في الحقيقة لا أحد يستطيع أن ينفي بعض الايجابيات لهذه المرحلة المهمة، وتداعياتها على جميع شعوب المنطقة،و على الشعب الكردي، فعملية التغيير جارية وستشمل جميع المنطقة،يبدو هناك إصرارمن قبل الشعوب المقهورة، واصرارامريكي من جهة اخرى على تغيير الانظمة الدولتية القائمة على القوة والفساد التي لم تستطيع ان تقدم شيئا لشعوبهم، ولم تنفذ السياسات الامريكية بسبب مواقفها القومية و العنصرية، ولذلك تريد امريكا رسم خريطة جديدة للمنطقة والعالم وفق مصالحها ومصالح الدول الغربية الاخرى ويمكن هذا التغيير تدخل في مصلحة جميع الشعوب من ضمنها مصلحة الشعب الكردي.ويتبين ان الاحزاب الكردية لاول مرة تتفق فيما بينها في هذه المرحلة الحساسة ان لا يقوموا بالنزول الى الشارع،ولا يكون الشعب الكردي ضحية للاخرين،ان هذا الموقف من حيث الجوهر موقف صحيح، ولكن بدا الشعب العربي السوري في بعض المحافظات النزول الى الشارع وتطالب باصلاحات في مسالة الامور المعيشية والحريات والقضايا التي تهم المواطن السوري، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل الاحزاب الكردية ليس لديهم مطاليب يستحق من اجلها النزول الى الشارع بشكل سلمي ام هناك تطمينات وتعهدات وتفاهمات بين الاحزاب الكردية و السلطة من اجل حل جميع مشكلات التي تواجه الشعب الكردي. ويجب ان تكون الامور واضحة للجماهيروللاحزاب الكردية، و ان هذا الصمت بمثابة ضياع فرصة او خسارة للشعب الكردي في الحصول على حقوقه المشروعة.
ولكن ما هو الواجبات والمهام التي تقع على عاتق الحركة الكردية في سوريا الان؟

ان تحركات الاحزاب الكردية في الآونة الأخيرة على الساحة السورية، يلاحظ تشتت في الموقف الكردي وضعفه وعدم استيعابه هذه المرحلة وعدم انسجام الحركة مع التغيرات الدولية الراهنة.

فهذا ليس أولُ امتحان للاحزاب الكردية التي اثبتوا فشلهم فيها وعدم ارتباطهم بالشارع الكردي و عدم قدرتهم على طرح قضيتهم كقضية شعب وأرض او عدم طرح مطاليبهم في هذه المرحلة المهمة،فهذا يعتبر خطوة للخلف في مسيرته. وهذا الصمت للاحزاب الكردية ينفي حقوق الشعب الكردي في سوريا ويناقض برامج الأحزاب الكردية وشعاراتهم البراقة، وهناك مثل يقول : الولد الذي لا يبكي لاترضعه أمه.

فإننا نستنتج اذا بقيت الحركة الكردية على حالحها، فأن القضية الكردية ستبقى تتراوح في مكانها حتى ولو حدث تغييرات في المستقبل القريب اذا لم تقوم بتغيير نفسها قبل كل شيء.

ولذلك يجب على الاحزاب الكردية في هذه المرحلة الحساسة مراجعة مواقفها والعودة إلى قواعدها واصدقائها وشبابها ومثقفيها ويجب التشاور بين الجميع لأن القضية تهم جميع اطياف الشعب الكردي،وأي عملية إقصاء سيكون له تاثير سلبي على القضية الكردية ويجب أن نتنازل قليلاعن مصالحنا الشخصية و الحزبية الضيقة التي لا تخدم سوى مصالح الأشخاص،ولذلك فان الامور تقع على عاتق الاحزاب الكردية باقصى يسارها الى اقصى يمينها أن تحتضن الجماهير لتوحيد الصف وترتيب البيت الكردي في هذه المرحلة الراهنة والحساسة، وأي التأخير أكثر من ذلك سيكون الشعب الكردي ضحية للتشتت والضياع.

وأيضا على المثقف الكردي أن يلعب دوره الكبير والمهم في هذه المرحلة لأن المسألة تهم جميع فئات الشعب الكردي،وان عدم مواكبة هذا العصر والمتغييرات والتي ستحصل سنكون من النادمين.