سليمان الفليح يرصد شعريا quot; البرق فوق البردويلquot;
عبدالله السمطي من الرياض: الشاعر والكاتب الساخر سليمان الفليح عاوده الحنين تارة أخرى للقاء مع القصيدة وجها لوجه، ولذا قام بإصدار ديوانه الشعري الجديد:quot; البرق فوق البردويلquot; ضاما مجموعة من النصوص التي كتبت خلال الفترة ما بين (1996-2010)، وهو يعود إلى الشعر بعد quot; قطيعة مؤقتةquot; معه كما يقول في قصيدة تحمل العنوان نفسه وتتصدر الديوان:
الشعر غادرني
في رحلة إلى الصحراء
ليجمع النوار والكمأ
لكي يشم الريح والأنداء
لكي يمارس الجموح في العراء
لكي يطير مثل الصقر في الفضاء
لكي يطالع الأنواء
لكي يمارس النزقْ
الشعر غادرني وهو الذي قد كان
صديقي الذي:
شاركني الجوع والترحال والظمأ
والحزن والأرقْ
يضم ديوان الفليح 24 قصيدة، تعبر عن حالات ذاتية واجتماعية وسياسية مفارقة، يختلط فيها الحس الساخر بحس الألم والحزن الشعري الشفيف، كما تمتزج فيها اللغة الحادة الجارحة باللغة التراثية كما في قصيدة:quot; المتنبي من كافور إلى سيف الدولةquot;:quot; لك الله يا عمنا المتنبي.. كيف تغربت في الأرض عرضًا وطولًا.. وكيف وقفت على كل رسم لتنعى الطلولا.. ذهب العرب الأولون.. وما زلت تسأل هذا الزمان وأنت السؤولا: بم التعلل لا أهل ولا وطن.. ولا نديم ولا كأس ولا سكنquot;. صدر الديوان عن النادي الأدبي بالجوف، طبعة أولى 2010
وعبدالله الرشيد في نسيان يستيقظ
لا يفصم الشاعر عبدالله الرشيد في ديوانه الشعري الجديد:quot; نسيان يستيقظ quot; ( مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، الطبعة الأولى 2010) بين جماليات الكتابة في الشكل التفعيلي ومثيلتها في الشكل البيتي التقليدي، فالدفقات الشعرية تستجيب لهذا الهاجس الغنائي الذي يفترض أن تكون quot; الأناquot; هي المحركة للنص الشعري، لأفعله، وأسمائه، ودلالاته.
وهنا لا يفسح الشاعر لأصوات النص الأخرى سواء كانت تمثل مخاطبين آخرين، أو تمثل وجها آخر من وجوه النص كالتضاد أو المحاورة أو المفارقة لأن تتدفق في أجواء النص. عبدالله الرشيد، الأنا وحدها، الشاعر وحده هو الحاضر بشكل طاغ في النص، له رؤيته، وله غناؤه الفردي الذي يجيش وينوس في أرجاء التجربة.
ويبدو أن هذا الأمر يعزى إلى طبيعة التجربة الشعرية السعودية التي هي تجربة غنائية في المحل الأول لا تجربة جدلية أو تجريبية.
فالشاعر عبدالله الرشيد الأكاديمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لا ينفصم عن الهوية التعبيرية لهذه التجربة في كتابة القصيدة بالشكلين البيتي والتفعيلي.
ويستهل الشاعر ديوانه:quot; نسيان يستيقظquot; بالصوت الأول: أتجلى خارجا من صوتي المصلوب في صمت الزوايا
مستحيلا في ارتعاش الأفق قنديل عطايا
ناشرا نور المجرات وفي الروح بقايا
باذخا كالشمس تاريخي
وفي الدرب يرايا.
الديوان يضم (49) نصا في الشكلين، وهو يعتمد على قراءة المواقف والأحداث الواقعية والتاريخية، ويتناص مع الموروث، ويستحضرا عددا من الشخصيات التراثية.
...وسارة الأزوري تبحث عن:quot; نصف رجلquot;
تعمل القاصة سارة الأزوري على قراءة تنوعات البنى الاجتماعية التي تشكلها هذه العلاقات الاجتماعية الطفيفة التي ربما تحدث في بعض الإضاءات والمشاهد الحياتية ولو بالصدفة، في واقع ما يزال يتلمس أطره التواصلية الاجتماعية بشكل تحكمه قيم الانفصال أكثر من قيم الاتصال.. هكذا تسعى سارة الأزوري في مجموعتها القصصية:quot; نصف رجلquot; الصادرة عن دار المفردات بالرياض (الطبعة الأولى 2010) وهي في هذا السعي إنما تريد أن تؤكد على بعض القيم المفارقة في قراءة هذه العلاقات الاجتماعية.
الهاجس الرومانسي غالب على قصص المجموعة، من قصة (عزيز):quot; أرجوك يا عمري، يا حياتي يا قلبي، يا نور عيوني.. أذوب شوقا أريد أن تكتحل عيناي بمرآك وأموت بعدهاquot; هذا الهاجس يهيمن على أغلب القصص، على الرغم من المفارقات البسيطة التي تنتجها القصص القصيرة جدا التي تبلغ نصف المجموعة التي تضم (20) قصة. منها: يا ليل طول شوية، نصف رجل، عزيز، حظ الملاح، ومن أجواء المجموعة تقول في (وشاية):quot; تحثها على تركه، وهدم عش الزوجية، تؤكد وجوده اللحظة بجانبها، تضع السماعة، تلتفت نحوه، ثم ينفجران ضاحكينquot;.
التعليقات