بلغ بشار الاسد هذا الاربعاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العمليات العسكرية ضد المعارضين quot;قد توقفتquot; في سورية، حسب ما اعلن متحدث باسم الامم المتحدة.

وقال مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق في بيان ان هذا ما أجاب الاسد خلال محادثات هاتفية مع بان كي مون الذي طالب بأنquot;تتوقف جميع العمليات العسكرية والاعتقالات الجماعية فورا في سورياquot;.
هذه خبر ترافق مع خبر يتم تناقله أيضا، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبعض دول الاتحاد الأوروبيquot;ستطلب خلال يومين من رأس الطغمة الحاكمة في سورية التنحيquot;.

إن الخبر الأول، تناهى إلى مسامعي قبل صدوره، وسألت دبلوماسيا غربيا تجمعنا حالة اهتمام مشترك ببعض المسائل في الشرق الأوسط، حيث يجري بحثا عن الوضع السوري، فقلت له ما رأيك؟

فأجاب بلا تلكؤquot; أن هذه نصائح روسية إسرائيلية واحتمال كبير أن تكون من رزمة ما حمله وزير الخارجية التركي أحمد داوود أغلو لسورية، وهي أن يعلن رئيس الطغمة الحاكمة عبر الأمين العام للأمم المتحدة بأنquot; العمليات العسكرية قد توقف في سوريةquot;
وهذه النصيحة هي من جملة نصائح قدمت للطغمة الحاكمة، من قبل أطراف دولية، وخاصة روسية وإسرائيلية وإيرانية وليس مستبعدا تركيا، حيث لايزال اللوبي التركي الداعم لآل الأسد في تركيا يستطيع أن يلعب دورا مع حكومة أردوغان لاعتبارات عديدة أهمها اقتصادي.

فقلت لهquot; إن القتل لن يتوقف في سورية لأن شباب سورية مصممون على نيل حريتهم، فقالquot; الموضوع ليس أكثر من كسب وقت، وربما تأجيل قرارات يمكن أن تصدر عن دوائر دولية أخرىquot; وربما القرار بتنحي الأسد يأتي ضمن هذا الاطار المراد تأجيله!وإلا ما سر تسريب هذا الخبر للإعلام في الوقت الذي يعلن رئيس العصابة الحاكمة، بأن العمليات العسكرية قد توقفت؟

إن هذا الاعلان عن وقف القتل في المدن السورية يعد كما يرى بعض المحللين نصرا للثورة! أعتقد أن هذه العصابة لن تتوقف عن القتل، مالم تخمد جذوة الثورة، ولو كانت حقا تريد وقف العمليات العسكرية المجرمة بحق شعبنا لكانت أخبرت هذا الشعب أولا وجسدت هذا الوقف بممارسات يشعر بها هذا الشعب، أما التوجه لبان كي مون فهي شطارة من يحاول أن يلعب على الوقت لا أكثر ولا أقل.

ومن غير الحقيقي الايحاء بأن هذا النظام المجرم سيلتزم اي التزام مهما كان صغيرا أو كبيرا لأنه، يعتبر أنه مجرد انهاء المسالأة بحل سياسي، هو تنازل عن قسم من مزرعة وارثه!

لهذا يجب ألا نحاول أن نوهم الناس أن هذا القرار جدي، وللعلم أن آخر ما يمكن أن تحسب حسابه هذه الطغمة هو الأمين العام للأمم المتحدة مع احترامنا للرجل شخصا واعتبارا. إن ما جرى في اللاذقية وما سوف يجري في مدن أخرى تحت جنح الظلام هو أخطر مما يمكننا أن نفكر بأن هذا القرار هو جدي...القتل هنا يترافق مع النهب، ومع اشباع النهم لسرقة أموال الناس من قبل مقاتلي هذه العصابة، لهذا من المستحيل أن يكون لدى هذه الطغمة أي حس على المستوى المجتمعي، لأنها تمثل قمة العصبوية الدموية.

وهذا الأمر يؤكد مرة أخرى، وخاصة لأبواق النظام في السلطة والمعارضة، أن هذا النظام هو الذي لا يأبه بالشعب ويحاول أن يستند على استمرار الدعم الدولي والإقليمي المشبوه عله يأخذ فرصة أخرى لارتكاب مزيد من المجازر، هنا جوهر القضية فقط لا غير.