أعلن اليوم عن إغلاق مخيم أشرف في شمال بغداد، مع انتهاء الفصل الأول من ترحيل المعارضين الايرانيين المقيمين على الأراضي العراقية منذ حوالي 3 عقود، وانتقالهم إلى مخيم ليبرتي القريب من مطار بغداد الدولي.


لندن: انتهى في الساعات الاولى من فجر اليوم الخميس الفصل الأول من عمليات ترحيل 3200 معارض إيراني مقيمين على الأراضي العراقية منذ 3 عقود تقريبًا بالاعلان عن إغلاق مخيم أشرف في شمال بغداد، وترحيل ما تبقى من سكانه إلى مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي، في مرحلة اولى لنقلهم إلى بلدان ثالثة وسط تحذيرات من تعرض السكان لهجمات جديدة من قبل القوات العراقية أو المليشيات العراقية المسلحة المرتبطة بإيران.

اكتمال نقل ما تبقى من سكان أشرف فجر اليوم
وأبلغ عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى افشار quot;إيلافquot; في اتصال هاتفي من مقر المجلس في باريس أن عملية نقل ما تبقى من سكان مخيم أشرف في محافظة ديإلى (80 كم شمال شرق بغداد) التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قد اكتملت خلال الساعات الاولى من فجر اليوم الخميس، بنقل 42 شخصًا هم كل من تبقى في المخيم من أصل 101 شخص كانوا قد مكثوا فيه لتصفية ممتلكات سكانه الذين كان يبلغ عددهم 3200 شخص تم ترحيلهم إلى مخيم ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي منتصف ايلول (سبتمبر) عام 2012 تمهيدًا لترحيلهم إلى بلدان ثالثة، حيث كان الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة شطبا منظمة مجاهدي خلق من لوائحهما للارهاب في عام 2009 وعام 2012 على التوالي. وتبحث الأمم المتحدة منذ سنوات عن دول مضيفة جديدة لهؤلاء اللاجئين. وفي حزيران (يونيو) الماضي تم استقبال 128منهم في ألبانيا ثم وصل مؤخرًا 7 آخرون إلى ألمانيا.
وهؤلاء الاثنان والاربعون شخصًا من سكان أشرف الذين تم ترحيلهم اليوم، هم ما تبقى من الـ 101 شخص بعد أن قتل 52 منهم في هجوم شنته القوات العراقية على المخيم في الاول من الشهر الحالي فيما لايزال 7 آخرون محتجزين من قبلها، هم 6 نساء ورجل طالبت منظمة العفو الدولية اليوم الحكومة العراقية وحكومات العالم الأخرى بالعمل على اطلاق سراحهم، مؤكدة أنهم مازالوا في الأراضي العراقية ولم يتم تسليمهم إلى السلطات الإيرانية، كما عبرت عن خشيتها من ذلك منظمة مجاهدي خلق.

اتصالات بين رجوي والأمم المتحدة والولايات المتحدة مهدت لمغادرة أشرف
واشار افشار إلى أنه تجاوبًا مع طلب رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، وتأسيسًا على الضمانات المقدمة من قبل الخارجية الأميركية حول أمن مخيم ليبرتي، وحماية عملية الانتقال لسكان أشرف، وحفظ ممتلكاتهم ايضاً، وبعد ستة أيام من المحادثات المكثفة مع الأمم المتحدة والمسؤولين الاميركيين فقد وافق 42 من السكان بينهم جرحى هجوم الاول من إيلول على الانتقال من أشرف، حيث وصل رتل عجلاتهم إلى ليبرتي في الساعات الاولى من فجر اليوم الخميس.
واوضح أن بت جونز مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى، قد بعثت برسالة إلى رجوي في السادس من الشهر الحالي كتبت فيها quot;نحن نصر على أن مرتكبي هذه العملية البربرية يجب مقاضاتهم، كما نصر على القيام بما يمكن القيام به من اجل العثور على المفقودين .... نحن نطلب منكم أن ينتقل ما تبقى من السكان بسلامة ودون تأخير تحت إشراف الأمم المتحدة وبواسطة الباصات المصفحة وفي أسرع وقت... واذا وافقتم على مثل هذا التوجه، فإن الأمم المتحدة ستساعد في الحفاظ على الممتلكات في أشرف من خلال توظيف شركة محلية للأمن والحماية، وإن السفارة الاميركية سوف تبذل قصارى جهدها لدعم هذه المساعي... وفي النهاية اننا نهتم بالاتـفاق الذي جرى بين الحكومة العراقية وبين اليونامي من أجل نصب الخرسانات الاسمنتية، تطبيقًا لما ورد في الخطة الأمنية لليونامي وكذلك الإجراءات الأخرىquot;. وفي ردها على رسالة المسؤولة الاميركية كتبت رجوي quot;اود أن الفت انتباهكم إلى التطبيق الاسرع للمستلزمات الأمنية الملحة من أجل نقل سكان أشرف إلى ليبرتي... النظام الإيراني بمجرد نقل سكان أشرف إلى ليبرتي سوف يركز على مواصلة الهجمات ضد المخيم وسكانه العزل .. وفي هذا المجال، فإن اهم خطوة هي إعادة 17500 من الخرسانات الاسمنتية بارتفاع اربعة أمتار، فضلاً عن نقل المستلزمات الطبية الملحة من أشرف إلى ليبرتي والخوذات والسترات الواقية لـ 3000 من السكان وبعد تنفيذ هذه الإجراءات سينتقل جميع سكان أشرف إلى ليبرتيquot;.
واوضح افشار انه عند مرور رتل السكان المنتقلين بمدينة الخالص، تم استهدافهم بعملية تفجيرية ومن حسن الحظ لم يسفر الحادث عن أية خسارة في الارواح. وقال إنه حسب ما اتفق عليه السكان مع الأمم المتحدة، كان من المقرر أن لا يعلن أي من الطرفين خبر الانتقال إلى حين وصول الرتل، غير أن اللواء جميل قائد قوات الشرطة وقائد مجزرة الهجوم على أشرف، أبلغ بعد ظهر أمس المراسلين المرتبطين بالنظام الإيراني والجماعات التابعة لقوة القدس امثال حزب الله العراقي وعصائب الحق بعملية الانتقال وقام بنقلهم إلى أشرف بحماية الشرطة.

مجلس المقاومة الإيرانية يحذر من مجزرة جديدة ضد سكان ليبرتي
ومن جهته، قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن 42 من العناصر المتبقية من مجزرة الهجوم في الاول من الشهر الحالي توجهوا إلى ليبرتي وسط تصاعد التهديدات الموجهة ضده، في حين أن الوعود الاميركية والأممية لم تنفذ بعد بنقل متطلبات الأمن والسلامة للسكان .
وقال المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس تلقته quot;إيلافquot; فجر اليوم، إنه quot;للحيلولة دون وقوع مجازر جديدةquot;، يجب على الولايات المتحدة والأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات العاجلة التالية:
1. الافراج عن الرهائن السبعة الذين تم اعتقالهم من قبل القوات العراقية في الاول من إيلول الحالي.
2. انتشار مستمر لقوات القبعات الزرقاء لحفظ السلام التابعة للامم المتحدة في ليبرتي، وكذلك فريق المراقبين لليونامي.
3. توفير الحدود الدنيا من المستلزمات الأمنية في ليبرتي، وهو الطلب المطروح على الجانب الاميركي والأممي مرارًا و تكراراً، ويشتمل على إعادة 17500 من الخرسانات الاسمنتية ونقل الخوذات والسترات الواقية والمستلزمات الطبية من أشرف إلى ليبرتي، 150 ملجأ فرديًا بقياس 2 مترين times; 2 مترين، والأدوات الضرورية من اجل نصب سقوف ثانوية للكارفانات والسماح لعملية البناء في ليبرتي وتوسيع مساحته.
واشار المجلس إلى أن 35 من الشخصيات الاميركية البارزة، ومنهم 10 جنرالات متقاعدين و5 من الضباط الذين كانت لهم مسؤولية حماية أشرف، وكذلك الرؤساء السابقين لمجلس النواب والمرشحين السابقين للرئاسة والوزراء والسفراء السابقين قد بعثوا امس برسالة مفتوحة إلى وزير الخارجية الأميركية جون كيري طالبوا فيها بالانتشار الفوري لقوات القبعات الزرقاء التابعة للأمم المتحدة في ليبرتي. كما طالب مؤتمر اقيم في البرلمان الاوروبي بحضور عدد من قادة البرلمان بالافراج السريع عن الرهائن وانتشار القبعات الزرقاء وتوفير المستلزمات الأمنية لليبرتي.
وقد تم فعلاً اليوم اغلاق ابواب مخيم أشرف الذي اقيم منتصف ثمانينات القرن الماضي حين استضاف الرئيس العراقي السابق صدام حسين المعارضين الإيرانيين من عناصر منظمة مجاهدي خلق ابان فترة الحرب العراقية الإيرانية التي خاضها البلدان بين عامي 1980 و1988 .
اغلاق أشرف باتفاق بين العراق والأمم المتحدة وخلق
وقد انتهت عملية نقل سكان أشرف إلى مخيم ليبرتي الحرية في اطار الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الأمم المتحدة والعراق ومنظمة مجاهدي خلق في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي حيث كانت بدأت في شباط (فبراير) الماضي بعد مفاوضات مكثفة، إلا انها توقفت في الخامس من ايار (مايو) الماضي بعد انجازها بنسبة الثلثين بسبب أن quot;اجواء المخيم الجديد بوليسية ويعاني من نقص في المياه والخدماتquot;، كما قالت منظمة مجاهدي خلق، التي احتجت ايضًا على عدم السماح لعناصرها من قبل القوات العراقية بنقل امتعتهم إلى مخيم ليبرتي.
وينص الاتفاق على نقل 3280 معارضاً إيرانياً إلى مخيم ليبرتي - الحرية في اطار عملية من المفترض أن تنهي ملفهم في العراق، حيث تنوي المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة بدء الخطوات الضرورية لمنحهم وضع لاجىء في دول ثالثة لتتيح بذلك استقرارهم خارج العراق.
وقد جرد المخيم من اسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في عام 2003 وتولى الاميركيون آنذاك امن المعسكر قبل أن يتسلم العراقيون هذه المهمة عام 2009.
وقد انشئت مدينة (معسكر) أشرف عام 1986 على قطعة من الأرض الجرداء وسكانها أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة الرئيسية لنظام طهران ويبلغ عدد سكانها 3400 نسمة، منهم حوالي 1000 من النساء والاطفال وأكثر من 1000 من السجناء السياسيين السابقين. وتزيد مساحة معسكر أشرف عن 50 كم مربع، وكان يسكنه أكثر من 3400 من الإيرانيين المعارضين لحكومة بلادهم. وقامت السلطات العراقية خلال الفترة الماضية من نقل 3200 عنصر من منظمة خلق يمثلون ست وجبات وبواقع 400 عنصر لكل وجبة حيث تم نقلهم من أشرف إلى معسكر ليبرتي قرب مطار العاصمة بغدادquot;.
وخلال غزو العراق عام 2003 بقيادة الولايات المتحدة، وقف سكان أشرف على الحياد وفي وقت لاحق، تم نزع أسلحتهم طوعًا إلى القوات الأميركية. وفي المقابل، وبعد أن قامت الولايات المتحدة ووكالاتها المختلفة بتفتيش المخيم للتأكد من خلوه من الاسلحة، وقعت اتفاقية تنص على حماية كل المقيمين في المعسكر حتى ايجاد حل لهم وتم اعلان السكان أشخاصًا محميين بموجب اتفاقية جنيف الرابعة.
وفي عام 2009 وعندما نقلت الولايات المتحدة مسؤولية حماية سكان أشرف إلى الحكومة العراقية، قامت هذه وبطلب من النظام الإيراني بوضع المخيم تحت الحصار الكامل وحرمان سكانه من حقوقهم الأساسية بما في ذلك الحصول على العلاج الطبي المناسب، كما تقول منظمة مجاهدي خلق.
وقد تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بإغلاق أشرف مع نهاية عام 2011 لكنه نتيجة لحملة دولية تم تفادي حدوث أزمة إنسانية ومددت الحكومة العراقية الموعد النهائي الذي حددته للإغلاق .
وبناء على ضمانات شخصية من وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون ولسلامة وأمن سكان أشرف أقتنعت مريم رجوي والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (مجاهدي خلق) بنقل سكان أشرف إلى المخيم الجديد ليبرتي quot;الحريةquot;.
لكن منظمة مجاهدي خلق تؤكد أن مخيم ليبرتي يفتقد إلى أبسط المعايير الإنسانية، فيما وصف فريق الأمم المتحدةالمعني المخيم بأنه quot;مركز اعتقال في الهواء الطلقquot; فليست للسكان حرية التنقل وأبواب المخيم تبقى مغلقة أمام المحامين والبرلمانيين ونشطاء حقوق الإنسان وحتى كبار الضباط العسكريين السابقين للولايات المتحدة الأميركية الذين طلبوا زيارة المكان.
يذكر أن منظمة مجاهدي خلق تأسست في 1965 بهدف الإطاحة بنظام شاه إيران، وبعد الثورة الإسلامية في عام 1979 عارضت النظام الجديد الذي كان يقوده الخميني على اساس نظام ولاية الفقيه والتجأ كثير من عناصرها إلى العراق في الثمانينيات بعد أن نفذ النظام عمليات اعدام طالت 30 الفًا من عناصرها . وتعتبر المنظمة الجناح المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران، ومقره فرنسا، إلا أنها أعلنت عن تخليها عن العنف في حزيران (يونيو) عام 2001.