النبوءة......
في خطاب الوداع في عام 1961...حذر الرئيس الأمريكي الراحل إيزنهاور أمته من عواقب تحالف شركات التصنيع مع جنرالات البنتاجون والساسة ملمحا لخطر صنع الحروب من اجل نهب الميزانية الأمريكية...ويبدو أن النبوءة قد تحققت... فقد زادت حتى الآن الكلفة المالية للحرب في العراق عن 743 مليار دولار،و في أفغانستان عن 327 مليار دولار. وبعد زيادة عدد القوات الأميركية في أفغانستان...، من المتوقع أن تصل كلفتها إلى أكثر من 7 مليارات دولار شهريا..
هل من مفر..؟؟
تبدو أزماتنا وكأن لا حصر لها... فمن الفقر إلى الفساد.. ومن التخلف اٌقتصادي إلى الانحلال الأخلاقي.. وهي مأساة في ذاتها.. لكن قمة المآسي هو أن يتم التعبير عن هذه الأزمات بمفردات دينية وأن تجد لها متنفسا في صراعات مذهبية طائفية قاتلة ومدمرة.... يغذيها الجهل والفقر و طموحات الزعامات.. و الحسابات الأجنبية... هذه الصراعات إن بدأت فلن تنتهي.... و لن ينجو منها أحد.
الصدى....
لم تكن أصواتهم لهم.. كانوا صدى... وكانوا كلما تعالى ضجيجهم تناقصت قدراتهم و... تضخمت أصواتهم... حتى صاروا هم كل ما نرى ونسمع في.... قاعات المؤتمرات والمحاضرات..... والندوات.
الحلقة المفرغة....
الأنظمة الشمولية...أنظمة فاشلة...لا تنجح سوى في إخفاء الأزمات التي تعصف بمجتمعاتها تحت ضجيج الاحتفالات بانتصارات لا تنتهي... وما أن تزول هذه الأنظمة حتى تطل الأزمات برأسها وقد استعصى فهمها وحلها... وتبدو الشعوب منهكة ضائعة وهي ترى عجز النخب وفسادها وانتهازيتها...... ومن منكم يريد أن يعلم المزيد فليتابع ما حدث في الاتحاد السوفيتي، يوغوسلافيا، العراق، الصومال و........ البانيا.
حضور.... و.. غياب
لكي تشكل القبيلة خطر على الدولة فلا بد من تستعص احد مكوناتها على الذوبان في بوتقة الدولة. ولا توجد قبيلة تستعص على دولة حزمت أمرها... فلا تهولوا من شأن القبيلة.. فالقبيلة مثل الشمعة.. لا تكتسب قيمتها إلا في غياب الضوء.. وعندما يعم النور يصير بالإمكان إطفاء الشمعة.. بنفخة واحدة.
مواطن معاصر....
هزته التقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المثيرة المتتالية... و أربكه نكوص الدولة عن حمايته.. وانشغال النخبة بمصالحها عنه.. فلاذ يبحث عن الأمان في كنف عشيرة أو قبيلة أو جهة ما... أعتمد الشطارة و الفهلوة كمذهب.... والربح السريع كوسيلة... والثراء الفاحش غاية.. والاستهلاك الفج كسلوك... دون أن يزعجه.. ضمير...أو قانون.
العدو المثالي
معركة أوروبا مع الإسلام هي معركة سياسية صرفة.. فأوروبا لا دين لها... والعالم الإسلامي هو أضعف من أن يشكل خطرا عليها... ولكن أوروبا التي تمر بأزمات اقتصادية وسياسية عاصفة.. وتمر بتقلبات الهوية التي تتأرجح بين دعوات انفصال الأقليات و نزعات التطرف القومي إلى حلم الاندماج التام في المحيط الأوروبي.. أوروبا هذه تدرك كلفة الصراع على أرضها وهي التي لم تهنأ بالسلام إلا مؤخرا بعد قرون من الحروب الدينية المروعة.. والنزاعات القومية المخيفة.. لذا تجد في التهويل من خطر الإسلام اختيارا من الصعب منافسته فهو يمثل عدوا غامضا.. هلامي الشكل.. يجسد عداء تاريخيا.....ولا يكلف الكثير... ويسهل استدراج بعض فئاته.
الاختيار....
حين جنح الأمويون إلى مبايعة معاوية الثاني بعد وفاة والده سأل معاوية الثاني معلمه عمرو المقصوص عن رأيه، فأجابه عمرو: أما أن تعدل..... وأما أن تعتزل..... فرأى معاوية الثاني أن قرار الاعتزال أيسر من العدل...فكان أول حاكم عربي يعتزل الحكم بطوع إرادته...ولذلك تجاهلته كتب التاريخ و تناساه الشعراء وزهد فيه المؤلفون....وسقط من ذاكرة الأمة.
أخر الكلام.......
تذكر أن عطشك هو الذي يقودك إلى السراب وليس العكس.
__________________
[email protected]
التعليقات