في مقابلتي التلفزيونيه على محطة ال بي بي سي العربية عن القرار الفرنسي الأخير بحظر النقاب في الأماكن العامه تذبذب موقف الشيخ ما بين تفهّم للموقف الغربي من حيث الشق الأمني.. ولكنه وبرغم التأكيد مرات عديدة إلى إختلاف الفقهاء في موضوع النقاب وفي إعتباره فرض أو مكرمه أو سنة.. وتاكيده الإتفاق مع المذيعة بأن النقاب ذاته قد يكون مبعثا للخوف من التفجيرات الإرهابية.. أصرّ على ضرورة تركه للحرية الشخصية للمرأه.. وإن كان لم يوضح ماذا يقصد من أن النقاب هذا من قلة فقة المسلمات المنقبات بدين الإسلام...

بدأ فضيلتة بالقول بأن الخطوة الفرنسية لحظرة تتعارض مع الدستور الفرنسي الراعي للحريات ولحقوق الإنسان في العالم الغربي..

ثم.. quot; من غطت وجهها عن الرجال فرضية أو مكرمة مع الإختلاف بين الرأيين فإننا نقول بأن عليها أن تكشف وجهها إذا طلب منها ذلك في أي وقت من الأوقات.. بمعنى أنه لدية مطلق السلطة عليها ويقول لها !! ثم يعود فضيلتة للقول.. بان عليها أن تكشف وجهها في حالة العقود والبيع والشراء والدخول والخروج وهكذا..

عزيزيي القارىء - القارئة

أؤكد مرة أخرى أن الخطوة الفرنسية بالفعل تتعارض مع الدستور الفرنسي في موضوع الحقوق والحريات وبالتحديد مع الحق في التعبير.. ولكني أؤمن بأن الحرية الفردية يجب أن تنتهي طواعية حينما تتعارض مع حرية الآخرين.. فما بالك حينما تتعارض مع أمن أكبر عدد من السكان..؟؟؟

ثم إذا كان على المنقبة خلعه في معاملات البيع والشراء والعقود.. أليس من الأولى أن تخلعه لوأد أي تساؤلات أو شبهات؟؟

إذا أخذنا بأن الضرورة تقدّر بقدرها كما قال فضيلتة.. ألا يكفي خوف معظم الأوروبيون من شكل المنقّبة وما يرمز إليه النقاب من تزمت ومغالاة في الدين لحث المنقبات على خلعه طواعية؟؟

ومرة أخرى و من باب بأن الضرورة تقدّر بقدرها..أليست مسؤولية الشيخ أن يرشد المسلمون لما فيه مصلحتهم.. وهو أدرى بأن معظمهم هارب من بلاد لم تستطع توفير فرصة عمل.. ولا لقمة عيش كريمة؟؟ وأن القوانين الغربية تكفل لكل النساء حقهن المساوي لنصف ما يملكة الرجل في حال تعثر الزواج.. وأن الخوف من المنقبة يضع فرصة حياتها وتقبلها في هذه الدول محل رفض مما يقوي من الأحزاب المعارضة لوجودها أصلا !!

ثم ماذا سيكون رد فعل المسلمين في حالة تعميم هذه الخطوة على دول أوروبية أخرى ولماذا تعتبر من قبل المسلمون بداية لإسقاط رموز إسلامية أو دعوة للتنازل عن بعض الخطوط الدينية العريضة إرضاء لهذه الدول الراعية كما قال فضيلته؟؟؟ وهو يعلم بان حرية العبادة مكفولة في دساتير كل الدول الغربية وإلا لما سمحوا للمسلمين ببناء جوامع جديدة!!

ويعلم أيضا أن المرأه يجب أن تكون مكشوفة الوجه في كل عباداتها من حج وصلاة.. ما هو التدين الحقيقي.. هل هو بالمظاهر المرفوضة من أغلب سكان العالم أم هو بإحترام ثقافة الآخر وإعلاء المصلحة العامة على الفردية..؟؟

وهل الخطوة الفرنسية لحظر النقاب هجوم على رمزيات الإسلام.. وأتساؤل هنا هل أصبح مظهر المرأه أحد الرموز الدينية برغم قلة فقهها كما قال فضيلة الشيخ؟؟

نعم أنا مواطنة في هذا البلد ولست مجرد ضيفة.. ومن حق هذا البلد عليّ أن أدافع عن حقه في الأمن.. ومن حق جذوري العربية أن أحاول ولو بقلمي حمايتها من مظاهر التخلف الزاحفة إلى عقولها لتغلق قلوبها..

ولكني أؤكد مرة أخرى بأنه لا مجال لإحداث أي تغيير في نظرتنا للعالم المختلف من حولنا بدون تدين الحقيقي يبتدأ من الفهم والولاء والتعاطف مع خوف الآخرين.. وليس بمظاهر شكلية لا معنى لها.. وأن هذه التوعية مسؤولية فقهاء الدين الذين لهم الوزن والسلطة على المرأة المنقّبة.. وعلى كل نساء المسلمين؟؟؟.. وعدم فرش الأرض بفرضيات محرّضه.. وتجهيز عقولهم للخوف والرفض للآخر و صب زيت على نار نحاول بأقصى جهد إخمادها !!!


باحثة وناشطة في حقوق الإنسان