تظهر المشاورات الحكومية المستمرة على مدار الساعة بين الرئيس المكلف سعد الحريري وزعيم quot;التيار الوطني الحرquot; الجنرال ميشال عون بوساطة رئيس quot;تيار المردةquot; النائب سليمان فرنجية ان العقدة الاساس المتعلقة بوزارة الاتصالات في طريقها الى الحل بحسب المتابعين المتفائلين، علماً أن الأحداث كذبت هذا التفاؤل مراراً في السابق.
بيروت: في موازاة التفاؤل حول الحديث عن عقدة وزارة الإتصالات رأى الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، أن طلب الجنرال مبادلة حقيبة الاتصالات بحقيبة العدل، إلى جانب وزارة التربية، هو طلب غير قابل للإستجابة في ظل القضية الاساس لآل الحريري وهي المحكمة الدولية، إضافة الى عدم استعداد مسيحيي الاكثرية وفي مقدمهم حزب quot;القوات اللبنانية للتخلي عن حقيبة العدل وتمسك رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط بوزارة الأشغال العامة التي يقبل بها عون بدل العدل مع وزارة التربية.
كل هذه المعطيات دفعت الحريري الابن إلى إعادة حقيبة الإتصالات إلى جعبة quot;التيار الوطني الحرquot;، ولكن تحت نظرية اللا غالب واللامغلوب بعدما تنازل عن مبدأ عدم توزير الخاسرين في الإنتخابات، أي ألا يبقى صهر الجنرال عون الوزير جبران باسيل في هذه الوزارة ، وترسو على النائب فرنجية كحل وسط.
ويشير عضو quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; النائب زياد اسود في حديث إلى quot;إيلافquot; الى أن التعجيل في تشكيل الحكومة يرتبط بمدى الرهان على التوازنات ومبدأ الحق في الشراكة الذي يجب ان ينتهجه الطرف الاخرquot;. اما حصر بعضهم عملية التأليف بمهل محددة قصيرة والتهويل بالويل والثبور اذا ما تأخرت أكثر، فيرى اسود أنه تصرف quot;لا يخدم التأليف. ولم نسمع هذه اللهجة سوى من النائب ميشال المر، وهو غير معني اصلاً بالأمر، فلا الرئيس المكلّف الحريري ولا الجنرال عون أو النائب جنبلاط أو الرئيس نبيه بري تحدثوا عن مهل لتأليف الحكومةquot;.
ويؤكد نائب جزين انه quot; ليس متشائماًquot; بقرب التأليف، ولكنه في الوقت نفسه quot;ليس متفاؤلاً رغم ان الاتصالات لا تزال قائمة ولم تنقطعquot; بين الحريري الجنرال عون ، والحوار دخل مرحلة جدية وحاسمة بين الطرفينquot;.
وعن إعلان عضو تكتل quot;لبنان اولاًquot; النائب عقاب صقر أن الحريري لا ينوي أبداً تثبيت القديم في قدمه اي بقاء وزارة الاتصالات مع quot;التيار العونيquot;، يعلق اسود: quot; اعتقد ان النائب صقر ليس الناطق الرسمي باسم سعد الحريري واظن انه غير مطلع كفاية على المفاوضات، فلدى التيار الوطني الحر ثوابت لا يمكن تجاوزها أو تخطيها او التنازل عنها، ان في اختياره حقائبه او الاسماء الموكلة بهذه الحقائب. اما المداورة فهي لم تعد مطروحة الآن وهم اصلاً أرادوها من طرف واحدquot;.
ويشدد عضو quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; على ان quot;الجنرال عون ابلغ الرئيس المكلّف ان كل وزارة يجري التنازل عنها تقابلها وزارة على المستوى ذاتهquot;، ومع هذا يبدي عون بحسب اسود quot; استعداده لمناقشة اي صيغة تعطيه حقه وحجمه التمثيلي وهو يشجع جميع المحاولات لتقريب وجهات النظر ، خاصة تلك التي يتكفل بها الرئيس نبيه بري بعدما دخل على خط التأليف وكذلك بالنسبة الى النائب فرنجية الذي يحاول بعد تنازله عن حقيبة وزارية ان يسهل مسار التشكيلquot;.
وفي حين لا يظهر الجنرال عون اي حماسة للقاء الرئيس المكلف بعد خمسة لقاءات متواصلة معه، لم تستطع تحقيق ادنى خرق في الازمة، تقتصر الاتصالات القائمة بينهما على لقاءات منذ أيام بين الوزير باسيل والسيد نادر الحريري، ويشدد اسود quot; على ان الجنرال لا يرغب في الاجتماع بالحريري إلا اذا عرض عليه شيئاً جديداً ومختلفاً عن اللقاءات السابقة، فالمسألة تخطت التقاط الصور، وبتنا أكثر حاجة الى افكار يقدمها الحريري غير التي عرضها علينا طيلة الاشهر الماضية علما ان الكثير منها لم يكن يحظى بموافقة حلفائهquot;.
التعليقات