كل خطوة غير مدروسة في مجال الاقتصاد تؤدي الى نتائج خاطئة ومعكوسة. هذا ما حدث في سورية عند اقدام النظام على زيادة الرواتب بشكل مفاجئ.
زيادة الرواتب جاءت نتيجة للهلع الذي ألم بالنظام في الايام الاولى لانتفاضة درعا الباسلة.
زيادة الرواتب يعني تدفق النقد الى الاسواق، اي زيادة السيولة النقدية.
زياة السيولة يعني التضخم وبالتالي زيادة الاسعارحسب ابسط قوانين علم الاقتصاد.
التضخم بدوره سيؤدي الى هبوط القيمة النقدية لليرة السورية وهذا ما ظهرمباشرة منذ اليوم اليوم الاول لهذا القرار. هبوط قيمة العملة في اي بلد معناه ارتفاع الاسعارلكل المواد المستوردة.
زيادة الاسعار الذي هو امر حتمي في حالتنا هذه ترجمته على ارض الواقع هو ان اليد اليمنى التي دفعت الزيادة في الرواتب الى جيوب الموظفين سوف تسترده اليد اليسرى. زيادة الرواتب موضوع البحث ليس له رصيد او منبع وانما جاء اعتباطاً وبامرشفهي،ولهذا لا بد من استرداده مرة اخرى.
عمل اليد اليسرى التي ستمتد الى جيب المواطن سهل جداً وذلك على الطريقة والعقيدة البعثية اوquot;السرقة القانونيةquot;.على سبيل المثال: رفع اسعارالنقود، ويعني بالتالي زيادة الاسعار مرة اخرى.....
تفعيل سوق الطوابع المالية، مثلاً طابع مالي بـ 50 ليرة على كل وجبة طعام تعده سيدة البيت.
500 ليرة على كل حالة طلاق و1000 ليرة على كل حالة وفاة حيث الفقيد عليه ان يعطي ضريبة الاستجمام والخلاص من جحيم السلطة.
رسم تأشيرة دخول على كل سوري يدخل الىquot;قنيطرة المحررةquot;.
30 ليرة على كل سعال او عطسة دون اذن من المخابرات. يعني بالشامي: تيتي تيتي رحتي متل ما جيتي.
بل سيجد المواطن ان القيمة الشرائية لراتبه قبل quot;عطاءات القائد ومكرمتهquot; ستكون افضل بكثير بعد شهرين او ثلاثة من الآن بكل تأكيد. المواطن سيكفر بتلك الزيادة الخلبية. شدوا الاحزمة منذ الآن.
اصحاب الاوداج المنتفخة من بثينة المستشارة و كُتاب واعضاء نقابة صحافة الدجل والدربكة وصولاً الى مجلس الشعب quot;مجلس التصفيق والتهريجquot; لا يزالون يرقصون على انغام هذا التحايل على شعبنا المغلوب على امره.
دول العالم كله تعمل على اختراع وابتكار مايفيد المواطن والانسان، بينما النظام السوري وخاصة صحافته منصبة على اختراع اساليب الكذب والدجل.
الوجوه التي نشاهدها يومياً على الشاشات الفضائية واصحابها يتكلمون من دمشق تبعث على الغثيان والشفقة في آن واحد حيث تحولوا الى آلات تفريخ الكذب وتلميع سبابيط السلطان وبطانته.
لست ادري كيف يستطيعون النظر في اعين زوجاتهم واولادهم عند العودة الى البيت بعد حفلات الكذب والتهريج والنفاق طوال اليوم.
اصعب شيء في الحياة هو ان ينظر الانسان في عين الآخر وهم يكذبون على بعضهم البعض.
د. بنكي حاجو
طبيب كردي سوري
التعليقات