يحاول الدكتور كمال الهلباوي في مقالته التي نشرت في صحيفة القدس العربي بتاريخ 26 فبراير..تحت عنوان هل 'الاخوان المسلمون' فعلا مثل الحزب النازي في ألمانيا؟ الدفاع عن الإخوان المسلمين وعن حقهم في المشاركة السياسية.. وأن إتهاماتهم الظالمه تأتي من الخوف من الإسلام نفسه ومن الجهل بدعوتهم.. ويرد ذلك إلى بعض ما ورد في خطاب بعض المسؤولين منهم عن الأقباط والمرأه..
الدكتور الهلباوي محق في عدم تشبيههم بالحزب النازي لأن جرائم هذا الحزب فاقت التصور الإنساني للحياة وأتمنى أن لا يصل إي حزب عربي إلى مستوى الحزب النازي في التفكير والإستعلاء والفوقية والعنصرية
أعتقد أن ما أساء لدعوة الإخوان إستعمالها لشعار الإسلام هو الحل.. الذي خلطوا فيه بين الدين والسياسة.. في عالم جديد تسارعت فيه خطى التجديد والإصلاح والترابط الجغرافي والعلمي..عالم يحاول بكل جهد فصل الدين عن الدولة..
ويقول أن الجرائم التي إرتكبها الإخوان وقعت قبل ثورة 52 ويقصرها فقط على مقتل النقراشي.
لقد هرب العديد من المثقفين المصريين بعد حظرهم لحرية التعبير وحرية الكلم..من كل ماسبق أعتقد بأنهم هم من شوّهوا صورة الإسلام في الغرب حين ربطوه بإغتيال الروح وإغتيال الحرية الفكرية.
أما ما ورد على لسان مسؤول مصري عربي عام 2007 من التخويف الكبير منهم كما ذكرة الدكتور هلباوي نقلا عن مقال جيمس تروب في مجلة الفورن بوليسي الصادر يوم العاشر من شباط/فبراير 2011 بعنوان quot;لا تخافوا من الاخوان quot;.. فهو ليس بغريب..
وأؤكد له بأن الهدف الرئيسي لمقالة جيمس تروب.. هو تأكيد وجودهم على الساحة السياسه وتاكيد حقهم في الترشيح والإنتخاب لضمان عملية الدمقرطة الحقيقية في العالم العربي والجميع يعلم بأن النظام السابق إستعمل الخوف من الإسلاميين كفزاعة لدى الغرب في محاولتة للحفاظ على سلطته الفاسده...
وكما أكدت في بداية مقالتي هذه.. الإخوان المسلمون موجودون على الساحة السياسية العربية كلها وليسوا فقط في مصر.. ومن حق أؤلئك الذين يعتقدون باحقيتهم للسلطة إنتخابهم فيما إذا قدّموا برنامجهم السياسي واضحا فاصلا بين الدين والدولة وبدون أي تلاعب في الكلمات.. والنوايا.. ولكن حيرتي تنبع من أنه ومن ن المعلوم أن شعار الجماعة quot; الله غايتنا والرسول زعيمنا والقران دستورنا والجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا quot;. quot;
إضافة إلى خطورة مقولة مؤسسهم الأستاذ حسن البنا لحظة التاسيس كلمته المشهورة quot; الإخوان يلعبون لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت quot; ليس طمعا في السطو على الحكم وليس من باب المهادنة بل من باب هداية الجميع..
ثم رسالته في المؤتمر الخامس الخامس للإخوان quot; الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف.. quot;
ثم إن مؤسسهم نفسه الذي حدد وظيفة المرأة التي خلقت لها وهي quot;تدبير المنزل ورعاية الطفلquot;، وعليه فلا حاجة لدراستها للعلوم أو القانون أو الفنون وأن يقتصر تعلميها على شيء من الكتابة والقراءة بما يتوافق فقط مع الوظيفة الأساسية التي خلقت لها.. وأنه وحيث ان المجتمع الإسلامي مجتمع إنفرادي لا يسمح فيه بالإختلاط الذي إعتبره من أكبر الكبائر فلا مكان للمدارس الخاصة أو المطاعم وأن على المرأة المكوث في بيتها وعدم الخروج منه.. وإعتبر تبرّجها تهتكا وخلاعة..
فهل هذا المجتمع هو ما يطمح إليه ثوّار المنطقة العربية الآن؟؟؟..
بعدها ينتقل في مقالته إلى ما كتبه الكاتب جيمس تروب في مجلة فورن بوليسي بأن سبب الهجوم على الاخوان والخوف منهم 'إن الأجندة الخاصة التي يخشونها (يقصد الغرب ) ليست فرض الشريعة، ولكنها الأجندة التي قد تدمر إسرائيل..
'.
نعم.. إن موقف الغرب واضح وثابت بالنسبة لحماية إسرائيل وأمنها.. وبالفعل فإن وجودها أصبح واقعا.. عليّ القبول به.. ليس معنى هذا أنني اوافق مع سياستها العنصرية.. ولكن عليّ الإعتراف أولا بأن إدارة هذا الصراع منذ بدايته أخذت طريقا لم يجنى فية الإنسان الفلسطيني سوى الدمار المتواصل.. ولم يجني منه الإنسان العربي سوى تعليق كل قصور الأنظمة العربية على شمّاعة المقاومة والحرب.. ثانيا لأن هذا الصراع ديّن بشكل أفقده معنى الحقوق الإنسانية للإنسان الفلسطيني.. ويجب إنهاؤه بناء على القوانين الدولية.. وهو ما آمل أن يحققه ثوّار المنطقه العربية سلميا وعن طريق موقفا صلبا من الحقوق الإنسانية العالمية وبالتوجه إلى يهود العالم للتضامن مع الحقوق الفلسطينية وأملنا جميعا للعيش بسلام بناء على حقوقنا المشتركة وهو الطريق الوحيد لإستعادة الحقوق وإستعادة الكرامة العربية المهدورة..
أما بالنسبة لفرض الشريعة.. فإنني أؤكد للدكتور ولجميع المسلمين بأن العالم أجمعه يخشى من فرض الشريعة.. لأن فرض الشريعة تؤكد الهدف الرئيسي الذي حدده البنا في أهداف الإخوان المسلمين حين قال
quot;نحن نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والشعب المسلم، والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل عبء الجهاد ورفع لواء الدعوة إلى الله تعالى حتى يسعد العالم بتعاليم الإسلام quot;quot;
أي العمل على تحقيق المبدأ الرئيسي وهو عالمية الدعوة الإسلامية.. ومحاولة فرضها على الجميع بالجهاد وإلا فنحن في عداء مع العالم..
سؤالي للدكتور الهلباوي هل غيّر الإخوان من هذه المبادىء شيئا؟؟؟؟ هل كتبوا بيانا يعترفون فية بوجود أديان أخرى في هذا الكون علينا إحترامها ولن نكفّرها.. هل كتبوا يؤيدون حق الفرد في إختيار عقيدته في وطنه العربي. هل نادوا بشطب كلمة الديانة من الجوازات العربية؟؟؟؟ هل عملوا على تعديل قانون الخلع للمرأة لكونه ينتهك روح القوانين والتي أصلها المساواة بين الجميع حين أقر للمرأه القادرة على الإنفاق على نفسها بالخروج من زواج فاسد بعد أن تتخلى عن كل حقوقها النقديه وهو ما يؤصل لعدم العدالة نظرا لأن الأغلبية من النساء غير قادرات على الإنفاق على أنفسهن وعن التخلي عن حقوقهن المادية؟؟؟
بالتأكيد هو محق كل الحق في أن الإخوان إستطاعوا ترويج سمعة طيبه في الخدمة الاجتماعية والتضحية الشخصية.. ولكن هل إمتدت هذه الخدمات إلى المواطن المصري المسيحي؟؟؟ هل عملت على ترسيخ مبدأ المواطنة بين المواطنين بغض النظر عن إنتماؤهم الديني.. أم أن هذه الخدمات إقتصرت فقط على المنتمين إلى الجماعة..؟؟؟
إن العالم العربي كله يهدد بثورة غضب لتطيح بأنظمة عفا عليها الدهر وشرب.. ولا نريد إختراع ديمقراطية جديدة على مقاس المنطقة العربية.. أو على مقاس مصالح الحاكم فقط كما حدث في ليبيا.. الشعوب العربية بحاجة للعيش والتعايش في حرية وأمن وعدالة ومساواة.. وهي جميعها لن تتحقق في ظل أجندات دينية ملفوفة بعباءة التقية.. وبرغم حرصي وتأكيدي على حق الإخوان المسلمون بالمشاركه في الإنتخابات القادمة سواء في مصر أم في بقية الدول العربية ضمن حق الشعوب في التعددية وفي إنتخاب افضل حزب سيعمل على تحقيق مصالح الشعب.. ولكن بشرطين:
الأول: قيام الجماعه بالفصل التام ما بين السياسي والديني.
بمعنى إنشاء حزب سياسي لا يستعمل الدين.. وقصر الدعوة للدين على المساجد وعدم إستعمال المسجد للإفتاء بأمور سياسية وقصر الإفتاء على التساؤلات المرتبطة بالعبادات فقط...
الثاني: القبول بحذف المادة الثانية من الدستور المصري...
وأتمنى أن توافقني...
..
أحلام أكرم - باحثة وناشطة في حقوق الإنسان
التعليقات