نشر موقع quot;ويكيليكسquot; تقريرا أمريكيا أعدته وزارة الخارجية، ورفعته الي الرئيس جورج بوش شرحت فيه أن quot;الموسادquot; تمكن بايعاز من واشنطن وبمساعدة القوات الامريكية، والميليشيات والحكومة في العراق من تصفية العلماء النوويين المتميزين وأساتذة جامعيين من الاختصاصات العلمية كافة، وان الموساد الاسرائيلي قتل350 عالما نوويا عراقيا، وأكثر من 300 أستاذ جامعي منذ بداية غزو العراق عام2003، بعد أن أخفقت إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها، فرأت أن الخيار الأمثل لها تصفيتهم.

وفور سماع الخبر نفى السيد عدنان الاسدي تورط رئيس الوزراء السيد نوري المالكي بالتهم الموجه معتبرا اياها أكاذيب يراد منها تشويه صورة العراق الجديد. وأضاف لا احد يستطيع النفي 100%، أو تزكية مكتب رئيس الوزراء، الذي يحتوي على دوائر تضم أكثر من 500 موظف، من مستشارين لكل المكونات العراقية، إضافة إلى القادة الأمنيين المرتبطين بالمكتب بشكل مباشر، ولا يمكن لكل هؤلاء أن يكونوا ملائكةquot;! وفقا لتعبيره.

ما ان قرأت التقرير هذا الا وتبادر في ذهني طرح سؤالٍ على محاضر مادة (النظام السياسي الاسرائيلي) الاستاذ شفا ويز(مواليد 1935) حول حقيقته، وكيف سيكون رد فعله حينها، خصوصا وأنه من الساسة الليبراليين وينتقد حكومة نتنياهو بشدة كما ان اسلوبه في تحليل الازمة الفلسطينية _الاسرائلية يتميز بالحيادية، بعيد عن التعنصر قريب الى الواقع. ثم ما لبثت طرح الفكرة في بالي الا وبادلني الشعور ذاته أحد الاصدقاء،واتفقنا ان نطرح السؤال باقرب محاضرة.

الساعة 16.45 موعدنا كل يوم ثلاثاء للاصغاء الى محاضرة قيمة يلقيها سفير اسرائيل في وارسو (2000_2003) الاستاذ المتخصص في تاريخ اليهود وعضو اللجنة الدولية المعنية بأبتسامة الطفل (2008) وقد تأخر بعض الشيء وكنا نخشى غيابه، ولكن التاخير لم يدم طويلا.جاء، وابتدا الحديث...
تكلم البرفسور ويز حول اوضاع فلسطين واسرائيل وكيف ان هناك تقاربا بين الشعبين ولكن السياسة احيانا تفرقهم، كما وتحدث بلطف عن امراة احبها في شبابه، وقد نقض والدها العهد معه والجميع غارقون في ابتسامات شبابية اعادت اليه الشعور بالزهو وسني الصبى.

اكمل حديثه اليوم، وترجى الحاضرين بطرح مداخلاتهم واسئلتهم ان وجدت حول الموضوع مؤكدا على اهميتها. مال (امين) بأتجاهي في نظرة مستعجلة تنم عن خجل صياغة السؤال والذي لايمت للموضوع بأية صلة علما ان في القاعة يتواجد اكثر من 40 طالبة وطالب.

ألقى زميلي ما في ذهنه من طاقة فكرية اتعبته طيلة اكثر من ساعة وقد صاغها بطريقه دبلوماسية تنم عن وعي وحرص شديدين. نظر الاستاذ الينا بعد استقباله السؤال وقد تغيرت تقسيمات وجهه، وبدى اكثر صرامة في التعامل وجدية في الاسلوب قائلا، ليس بمقدوري ان اجيب على جميع الاسئلة لان هناك مصالح دولية تربط بعضها البعض،ولكني لا اصدق ان حكومة اسرائيل او اجهزة المخابرات(الموساد) تقدم على هكذا فعل. ثم تابع: الشعب الاسرائيلي ان سمع بهكذا اخبار فانه سيُحدث ضجة كبيرة تقوم الدنيا لها ولا تقعد، مؤكدا ان في اسرائيل اكثر من مليون ونصف مواطن عربي يهودي يتأثر لهكذا أفتراءات يُراد بها النيل من امن اسرائيل.

انسحبت بهدوء قبل ان ينهي حديثه وراجعت مع ذاتي اسماء عملاقة العراق من الكفاءات العلمية المشهورة الذين ذهبوا ضحية الارهاب الفعلي الغرض منه تفريغ البلاد من خبراته لنهب خيراته وأذلال شعبه، ويقف في مقدمتهم الأستاذ الدكتور رئيس جامعة بغداد سابقا، وطبيب القلب والباطنية المعروف محمد عبدالله فلاح الراوي، والمتخصص في الفيزياء النووية الاستاذ الدكتور مجيد حسين علي وهو أيضاً أستاذ في كلية العلوم بجامعة بغداد والأستاذ الدكتور وجيه محجوب الطائي، أستاذ علم الحركة في كلية التربية الرياضية ومدير عام التخطيط التربوي في وزارة التربية والأستاذ الدكتور علي عبدالحسين كامل، أستاذ الفيزياء الطبيعية في كلية العلوم بجامعة بابل والأستاذ الدكتور مروان غايب الهيتي، بكلية الهندسة في جامعة النهرين والأستاذة الدكتورة ليلى عبدالله السعد (وزوجها السيد منير الخيرو)، وهي عميدة كلية القانون بجامعة الموصل، والأستاذ الدكتور محيي حسين، خبير هندسة الطائرات في الجامعة التكنولوجية ببغداد والأستاذ الدكتور مهند الدليمي، أستاذ العلوم في الجامعة التكنولوجية في بغداد والأستاذ الدكتور عماد سرسم، عضو هيئة الاختصاصات الطبية المشهور عالميا ببحوثه، والمئات غيرهم..

لربما كان هول اللحظة لاتحتمل مراجعتها لمرات، فبعد ان رفعت اكفي للدعاء، اهديت شهداءنا بيتا شعريا ابدعه الجواهري.

فما إن يَليقُ بمجد النضال ضعيف على نصره يغصبُ

ثم مضيت...