فخامة الرئيس مسعود البارزاني الموقر..
ما حدث اثناء زيارتكم لمدينة كركوك خلال اليومين الماضيين ليس الكارثة بذاتها، ولكنها قد يتحول الى مدخل للكارثة واذا ما وقع خطأ في تحديد العلاج الشافي او في وسائل تطبيقه على الارض.
والكارثة قد تجيء غدا اذا ما أعتمد، مثلا علاج ناقص او جزئي او من طبيعة امنية بحتة، واساسا اذا ما وقع المحظور وتم تجاهل الواقع الموضوعي للمدينة الصامدة وهموم ابنائها وتطلعاتهم المشروعة الى دور وموقع ومكانة تليق بكرامة هذه المدينة العريقة وتراثها النضالي المتميز عراقيا على المستوى القومي.
والكارثة تجيء سريعا اذا ما احس المواطنون بامكان تكرار او تجدد عملية* المؤامرة السياسية* التي روعتهم ونكأت جراحا غائرة. وسمحت للهواء المسموم ان ينتشر في منطقة نظافة المناخ السياسي فيها شرطا اوليا للتماسك واحراز النصر في المعركة الوطنية تحت شعار اصلاح النظام الاداري وضرب هيمنة الاتجاه الواحد او الفئة الواحدة.
فالمطلب الاكيد للمواطنين جميعا ان تكون هذه المؤامرة التي ابتلعوا حدوثها مرغمين،الاولى والاخيرة وان يتم علاج الظواهر الادارية والامنية المشكو منها.
فالعمل السياسي الناجح يغني عن العنف. والعمل السياسي الناجح هو القادر على كشف الظواهر السلبية ومحاصرتها، وعبر تقديم النموذج والقدوة في الممارسة وفي توكيد الاهلية على قيادة الجماهيير نحو اهداف نضالها. وافتراض الاهلية للتعبير عن ارادة الامة الكردية والحق في استخدام التوقيت المناسب والسلاح المناسب، وتمثل مصالح الجماهيير وتنفيذ ارادتها، كلها تلك امور لها شروطها المتصلة بمدى القرب او البعد عن النموذج والقوة السياسية العتيدة.
فضرب المتجاوز والمرتكب من سارق السيارة الى المشبوه بارتباطه او باتصالاته او بعلاقته مع تنظيمات او قوى ارهابية او معادية للشعب الكردي وضرب المسيء الى شرف السلاح الوطني عموما حق مطلق، ولكن ليس للمقابل او للمضارب عليه في مجالات الانتفاع بالتسيب والمتاجرة بخوف الناس من المسلحين المتسلطين بقوة الامر الواقع.
وبصراحة ووضوح فخامة الرئيس ليس من حق الكردي القومي او العربي الطائفي ضرب القومي او الطائفي والا كانت فتنة، مهما اطلق عليها من اسماء تجميلية كتنظيف الصف او تحقيق وحدة الهدف.
وبصراحة ووضوح ايضا فخامة الرئيس ليس من حق اي تنظيم منفردا وهنا اشير الى مجلس محافظة كركوك ان يقرر انه القيادة وان حقه مطلق في ان يقرر وينفذ فارضا على الاخرين ان يتعاطوا مع النتائج فقط ومن موقع المعالج والمتدارك تحت وطأة الخوف من ضربة اخرى بقرار ثان من الطبيعة ذاتها واقصد قرار مجلس النواب.
ان كركوك هي للجميع، فاذا لم يكن من حق اهلها الاصليين ان يتحكموا بالاخرين وان بفرضوا ارادتهم على الوافدين العرب الذين يزيدون عليهم في العدد، وربما في فعالية الدور في اللحظة السياسية الراهنة، فليس من حق هؤلاء ان يستهينوا بالكركوكيين الكرد وان ياخذوهم جميعا باخطاء هذا او ذاك من سياسييهم، او يتهموهم جميعا بالقصور والتسليم للغالب.. ففي كل منا من العيوب ما فيه، وضمن العيوب بعض هذه الصفات وربما ما هو افظع؟
فخامة الرئيس مسعود البارزاني
لايمكن لاحد ان يربح كركوك بالغاء الكركوكيين.
كما ان كركوك لا تكون قلب كردستان مثل كان يؤمن بها القائد العظيم والدكم مصطفي البارزاني الخالد اذا ما هي ظلت تعامل اكثرية سكانها وكأنهم اغراب او ريفييون فظون وغليظوا القلوب ومتخلفون.
فلا الكركوكيون التركمان *تتار ومغول * ولا العرب ابناء المحافظات الاخرى الذين استقروا فيها واعطوها اعمارهم وعرق الجهد ودم الشهادة * هنود حمر*بل هم عراقييون والعلاج يكون، اول ما يكون، بان ينظف كل بيته، وبان يقبل كل نقد الاخر، وبان تظل كركوك ما كانته حتى اليوم برغم كل المحن مدينة السلام والتاخي بما هي ارض الحوار والديمقراطية والحريات العامة، من حرية الراي الى حرية المعتقد.
فخامة الرئيس لا اريد ان اطيل عليكم اقول في الختام ان كركوك تحتاج ان تستنشق الهواء النقي وعبير الحرية، فعندما استرد جدنا السلطان صلاح الدين الايوبي القدس من الغزاة الاجانب جلب معه خمسمائة جمل محملة بماء مستخرج من الورود لتنظيف المدينة، المقصود هنا يا فخامة الرئيس بارزاني هو ان التنظيم مطلب جماهييري ولا يلغي الحرية بل يجعلها كعبير الورد متاحة للجميع، تماما كما ان العمل السياسي النشط والجاد والدؤوب هو الذي يطارد ويطرد الهواء المسموم.
شكرا لكم فخامة الرئيس مسعود البارزاني.
الدكتور راوند رسول
11 آب 2008
مملكة السويد ستوكهلم
[email protected]
التعليقات