إيلاف ndash; بيروت: أصدرت quot;دار الغاوونquot; ثلاث بواكير شعرية لثلاث شاعرات: quot;احتفظْ بالباقيquot; للسورية ريمة البعيني، quot;وطن هه أكاد أن أضحكquot; للكويتية تهاني فجر، quot;النصف المضيء من الباب المواربquot; للسعودية نور البواردي.

احتفظْ بالباقي
اللغة الرشيقة المتخفّفة من أثقال البلاغة هي ما يميز الديوان الأول لريمة البعيني. لغة تحمل الصورة والفكرة بلا تكلّف، فتأتي القصائد كمقاطع قصيرة على شكل ومضات. وريمة البعيني من مواليد العام 1971 في مدينة السويداء جنوبيّ سوريا. درست الأدب الإنكليزي في جامعة دمشق، والنقد في quot;المعهد العالي للفنون المسرحيةquot; بدمشق.
من أجواء الديوان نقرأ:

أحمق وبائس
مَن يعتقد بنهايةِ العالَم
لن يكتفيَ الله
بتمريغِ أنوفنا في التراب

نظِّفْ مسدَّسَكَ جيّداً
رصاصةٌ واحدة تكفي
امسحْ فِضَّتَها بالكُحُول
فتَمُرّ دون ألم

لماذا يرتكبُ المؤمنونَ المعصياتِ
أكثر من الكفَّار؟!
ألأنَّ هناكَ من سيغفر لهم؟

لم تَعُدْ تذكرُ لونَ جلدِكَ المُزرَقّ
ولم تفكّر يوماً
بنَفض الغبار عن رئتَيكَ
ولأنكَ تحبسُه مع الزفير
صار يَخنقُكَ الكلام


وطن هه أكاد أن أضحك
في باكورتها هذه، تحاول تهاني فجر الاستفادة من خلفيّة معرفية تحيل الهامش على المتن، لتصنع تمرّدها الخاص، بكثير من البوح الأنثوي، فتنجح في تذويب الفكرة في جسد النص. وتهاني فجر من مواليد العام 1977 في الكويت، وهي ناقدة أيضاً لها كتاب quot;بلند الحيدري المنفي في ذاكرة النسيانquot; وهو قيد النشر.
من أجواء الديوان نقرأ:

احتفاء الظلّ بالعَتَمَة
والمعصية التي تتفاقم
بالغفران
لحزني آثار غَبَش
في شحوب الضوء
ولوطني سَلاطة الغبار
في بادية الموت

أيّها الموت الأشهى من الحياة
تعال وتذوّق فمي.

الجنس كذبة مرقَّطة
كلّنا تراب.

من سيصل إلى الله أوّلاً
أنا أم خطيئتي؟

خُذ بيدي أيّها الذنب
امنحني عطاياك
ساعدني لأواري سوءة توبتي
في صحراء الربع الخالي
وأعلن جسدي صاريةً لك
على سدرة مشتهاك
علِّق قلبي... اغسله بعافية رغبتك
وادهنه بوساوس مجونك
فكلّ وسواس احتمال
وكلّ احتمال وَشَك
وكل وَشَك أنتَ
أنا سبع كبائر عجاف
قُدَّت من ترائبك
فلا تثريب عليَّ
إن هممتُ بك وهممتَ بي...


النصف المضيء من الباب الموارب
تجربة خاصة مليئة بالظلال تخوضها نور البواردي في ديوانها هذا. بجملة أنيقة محمولة على لغة هادئة تصنع الشاعرة قصائدَ مليئة بالتلصص على الحياة من ثقب باب. ونور البواردي من مواليد العام 1987 في جازان بالمملكة العربية السعودية. تحمل إجازة في الأدب الإنكليزي، وهذا الديوان هو الأول لها.
من أجواء الديوان نقرأ:

ما أتذكَّره أنّي كنتُ أطلّ من ثقب الباب،
قبل أن يُدير أحدهم المفتاح وأُشاهد بوضوحٍ كلَّ ما يحدث.

كانت هُناك صبيَّة صغيرة
حين يَشتدُّ البرد تُفصِّل جسدها معطفاً للعابرين،
في الصيف قالوا:
هذه العارية أفسدتنا!

أشعرُ
نحوكَ بالقُرب، القُرب الذي يجعلنا نختلف على أشياء سخيفة كمُبيِّضِ
القهوة وفيلمكَ المُفضَّل وصديقاتكَ اللاتي هُنَّ في الأصلِ
صديقاتي!

الولدُ الخجولُ
يرسمُ في كفّي نافذة
يُمثَّل دور اللصّ...

... ثمَّ يَدخُلني!


لزيارة موقع دار الغاوون
http://alghawoon.com/mag/books.php