ناصر الحربي من الدوحة: يبدو ثلاثي الكرة القطرية الغرافة والسد والريان في مهمة خاصة جدا بدوري الابطال الأسيوي، ليس فقط لأنهم يشاركون للمرة الأولى في تاريخ الكرة القطرية دفعة واحدة في مثلها بطولة قارية، وبالتالي فأن عليهم تمثيل كرتهم القطرية خير تمثيل، بل ايضا لأهمية تأكيدهم بأنهم ينتمون حقا لدوري يوصف بدوري النجوم المليء بنجوم من الطراز الرفيع، ويعظم أمر مثلها مهمة خاصة ايضا في ظل النتائج الغير مرضية التي خرج بها ثلاثي الكرة القطرية في مشاركاتهم المتعاقبة بالنسخ الأخيرة من دوري الابطال الأسيوي، إذ عليهم مهمة تحسين صورتهم وابراز انهم حقا يستطيعون لعب دور المنافس.!

الثلاثي القطري يبدأ غدا الثلاثاء مهمته في معترك دوري الابطال الأسيوي بعد ان سمح الاتحاد الأسيوي بزيادة ممثل جديد للكرة القطرية عقب ان كان يمثلها ناديين فقط في البطولة، إذ إضافة الى الغرافة حامل لقب الدوري والريان حامل لقب الكاس ( كاس ولي العهد ) يشارك ايضا السد الذي خاض دور تمهيدي مؤهل من مرحلتين تجاوزه بنجاح بعد فوزه على الاتحاد السوري بطل كاس الاتحاد الاسيوي في نسخته الأخيرة وديمبو بطل الهند.

وفي افتتاح مشوار الثلاثي القطري في دوري الابطال الاسيوي يواجه الغرافة منافسه الجزيرة غدا الثلاثاء في دبي، فيما يواجه السد الاستقلال الايراني في اليوم ذاته على ارضه، وبدوره يواجه الريان منافسه الشباب السعودي في الدوحة بعد غد الأربعاء.

وسيكون على الغرافة والسد والريان في مشاركتهم بدوري ابطال اسيا رفع شعار جديد هو ( من اجل المنافسة وليس مجرد المشاركة ) خصوصا وان مشاركة الأندية القطرية في البطولة بمسماها وشكلها ورونقها الجديد ما تزال ليست في المستوى المطلوب ودون الطموحات، واللافت ان أفضل مشاركة قطرية لم ترتبط بالأندية الكبيرة والشهيرة مثل السد والغرافة والريان ثلاثي النسخة الحالية الجديدة، بل بنادي أم صلال القادم قبل ثلاثة مواسم إلى دوري النجوم من دوري الدرجة الثانية حيث وصل إلى نصف النهائي في النسخة قبل الأخيرة بعد ان أخرج الهلال السعودي أحد أقوى اندية القارة من الربع النهائي وكان قريبا من تحقيق انجاز تاريخي لولا قلة خبرته في البطولة.

ويساور عشاق الثلاثي القطري قلق مشوب بالحذر والترقب من مشاركة انديتهم في البطولة خصوصا في ظل عدم الرضاء من نتائج ومستويات الثلاثي في دوري النجوم القطري في الآونة الأخيرة.

فالغرافة حامل اللقب تلقى في أخر جولة خسارة مذلة من منافسه قطر برباعية نظيفة كلفته خسارة المركز الثاني، والسد تلقى خسارة بهدفين نظيفين من غريمه التقليدي وما يزال بعيدا عن المنافسة على لقب الدوري حيث يقبع في المركز السادس، فيما الريان صاحب المركز الخامس كان قد فاز على الخور صاحب المركز قبل الأخير بصعوبة وبهدف يتيم، ومثلها نتائج غير مطمئنة لعشاق الفهود ( الغرافة ) والزعيم ( السد ) والرهيب ( الريان ) قبل الدخول في المعترك الاسيوي فلا الفهود فهود ولا الزعيم زعيم ولا الرهيب رهيب، وذلك ما افصحته نتائجهم في البطولة المحلية دوري النجوم.

والأكيد ان الثلاثي وانصارهم يظلون يعولون على التهيأة النفسية المعنوية المطلوبة للاعبين خصوصا وان جلهم من اصحاب الخبرة في المشاركات الأسيوية ويملكون عناصر متميزة محلية واجنبية من المفترض ان تكون جاهزة لتحقيق نتائج مرضية.

الغرافة بمواجهة عربية مجددا

الغرافة أكثر أندية قطر مشاركة في النسخة الجديدة من البطولة كان قد وصل إلى ربع النهائي قبل خروجه امام الهلال السعودي في أخر نسخة العام الفائت وهو أفضل انجاز له، ولذلك يتوق الغرافة الى تجاوز الربع النهائي الى انجاز حقيقي في هذه النسخة رغما عن الظروف التي يعانيها، وسيواجه الغرفة في هذه النسخة ضمن مجموعته الأولى كل من الجزيرة الاماراتي وسبهان اصفهان الايراني والهلال السعودي الذي سيلتقي بالغرافة مجددا كما حدث في النسخة الفائتة، عندما التقيا بربع النهائي الفائت في مواجهة العودة تحديدا في الدوحة، وكانت مواجهة مثيرة حقا انتهت بتأهل الهلال، والأكيد ان الفرق الأربعة تملك حظوظ متساوية في المنافسة على بطاقتي الصعود إلى الدور الثاني.

مسيرة الغرافة كما اسلفنا بعالية ستبدأ بمواجهة الجزيرة الاماراتي يوم الثلاثاء الأول من مارس، علما بأنه قد واجه الجزيرة في النسخة الفائتة في الدور ذاته وكسبه بهدفين على ملعبه، بيد ان الجزيرة حاليا يعيش مرحلة استقرار وتألق كبيرين، والشاهد إقترابه من حسم لقب الدوري الإماراتي لأول مرة في تاريخه.

السد وذكريات اللقب القديم

السد، الفريق القطري الوحيد الفائز بأول لقب قاري، بل والفريق القطري والعربي الأول الفائز باللقب القاري في نسخته القديمة عام 89 تجمعه مجموعة واحدة قوية مع منافسين متمرسين في البطولة هما الاستقلال الإيراني وباختاكور الاوزبكي، إلى جانب النصر السعودي القليل الخبرة في البطولة.

ويعود السد للبطولة بعد أخر مشاركة له في البطولة قبل ثلاثة مواسم عقب غياب قصري عن النسختين الاخيرتين بفعل بعده عن الانجازات المحلية المؤهلة للعب في البطولة، وتتزامن عودته مع عودة مدربه الجديد الاورجواني فوساتي، وعلى زعيم الأندية القطرية الظهور بثوب جديد خصوصا وقد ارتبطت مشاركاته في النسخة الجديدة بالخروج من الدور الأول، فهل يكون السد على قدر التحدي كما فعل في الدور التمهيدي الأول والثاني عندما تأهل عقب انتصارين على الاتحاد السوري وديمبو الهندي؟..

ويجب الذكر هنا ان ما يعطي السد دفعة معنوية كبيرة في البطولة هو تواجد لاعبين من طينة البرازيلي لياندرو دا سلفا أبرز هداف في تاريخ البطولة برصيد 18 هدفا حتى الدور التمهيدي للنسخة الأخيرة الحالية، والذي يعلق السداوية عليه أمال عراض هو والايفوراي عبد القادر كيتا وايضا الجزائري نذير بلحاج..!

الريان والمهمة الصعبة

بلا ريب تبدو مهمة الريان الغائب منذ اخر مشاركة له في العام 2007.. تبدو صعبة، أصعب من مهمتي الغرافة والسد، حتى بالرغم من انه سيلعب في مجموعة نوعا ما أسهل من مجموعتي الغرافة والسد.. هي المجموعة الرابعة مع وذوب اهن اصفهان الايراني والإمارات الإماراتي والشباب السعودي أقوى فرق المجموعة والذي وصل لنصف نهائي النسخة الفائتة الأخيرة.

والأكيد ان صعوبة المهمة بالنسبة للريان تأتي من حيث كونه قد جدد في صفوف فريقه عندما أستبدل في فترة الانتقالات الشتوية جل محترفيه الأجانب وهم البرازيلي الهداف افونسو هداف كاس الاتحاد الاسيوي بنسخته الأخيرة المنقضية التي شارك فيها الريان في الموسم الفائت وخرج منها من الدور الربع النهائي، وايضا مواطنه المدافع بيرون، والعاجي امارا ديانيه حيث استقدم بديلا عنهم ثلاثي أخر لم يدخلوا بعد الى مرحلة التأقلم والجاهزية الكاملة وهم الثلاثي البرازيلي المدافع موسيس وصانع اللعب ردريغو والمهاجم ياتمار.

والأكيد ان مواجهة افتتاح المنافسات التي سيخوضها الريان امام الشباب السعودي القوي تمثل له الكثير في مدى قدرته على لعب دور المنافس على احدى بطاقتي المجموعة، إذ يقع عليه استغلال عاملي الأرض والجمهور الرياني الكبير من اجل الخروج بانتصار يضمن له المنافسة على التأهل حتى وان كان منافسه يبدو أقوى منه.

أخيرا يبقى السؤال الكبير مطروحا هل يكتب أحد الثلاثي القطري تاريخا جديدا له وللكرة القطرية في المشاركة القارية؟..