في الجزء الأخير من حوارها مع إيلاف، تحدثت الفنانة مديحة يسري عن نظرتها للمستقبل الفني والسياسي في بلدها مصر، حيث بدت متفائلة بحماسها الظاهر للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرةً الى أنها اعتزلت الفن حتى لا تقدم أعمالاً هابطة.


&القاهرة: عبّرت الفنانة القديرة مديحة يسري عن شعورها بالرضى والسعادة& بسبب التقدير الذي لمسته من الفنانين الذين اطمأنوا عليها وقاموا بزيارتها في المستشفى والإتصال بها للوقوف عند حالتها الصحية، ما خفف عنها آلامها نتيجة معاناتها مع مشاكل العمود الفقري، إلا أنها شعرت بحزنٍ كبير لأن المرض حرمها من حضور حفل إطلاق مشروع قناة السويس العملاقة، حيث تمنّت أن تكون مشاركة في هذا الحدث التاريخي الهام.

وأضافت أنها بالرغم من معاناتها الصحية خلال السنوات الأخيرة، إلا أنها لم تنقطع عن متابعة الحياة السياسية كمواطنة مصرية مهمومة بمشاكل البلد، وقالت إنها تعتبر نفسها محظوظة لمعايشتها الثورات التي قام بها الشعب المصري الذي تفخر بنجاحه في تحطيم القيود.

واستذكرت "يسري" أنها خلال ثورة 1952 استمعت إلى البيان الخاص بالجيش عبر الإذاعة، حين كانت في الاسكندرية، فعادت إلى القاهرة سريعاً، بينما تابعت بيان الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 3 يوليو في التلفزيون، وبالرغم من مرور أكثر من 60 سنة على الفارق بين البيانين إلا أنها لا تزال تتذكر تفاصيل تلك المرحلة وما تحمله من ذكريات جميلة.

وامتلأ صوتها بالحماسة والإندفاع حين تطرقت للحديث عن مشاركتها بالإنتخابات الرئاسية، حيث توجهت إلى صندوق الإقتراع للإدلاء بصوتها، وهي على كرسي متحرك لأنها كانت واثقة من أن الرئيس السيسي يستحق هذه المشقة والتضحية، الأمر الذي تأكد لها بعد وقتٍ قصير عند إقدامه على إطلاق مشروع قناة السويس العملاق الذي أعلن عنه وبدأ تنفيذه سريعاً.


أسفت لمشاهد الدم والعنف الغريبة عن المصريين
وإذ عبّرت عن أسفها لرؤية مشاهد الدم والعنف التي انتشرت في الشارع المصري خلال السنوات الأخيرة، قالت إنها صُدِمَت بتغيّر طبيعة المواطنين المصريين الذين عرفتهم مسالمين، وأعربت عن سعادتها لتوقف هذه المشاهد الدموية مؤخراً رغم المحاولات المستمرة لجماعة الإخوان لتحريك المشاكل في الشارع - على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أنها بحكم موقع منزلها بشارع البطل أحمد عبد العزيز في حي المهندسين كانت تسمع أصوات قنابل الغاز والتظاهرات، ما جعلها تشعر بالقلق لعدة أيام، إلا أنها باتت تشعر بأن الأمن والاستقرار قادمان بقوة مهما كانت الصعوبات.

واعتبرت أن إطلاق مشروع قناة السويس الجديد الذي يؤمّن آلاف فرص العمل للمصريين ويحقق عائدات للبلاد من المشاريع التي سيتم تنفيذها، يعبّر عن إدراك الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب المصري، موضحة أن خلق فرص العمل الجديدة سيساعد الشباب على زيادة الإنتاج، وهو ما تحتاجه مصر من أجل تحقيق نهضة حقيقية للإقتصاد، وتابعت حديثها باندفاع قائلة: "الحمدلله أن مصر أصبح لديها قائد كبير اسمه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي سيقدم الكثير للبلد وسينجح في مهمته إن شاء الله، طالما أن الشعب يحبه ويقدر دوره بعدما أنهى عصر الأخوان الذي كان سيعيدنا إلى الوراء".

رفضت تقديم أي عمل ينتقص من مكانتها
وعللت سبب اعتزالها التمثيل قبل نحو 5 أعوام، بأنها لن تجد دوراً يمكن أن يضيف الجديد إلى مسيرتها الطويلة، بالإضافة إلى عدم رضاها عن المشاركة في الأعمال التي تنشر مشاهد العنف في المجتمع المصري لأنها قدمت أدواراً كثيرة ومهمة وتخجل من المشاركة في أي عمل ينتقص من مكانتها الفنية. وأوضحت أنها تلقت عروضاً درامية عدة&بعد إعلان قرار اعتزالها، لكنها تمسكت بقرارها لأنها لم تجد ما يشجعها على العودة مرة أخرى للوقوف أمام الكاميرات في أي منها،&مع التأكيد على أنها لم تفكر يوماً في عدد المشاهد، بل في النوعية التي تقدمها.
وذكّرت أنها سبق وجسدت شخصية أم المصريين "صفية زغلول" في عمل درامي رصد مسيرة هذه السيدة العظيمة، متسائلة كيف يعقل أن تشارك في أعمال أقلّ على المستوى الفني في حين أنها انقطعت عن العمل لفترات طويلة في مسيرتها الفنية لعدم قبولها بنوعية هابطة من الأدوار، وذلك لأنها سعت دوماً لتقديم شخصيات ستبقى في ذاكرة الجمهور مثل أفلامها القديمة التي لا تزال تُعرَض بكثافة على الشاشات حتى &يومنا هذا. ورفضت الإعلان عن الأعمال التي لا تعجبها لأنها لا تحب أن تتحدث بشكل سيئ عن زملائها، بينما أكدت متابعتها للأفلام والأعمال الدرامية على شاشة التلفزيون نظراً لعدم قدرتها على الذهاب إلى صالات السينما منذ فترة طويلة.

فخورة بالتكريمات.. وتتوقع مستقبلاً أفضل للسينما المصرية
أما عن رؤيتها للفن ومستقبله، فتوقعت "يسري" مستقبلاً أفضل للسينما المصرية في ظل اهتمام الرئيس السيسي بالفن والفنانين وعودة عيد الفن، وغيرها من الأمور الخاصة بدعم الفنانين والوقوف إلى جانبهم وإعادة مشاركتهم في حضور المناسبات الهامة باعتبارهم القوى التي عززت حضور مصر في الوطن العربي، حيث أن أهل الخليج العربي أتقنوا اللهجة المصرية من خلال متابعتهم للأفلام المصرية القديمة، وكذلك في لبنان الذي كان من اوائل الدول التي استقبلت الأفلام المصرية القديمة.
وإذ عبّرت "يسري" عن سعادتها بالتكريمات التي حصلت عليها في مسيرتها الفنية، قالت إنها تعتبر هذه الجوائز بمثابة الحصاد للأعمال السينمائية التي قدمتها حيث أمضت عمرها منشغلة بالتصوير والعمل، لكنها تشعر بالسعادة لأنها قدمت ما أرادته وعملت في المجال الذي أحبته طيلة حياتها.
&