بعد أن شرب حليب السباع، و تأبط شرا، و عقد العزم، و نجح بتنوير العراق بالطاقة الكهربائية المفقودة منذ عقود، و أوقف حمامات الدم المراقة في شوارع العراق بفعل الإرهاب و حملات التطهير الطائفية المريضة، هدد نائب رئيس الوزراء في حكومة نوري أفندي المالكي ودون سابق إنذار إسرائيل نعم إسرائيل و ليس بوركينا فاسو بالعواقب الوخيمة في حال إختراقها المجال الجوي العراقي لضرب الرفاق في إيران!! و إستهداف المشروع النووي الإيراني في مدينة بوشهر الأحوازية المحتلة أو أي هدف عسكري إيراني آخر!!، وطبعا الآغا حسين الشهرستاني ( قدس سره ) أطلق تهديداته الهوائية و المثيرة للسخرية وهو يتموقع في مكتبه المحصن و الفاره في المنطقة البغدادية الخضراء و تحت حماية 5000 ميليشاوي يقفون خارج مكتبه!

وهو لا يعرف أو يعلم شيئا من فنون الضراب و القتال و ستراتيجيات الحرب و تكتيكاتها، فالرجل هو فيزيائي قديم سجنه نظام صدام و لم يعدمه رغم خطورة الإتهامات ضده في ثمانينيات القرن الماضي وظل في السجن حتى حرب عاصفة الصحراء في عام 1991 وحيث تم تهريبه خلالها لإيران والتي لم يستفد نظامها من معارفه النووية بل فتحوا له مكتبا لحقوق الإنسان هناك!! وظل نسيا منسيا حتى جاء الرفاق الأمريكان و اسقطوا نظام صدام و أعادوا الهوائم للعراق تحت حمايتهم و سلموهم السلطة على طبق من ذهب و ياقوت، وطبعا للشهرستاني علاقات خاصة وخاصة جدا بإيران أسوة ببقية أهل التحالف الحكومي، و منصبه الفني المحض لايتيح له أبدا إطلاق التصريحات السياسية و الإستراتيجية، فذلك من إختصاص وزير الخارجية أو الدفاع! و لكنه فعلها و أطلق تهديداته التي لا محل لها من الإعراب و لا حتى الجدوى أو المصداقية، فهو يعلم بأن العراق ذاته تعرض لضربة جوية إسرائيلية في 7 حزيران/ يونيو 1981 تدمر خلالها المفاعل النووي العراقي وفي أول شهور الحرب مع إيران! ومع ذلك لم يرد العراق وقتها ولا حتى بعد سنوات على تلك الضربة رغم قدرته العسكرية ووجود سلاح الجو العراقي الفاعل وقتذاك؟ فكيف يرد العراق اليوم على أي ضربة إسرائيلية أو إنتهاك لمجاله الجوي؟ والجيش العراقي في أسوأ حالاته مع تصاعد الروح و المشاعر الطائفية المريضة! وفي ظل عدم وجود سلاح جوي!

و الأهم من هذا وذاك الإرتباط بعقد الحماية الأمريكية! ووقوع العراق تحت أحكام الفصل السابع المعروفة؟ وتحدث الشهرستاني عن إجراءات ما يسمى بمجلس الأمن الوطني العراقي و الذي هو مجلس وهمي لايمتلك من أمره شيئا و لا يمتلك أية عناصر قوة حقيقية؟ فكيف سيكون الرد العراقي إذن؟ هل سيكون عبر نقل الميليشيات الصفوية للعمق الإسرائيلي من خلال جبهة (الجولان )! و إرسال قيس الخزعلي وواثق البطاط لغزو و ( فتح ) الدولة العبرية تحت قيادة رايات أهل خراسان السوداء من أهل حزب الدعوة أم أن هنالك كاميكاز إنتحاري عراقي بقيادة الرفيق سعدون الدليمي سيقوم بتفجير مفاعل ( ديمونا ) الإسرائيلي في صحراء النقب إن تجرأ سلاح الجو الإسرائيلي و أخترق المجال الجوي العراقي!!

بكل تأكيد فإن تصريحات الآغا الشهرستاني لا تمثل أبدا منهجا واقعيا بل أنها مجرد رسالة ولاء و تطمين للقيادة الإيرانية و إعلان بائس واضح و مفضوح عن التبعية العراقية لها، لكون الشهرستاني يعلم بأن إسرائيل متواجدة في منطقته الخضراء! كما هي متواجدة في أماكن أخرى من العراق يعلمها جيدا و اللبيب من الإشارة يفهم!!، كما أن جيش الدفاع الإسرائيلي في حال صدور الأمر الستراتيجي بتنفيذ الضربة ضد إيران لن يأخذ راي الشهرستاني و لا الأصفهاني و لا الشيرازي بل سيفعلها، وسيهرب الشهرستاني لحصونه البغدادية الخضراء، و سيعلن عن براءته من أقواله و تهديداته السابقة بالقول بأنه كان يمزح!!... فعلا إنها تصريحات و تهديدات بائسة لأقطاب حكومة تلبسها الفشل حتى النهاية وهي تضع المخطط الفعلي لإنهاء و تقسيم العراق ووضعه على سكة التقسيم الطائفي و العرقي فيما يتم إلهاء الناس بتهديدات فارغة من عناصر و أطراف لا تمتلك الحد الأدنى للمصداقية، فعلا إنها حكومة النص كم وهي تهدد فيما العراق يصعد بإمتياز نحو الهاوية.

[email protected]