ثلاث معسكرات ضخمة لتدريب الجهاديين في سيناء، تضم أكثر من 3400 شخصًاquot;.
وأوضح لـquot;إيلافquot; أن أكبر معسكرات تدريب المقاتلين في سيناء لا يبعد سوى بضعة كيلومرات عن مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في منطقة الجورة، ويضم نحو 700 مقاتل من مصر ودول أخرى. غالبيتهم من تونس وليبيا والسودان واليمن والسعودية، إلى بعض الأفغان والباكستانيين، لافتًا إلى أن هؤلاء جميعًا يتوافدون إلى سيناء من أجل التدريب والإنتقال للجهاد في صفوف المقاتلين ضد نظام الأسد في سوريا.
أضاف عامر: quot;هناك معسكر آخر يقع على بعد 25 كيلو متر شمال غرب العريش، يضم أكثر من 500 فرد، غالبيتهم من أبناء مصر، وبعض العرب. ومعسكر ثالث في الحفن، على الطريق الأوسط بالعريش، وهو الأصغر والأحدث، إذ أنشيء قبل عامين فقطquot;.
مجاهدون ألمان!
وكانت المفاجأة تأكيد عامر أن سيناء صارت مركزًا للجماعات والإسلاميين المتشددين، ليس العرب منهم فقط، بل والأوروبيين أيضًا، موضحًا أنه كان في زيارة لألمانيا وإكتشف أن هناك مجموعات من الألمان يهاجرون إلى سيناء، quot;وهؤلاء ليسوا من العرب الذين هاجروا إلى هناك واستقروا واكتسبوا الجنسية الألمانية بمرور السنين وتوافر الشروط، لكنهم ألمان أصليين، أسلموا على أيدي سلفيين، ويبغون الجهاد في سوريا أو قتال أميركا وإسرائيلquot;، واضعًا اللوم على الفراغ الأمني الذي جعل من سيناء مرتعًا للجماعات المتطرفة، التي وجدت فيها ضالتها من أجل إقامة إمارة إسلامية ومنطلقًا للجهاد.
وإنتقد عامر تعامل الدولة مع هذه الجماعات باللين والحوار، رغم إرتكابها العديد من الجرائم بحق الدولة وإسقطت هيبتها، ومنها جريمة قتل 17 جنديًا في شهر رمضان العام الماضي، إضافة إلى إلى إختطاف الجنود السبعة الذين عادوا مؤخرًا، فضلًا على قتل عدد من ضباط الشرطة، ومهاجمة قسم شرطة العريش من حين لآخر، وإثارة الذعر في نفوس أهالي سيناء. ودعا عامر إلى تحرير سيناء التي وصفها بquot;المخطوفةquot;، من قبل الجماعات الإرهابية، التي تدعي أنها جماعات سلفية جهادية.
لتحرير القدس
ووفقًا للخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد، وقعت سيناء تحت سيطرة الجماعات الإسلامية المتشددة، التي تسير تحت لواء تنظيم القاعدة فكريًا، وإن كانت لا ترتبط بها تنظيميًا. وأضاف فؤاد لـquot;إيلافquot; أن أعداد المنتمين للجماعات الإرهابية يزيد على خمسة آلاف شخص من المصريين ومن جنسيات مختلفة، مشيرًا إلى أنهم جميعًا يحصلون على السلاح المتطور من ليبيا، عبر تجار السلاح الذين يتحصلون على مكاسب ضخم من تلك التجارة، بعد سقوط حكم القذافي في ليبيا، وإنتشار ترسانة الأسلحة التي كانت بحوزة الجيش الليبي في أيدي الميليشيات.
ونبه فؤاد إلى أن تلك الجماعات تحصل على الأموال لشراء السلاح، إما من دول وجهات خارجية تسعى لزعزعة إستقرار مصر، أو من جماعات داخلية لها التوجه نفسه، أو جماعات تعتنق الفكر الجهادي، quot;وترى أن إسرائيل العدو الأقرب، وأن التمركز في سيناء، يجعلها في مواجهة هذه العدو، إنتظارًا للحرب معه، لاسيما أن هذه الجماعات تؤمن بأن الحرب مع إسرائيل قادمة لا محالة، أو أنها تحاول تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة أو تحرير القدس إنطلاقًا من سيناءquot;.
أهداف تخريبية
قال علي عبد العال، القيادي الإسلامي والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن الجماعات الجهادية لم ولن تستهدف الجيش المصري أو الشرطة، وإنها تبرأت من عملية خطف الجنود المصريين السبعة.
أضاف عبد العال لـquot;إيلافquot;: quot;السلفية الجهادية في سيناء أكدت أنها لا تستهدف الداخل المصري، سواء الجيش أو الشرطة، بل تستهدف إسرائيل بالسلاح الذي بحوزتهاquot;.
ورجح أن يكون وراء عمليات إختطاف الجنود أهداف تخريبية تهدف إلى زعزعة إستقرار مصر، وإظهارها بموقف الضعيف الذي لا يستطيع السيطرة على الأوضاع في سيناء، ما يعطي إسرائيل الذريعة للقيام بعمليات سياسية أو حتى عسكرية معادية لمصر، بحجة حفظ أمنها.
غير أن جماعة مسلحة في سيناء، تطلق على نفسها اسم quot;الاتحاد الإسلامى المقاتلquot;، أعلنت أنها ستقاتل الجيش المصري كما تقاتل إسرائيل. وقالت الجماعة في شريط فيديو بثته على شبكة الإنترنت: quot;في أي وقت وأي حين، سنقاتلكم كما سنقاتل اليهود الإسرائيليينquot;. وأضافت أن الجيش مستهدف بدءًا بالجنود وإنتهاءً بالقيادات،quot;وفي كل زمان ومكان سيكون الموت رفيقا لكم، ولن ينعم المجتمع الكافر بالهدوء والنعيم، وسوف نستهدف إي شيء أو مدرعات بها جنودquot;.
التعليقات