المؤتمر الموسع الذي عقدته المقاومة الايرانية مؤخرا في باريس بخصوصquot;معسکر أشرف والسياسة حول إيرانquot;، والذي حظي بمشارکة نوعية لکبار رجال السياسة الامريکان و الاوربيين و العرب، وسلطت مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية الاقليمية و الدولية الاضواء عليه، يمکن إعتباره نقلة نوعية أخرى للمقاومة الايرانية على طريق کفاحها المرير الذي تخوضه من أجل تغيير نظام الحکم في إيران و تحقيق غد أفضل للشعب الايراني.

المشارکة الامريکية في المؤتمر، والتي بدأت تلفت الانظار خصوصا بعد أن تصاعدت الدعوات في الولايات المتحدة الامريکية لإخراج منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة من القائمة السوداء، تفسرها الاوساط السياسية المعنية بالشأن الايراني، بأنها نجاح جديد آخر للمقاومة الايرانية من أجل فك طوق العزلة و الحصار المفروض عليها لأسباب إقتصادية و سياسية مختلفة، ولاسيما وان المقاومة الايرانية قد سبق لها وان حققت إنتصارات مبينة على الساحة الاوربية سببت الکثير من الامتعاض و الانزعاج داخل الاوساط الحاکمة في طهران، من المرجح جدا ان تقطف المقاومة الايرانية ثمار التغيير التمهيدي الحاصل في الولايات المتحدة الامريکية بصورة من المتوقع أن تحدث إنعطافة نوعية أخرى في مسار الکفاح الذي تخوضه من أجل غد أفضل لإيران.

ان النظام الديني الراديکالي المتشدد في طهران والذي دأب منذ اواسط الثمانينيات من الالفية الماضية على إنتهاج سياسة خاصة ضد منظمة مجاهدي خلق على الصعيدين الداخلي و الدولي تسعى لعزل المنظمة و إبعادها عن الساحة و تقليل دورها و حضورها جهد الامکان، وليس بخاف أن طهران قد تمکنت طوال العقود الماضية من فرض طوق عزلة قوية على المنظمة على الصعيد الدولي بشکل خاص ولاسيما بعد أن تمکن النظام الايراني من توظيف علاقاته الاقتصادية و السياسية و تداعياتها مع دول الاتحاد الاوربي و الولايات المتحدة الامريکية لهذا الهدف وحتى ان لفلفة بعض من جرائم الاغتيال السياسي بحق رموز من المعارضة الايرانية في النمسا و المانيا، قد تحققت للنظام بسبب من علاقاته الاقتصادية الوطيدة الواسعة بهاتين الدولتين، لکن، وبعد أن توفق النظام الايراني في فرض طوق عزلة غير عادية على المنظمة، وظن بأنه قد حقق الاهداف المرجوة التي کان يبتغيها، لم تقف المقاومة الايرانية بشکل عام و منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص، مکتوفة الايدي ازاء تحرکات النظام و تمکنت من تحقيق ماشبهته بعض من الاوساط السياسية بالمعجزة عندما نجحت في إقناع دول اوربية بإخراجها من القائمة السوداء التي ادرجت قسرا و ظلما فيها، وقد حاولت طهران التخفيف من إخفاقها و فشلها الکبيرين أمام المقاومة الايرانية بنقل المعرکة الى معسکر أشرف حيث مارست مختلف انواع الضغوطات ضد الاوساط السياسية العراقية من أجل إغلاق المعسکر و تصفيته نهائيا، وقد کانت معرکة إغلاق أشرف بدورها أمتحانا صعبا آخرا للمقاومة الايرانية من جانب و لسکان معسکر أشرف من جانب آخر، تلك المعرکة التي حققت المقاومة الايرانية أيضا نجاحات مبينة فيها تکللت بالتوفيق في حشد أکبر حملة تإييد دولية لمناصرة معسکر أشرف و عقد مؤتمرات دولية عدة بهذا السياق کان آخرها مؤتمر باريس الذي تحدثنا عنه في بداية المقال، والنقطة المهمة التي لابد من التوقف عندها ملية، هي أن المقاومة الايرانية وفي شخص رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية السيدة مريم رجوي، حققت نجاحا باهرا جدا في جعل معرکة إغلاق أشرف قضية دولية ذات طابع حقوقي إنساني و أحرجت بذلك النظام الراديکالي و حشرته في زاوية ضيقة بحيث أنها لم تعد تجد مسألة أغلاق و تصفية معسکر أشرف بتلك السهولة التي تصورتها بادئ الامر، وان مؤتمر باريس الاخير قد بعثت المقاومة الايرانية من خلاله برسالة خاصة للنظام الايراني من جانب، وللشعب الايراني من جانب آخر، رسالة مفادها ان قضية أشرف هي قضية نضال و مصير بالنسبة للشعب الايراني خصوصا وان أشرف بحد ذاته قد صار رمزا للحرية و الديمقراطية و التغيير في داخل إيران، وان المقاومة الايرانية عازمة أشد العزم على خوض النضال المرير من أجله الى النهاية وانها واثقة أشد الوثوق أن المستقبل دوما للحرية و الاحرار.