منذ أكثر من عشرين سنة سافر بعض الشباب إلى إسرائيل للبحث عن فرصة عمل، بعضهم عاد إلى الوطن بعد أن وفر مبلغا يساعده على العمل أو الزواج، وبعضهم صادف شريكة حياته فتزوج واتخذ من إسرائيل وطنا ثانيا له، بمرور الأيام اثمرت هذه الزيجات عن أطفال، قبل معرفتنا بهؤلاء الأطفال كنا نستنكر بشدة سفر هؤلاء الشباب إلى إسرائيل، وأيامها طالبت بعض الأقلام الدولة المصرية بالحد من هذه الظاهرة، سواء بإغلاق منافذ السفر إلى إسرائيل أمام الشباب، أو بتضييق الإجراءات وتشديدها، كما طالب البعض الآخر بتكثيف البرامج الإعلامية التى تعمل على توعية الشباب، بالتأكيد علي أن هذه الرحلات، حتى ولو كانت من باب السياحة، فهى جريمة بحق الوطن والشعوب العربية، خاصة البلدان التى لازالت إسرائيل تحتل جزءا من أراضيها، مثل سوريا ولبنان وفلسطين.
هؤلاء الشباب أصبحوا بعد سنوات رجالا، وأطفالهم صاروا من الشباب، وبات من حقهم ان يعودوا إلى مصر، للإقامة أو العمل أو التعليم، فهل سيقبلهم الوطن ؟. الكاتبة الصحفية هالة فؤاد نائب رئيس تحرير مجلة quot; آخر ساعة quot;، فتحت هذا الملف الخطير فى أحدث كتبها quot; الزواج المحرم... مصريون وإسرائيليات quot; الذى صدر حديثا عن دار سطور للنشر بالقاهرة، وفجرت فيه قضية هؤلاء الأبناء من أصحاب الجنسية المزدوجة، حيث أشارت إلى ان المصريين الذين سافروا تزوجوا من فتيات يحملن الجنسية الإسرائيلية، سواء كانوا يهوديات أو من عرب 48. وحسب القوانين، من حق هؤلاء الأبناء ان يحملوا جنسية الأم وهى الجنسية الإسرائيلية، وجنسية الأب وهى الجنسية المصرية، وهنا تكمن الخطورة أو توجد القنبلة، وتفجيرها سيكون فى إسرائيل أو فى مصر علي السواء، لأن هؤلاء الشباب بحكم جنسية الأم من الممكن أن يتم تجنيدهم فى الجيش الإسرائيلى، وهنا يصبحون فى مواجهة أقاربهم وبنى جلدتهم من جنسية والدهم، وفى حال تفكير والدهم فى العودة بأطفاله والإقامة في وطنه ستكون المشكلة الأكبر والخطر، لأن هؤلاء الأولاد من حقهم، حسب جنسية والدهم، أن يتعلموا فى مدارس وجامعات حكومية على نفقة الدولة مثلهم مثل سائر المصريين، ومن حقهم أيضا التمتع بالسلع المدعومة، وبعد اتمام مرحلة التعليم عليهم ان يقوموا بواجبهم الوطني وأداء الخدمة العسكرية، حيث سيتم تجنيدهم، ولو جاءوا إلى مصر شبابا بعد تخرجهم، فإن جنسية والدهم تمنحهم الحق فى الإلتحاق بوظيفة حكومية، ومن حقهم أيضا الإنضمام إلى أي حزب سياسى، أو تأسيس أحد الأحزاب الجديدة.
الكاتبة هالة فؤاد تطرح العديد من الهواجس والمخاوف، مثل: هل سيلتحقون بوظائف حساسة ؟، هل سيتم تجنيدهم وهم يحملون جنسيتين ؟، هل من الممكن ان نرى أحدهم يخوض انتخابات مجلس الشعب أو الشورى أو انتخابات الرئاسة الجمهورية خلال السنوات القادمة ؟، كيف ستتعامل الدولة مع هؤلاء ؟.
الكاتبة فجرت قضية أخرى فى نفس الكتاب، وهى نفيها القاطع عن هؤلاء الشباب الذين سافروا إلى إسرائيل تهمة الخيانة أو العمالة، التى وصمها بهم العديد من الكتاب الأشاوس، وقالت ان هؤلاء سافروا قبل سنوات من خلال الطرق الشرعية، وحصلوا على تأشيرة لدخول اسرائيل من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وركبوا الطائرة من مطار القاهرة الدولي، وبعضهم عاد وبعضهم استمر هناك، ومعظم تحركاتهم كانت ولا زالت فى وضح النهار، وجميعهم تعامل مع إسرائيل كتعاملهم مع أى دولة من دول المهجر، سواء للعمل أوتوفير المال، بينما quot; الخيانة quot; أو من يتصفون بها، تجيىء تحركاتهم غالبا فى الخفاء ويتقاضون أموالا مقابل التجسس علي بلدانهم، وتساءلت: هل الخيانة والعمالة من نصيب الفقراء فقط، بينما التطبيع خاص بالأثرياء وحدهم ؟، مشيرة إلى ان العديد من رجال الأعمال يسافرون إلى إسرائيل، ويقيمون مشروعات مشتركة مع رجال أعمال اسرائيليين، وهؤلاء يعرفون بالمطبعيين، أما الشباب الذين سافروا للبحث عن لقمة العيش وفرصة عمل سرعان ما نتهمهم بالخيانة والعمالة والجاسوسية، وهذا ظلم كبير ؟
كتاب الزواج المحرم هو الأول من نوعه الذى يفتح هذا الملف الخطير، كما ان مؤلفته تضع قنبلة (مزدوجى الجنسية) بين يدى رجال الحكومة المصرية، إما ان ينتظروا تفجيرها فى وجوههم أو يحبطونها ويسرعون فى تفكيكها، والمؤلفة عندما أحضرت هذه القنبلة لم تقم بتحريض الحكومة على شكل إدانة أو ممانعة أو تقييد لهؤلاء الشباب، بل أنها طرحت أمامها جميع المخاوف والمحاذير، حتى أنها خصصت أحد فصول الكتاب لعرض صورة على النقيض تماما، صورة لبعض الشباب الذين فضلوا الموت غرقا في مياه البحر المتوسط، عن سفرهم إلى اسرائيل، حيث عرضت للعديد من الحالات التى سافرت إلى أوروبا بالطرق غير الشرعية، بعضهم نجح ووصل، والبعض الآخر مات غرقا، موضحة الفرق بين هذا وذاك، شباب اسرائيل تتكلف رحلتهم حوالى مائتى جنية فقط (40 دولارا)، وهى قيمة تكلفة السفر من هنا إلى طابا بالأوتوبيسات، بينما رحلة الشباب غير الشرعية لأوروبا تتكلف أكثر من خمسة وعشرين ألفا من الجنيهات المصرية (حوالي خمسة ألاف دولارا)، يدفعها الشاب للمافيا مغامرا بجسده وحياته فى مراكب متهالكة وأمواج لا ترحم.
كتاب quot; الزواج المحرم quot; يستحق القراءة والمناقشة، كما تستحق مؤلفته الشكر والتحية.
[email protected]
هؤلاء الشباب أصبحوا بعد سنوات رجالا، وأطفالهم صاروا من الشباب، وبات من حقهم ان يعودوا إلى مصر، للإقامة أو العمل أو التعليم، فهل سيقبلهم الوطن ؟. الكاتبة الصحفية هالة فؤاد نائب رئيس تحرير مجلة quot; آخر ساعة quot;، فتحت هذا الملف الخطير فى أحدث كتبها quot; الزواج المحرم... مصريون وإسرائيليات quot; الذى صدر حديثا عن دار سطور للنشر بالقاهرة، وفجرت فيه قضية هؤلاء الأبناء من أصحاب الجنسية المزدوجة، حيث أشارت إلى ان المصريين الذين سافروا تزوجوا من فتيات يحملن الجنسية الإسرائيلية، سواء كانوا يهوديات أو من عرب 48. وحسب القوانين، من حق هؤلاء الأبناء ان يحملوا جنسية الأم وهى الجنسية الإسرائيلية، وجنسية الأب وهى الجنسية المصرية، وهنا تكمن الخطورة أو توجد القنبلة، وتفجيرها سيكون فى إسرائيل أو فى مصر علي السواء، لأن هؤلاء الشباب بحكم جنسية الأم من الممكن أن يتم تجنيدهم فى الجيش الإسرائيلى، وهنا يصبحون فى مواجهة أقاربهم وبنى جلدتهم من جنسية والدهم، وفى حال تفكير والدهم فى العودة بأطفاله والإقامة في وطنه ستكون المشكلة الأكبر والخطر، لأن هؤلاء الأولاد من حقهم، حسب جنسية والدهم، أن يتعلموا فى مدارس وجامعات حكومية على نفقة الدولة مثلهم مثل سائر المصريين، ومن حقهم أيضا التمتع بالسلع المدعومة، وبعد اتمام مرحلة التعليم عليهم ان يقوموا بواجبهم الوطني وأداء الخدمة العسكرية، حيث سيتم تجنيدهم، ولو جاءوا إلى مصر شبابا بعد تخرجهم، فإن جنسية والدهم تمنحهم الحق فى الإلتحاق بوظيفة حكومية، ومن حقهم أيضا الإنضمام إلى أي حزب سياسى، أو تأسيس أحد الأحزاب الجديدة.
الكاتبة هالة فؤاد تطرح العديد من الهواجس والمخاوف، مثل: هل سيلتحقون بوظائف حساسة ؟، هل سيتم تجنيدهم وهم يحملون جنسيتين ؟، هل من الممكن ان نرى أحدهم يخوض انتخابات مجلس الشعب أو الشورى أو انتخابات الرئاسة الجمهورية خلال السنوات القادمة ؟، كيف ستتعامل الدولة مع هؤلاء ؟.
الكاتبة فجرت قضية أخرى فى نفس الكتاب، وهى نفيها القاطع عن هؤلاء الشباب الذين سافروا إلى إسرائيل تهمة الخيانة أو العمالة، التى وصمها بهم العديد من الكتاب الأشاوس، وقالت ان هؤلاء سافروا قبل سنوات من خلال الطرق الشرعية، وحصلوا على تأشيرة لدخول اسرائيل من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وركبوا الطائرة من مطار القاهرة الدولي، وبعضهم عاد وبعضهم استمر هناك، ومعظم تحركاتهم كانت ولا زالت فى وضح النهار، وجميعهم تعامل مع إسرائيل كتعاملهم مع أى دولة من دول المهجر، سواء للعمل أوتوفير المال، بينما quot; الخيانة quot; أو من يتصفون بها، تجيىء تحركاتهم غالبا فى الخفاء ويتقاضون أموالا مقابل التجسس علي بلدانهم، وتساءلت: هل الخيانة والعمالة من نصيب الفقراء فقط، بينما التطبيع خاص بالأثرياء وحدهم ؟، مشيرة إلى ان العديد من رجال الأعمال يسافرون إلى إسرائيل، ويقيمون مشروعات مشتركة مع رجال أعمال اسرائيليين، وهؤلاء يعرفون بالمطبعيين، أما الشباب الذين سافروا للبحث عن لقمة العيش وفرصة عمل سرعان ما نتهمهم بالخيانة والعمالة والجاسوسية، وهذا ظلم كبير ؟
كتاب الزواج المحرم هو الأول من نوعه الذى يفتح هذا الملف الخطير، كما ان مؤلفته تضع قنبلة (مزدوجى الجنسية) بين يدى رجال الحكومة المصرية، إما ان ينتظروا تفجيرها فى وجوههم أو يحبطونها ويسرعون فى تفكيكها، والمؤلفة عندما أحضرت هذه القنبلة لم تقم بتحريض الحكومة على شكل إدانة أو ممانعة أو تقييد لهؤلاء الشباب، بل أنها طرحت أمامها جميع المخاوف والمحاذير، حتى أنها خصصت أحد فصول الكتاب لعرض صورة على النقيض تماما، صورة لبعض الشباب الذين فضلوا الموت غرقا في مياه البحر المتوسط، عن سفرهم إلى اسرائيل، حيث عرضت للعديد من الحالات التى سافرت إلى أوروبا بالطرق غير الشرعية، بعضهم نجح ووصل، والبعض الآخر مات غرقا، موضحة الفرق بين هذا وذاك، شباب اسرائيل تتكلف رحلتهم حوالى مائتى جنية فقط (40 دولارا)، وهى قيمة تكلفة السفر من هنا إلى طابا بالأوتوبيسات، بينما رحلة الشباب غير الشرعية لأوروبا تتكلف أكثر من خمسة وعشرين ألفا من الجنيهات المصرية (حوالي خمسة ألاف دولارا)، يدفعها الشاب للمافيا مغامرا بجسده وحياته فى مراكب متهالكة وأمواج لا ترحم.
كتاب quot; الزواج المحرم quot; يستحق القراءة والمناقشة، كما تستحق مؤلفته الشكر والتحية.
[email protected]
التعليقات