تستمر الحرب الفلسطينية الاسرائيلية في غزة وارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين إلى 240، فيما نفت كل من حماس وتل أبيب التوصل لوقف إطلاق النار بدءا من صباح الجمعة.


إيلاف من بيروت: سقط المزيد من القتلى الفلسطينيين مع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة وانهيار جهود التهدئة بين حماس وإسرائيل.

وقتل ثلاثة فلسطينيين من عائلة واحدة مساء الخميس في قصف اسرائيلي مدفعي شرق حي الشجاعية شرق غزة، كما اعلن مصدر طبي.

وقال المصدر "ان ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة وصلوا الى مستشفى الشفاء في غزة بعد استشهادهم في قصف اسرائيلي مدفعي شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، ليرتفع عدد الشهداء الى 240 شهيدا منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة".

لا إتفاق لوقف النار

وفي وقت سابق، نفى المتحدث باسم حركة حماس في غزة سامي ابو زهري الخميس صحة الانباء التي تحدثت عن التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ابتداء من الجمعة.

وقال ابو زهري لوكالة الصحافة الفرنسية "الانباء التي تحدثت عن وجود اتفاق تهدئة غير صحيحة" مؤكدا بان الجهود مستمرة للتوصل الى تهدئة دون الادلاء بمزيد من التفاصيل. وانتهت في تمام& الساعة 15،00 بالتوقيت المحلي (12،00 تغ) هدنة انسانية من خمس ساعات اقرت الخميس بطلب من الامم المتحدة.

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤول اسرائيلي، اشترط عدم الكشف عن اسمه، قوله الخميس إن اسرائيل وحماس اتفقتا على وقف اطلاق النار، ابتداء من الساعة السادسة صباحا (الثالثة تغ) من يوم الجمعة.

من ناحيته، اكد ممثل لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود حاليا في القاهرة ان هنالك اتفاقا "مطروحا على الطاولة" مشيرا بانه لم يتم التوصل الى اتفاق بعد. وقال عضو المجلس الثوري في حركة فتح حازم ابو شنب "هناك امر مطروح على الطاولة ولكنه ليس نهائيا".

وكانت حماس رفضت الثلاثاء مبادرة مصرية لوقف اطلاق النار وافقت عليها اسرائيل. وقتل 231 قتيلا فلسطينيا حتى الان في العملية العسكرية الاسرائيلية ضد قطاع غزة.

بدوره، أكد وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أنّ ما نشر عن وقف إطلاق النار غدًا صباحًا بعيد عن الواقع. إذًا، الحرب الفلسطينية الاسرائيلية مستمرة في غزة، والأمل في وقف إطلاق النار، بعد& أنباء عن اتفاق اسرائيل وحماس يبدو بعيدًا.

جهود مصر مستمرة

وعلى المحور السياسي، وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء إن الولايات المتحدة تدعم جهود مصر للتوصل لهدنة.

وقال إن مسؤولين أميركيين سيستغلون كل مواردهم الدبلوماسية على مدى الساعات الأربع والعشرين المقبلة في مسعى للتوصل لاتفاق.

وكانت مصر اقترحت خطة لوقف دائم لإطلاق النار الثلاثاءـ وافقت عليها إسرائيل بينما رفضتها حماس، التي قالت إنه تم تجاهل شروطها.

وذكرت تقارير إسرائيلية أن مصر تواصل مساعيها للتوصل لهدنة، وأن مسؤولين إسرائيليين كبارا سيجرون محادثات في القاهرة الخميس بشأن وقف إطلاق النار. ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التعقيب على الأمر.

أردوغان: إسرائيل ترتكب "ابادة منظمة"

من جانبه، هاجم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مرة اخرى الخميس اسرائيل منددا بقصفها قطاع غزة واصفا هذا القصف بانه "محاولة ابادة منظمة" ضد الفلسطينيين.

وقال اردوغان في مؤتمر دولي لرجال دين مسلمين في اسطنبول "ليست المرة الاولى التي نواجه فيها مثل هذا الوضع. فمنذ 1948، وفي كل الايام وكل الاشهر وخصوصا خلال شهر رمضان المبارك، نشهد محاولة ابادة منظمة" من جانب اسرائيل.

البرلمان الاوروبي لوقف لاطلاق النار

إلى ذلك، دعا البرلمان الاوروبي الخميس الى "اتفاق على وقف لاطلاق النار" بين اسرائيل وحركة حماس، مشيرا الى ان لا شيء "يبرر شن هجمات تستهدف عمدا المدنيين الابرياء".

وفي قرار اتخذه خلال جلسة عامة في ستراسبورغ، دعا البرلمان "حماس والمجموعات المسلحة الاخرى" إلى أنّ "توقف على الفور" اطلاق الصواريخ على اسرائيل من قطاع غزة، كما طالب ايضا بوقف "اي عمل عسكري اسرائيلي ضد غزة".

وشدد النواب في قرارهم على ان "النزاع الجاري يتسبب في خسائر مأساوية في الارواح البشرية وفي آلام غير مقبولة للسكان المدنيين لدى الطرفين". ودعوا الى "الوقف الفوري لكل اعمال العنف التي تهدد حياة السكان المدنيين".

وفي بيان تلاه امام النواب، قال نائب وزير الخارجية الايطالي للشؤون الخارجية بنيديتو ديلا فيدوفا، الذي تحدث باسم وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون، ان من الضروري "اقناع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين باتخاذ القرارات الجريئة والشجاعة الضرورية لانهاء دوامة العنف الراهنة واستئناف المفاوضات".

واشنطن لمضاعفة الجهودها لحماية المدنيين

طلبت الولايات المتحدة الخميس من اسرائيل "مضاعفة جهودها لتفادي سقوط ضحايا مدنيين" في اليوم العاشر من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة الذي اوقع نحو 240 قتيلا فلسطينيا غالبيتهم الساحقة من المدنيين.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي غداة مقتل اربعة اطفال فلسطينيين اصيبوا بالغارات الجوية الاسرائيلية على احد شواطىء غزة "نرى ان بالامكان بذل المزيد من الجهود" لحماية المدنيين، في حين اودت عمليات القصف مجددا بحياة اطفال في غزة الخميس.

ووصفت المتحدثة صور الاطفال القتلى بانها "مريعة".

والاربعاء قتل اربعة اطفال جراء ضربات اسرائيلية على شاطىء غزة، والخميس سقط ثلاثة اطفال من عائلة واحدة اثناء غارة اسرائيلية على وسط مدينة غزة. وقتل طفل رابع في هجوم منفصل.

واعلنت جينيفر بساكي ان "الحدث الماسوي يشير بوضوح الى انه يتعين على اسرائيل اتخاذ كافة الاجراءات الممكنة لحماية المدنيين وتجنب قتلهم".

ودعت المسؤولة الاميركية ايضا مرة اخرى حركة حماس الى وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل.

ومنذ بداية هجوم "الجرف الصامد" في الثامن من تموز/يوليو على غزة، قتل 240 فلسطينيا بحسب اجهزة الاسعاف الفلسطينية.

القاهرة: لو قبلت حماس بالتهدئة لانقذت عشرات الارواح

اعتبر سامح شكري وزير خارجية مصر مساء الخميس ان حركة حماس كان بوسعها انقاذ ارواح العشرات من سكان غزة لو انها قبلت بوقف اطلاق النار الذي اقترحته مصر ووافقت عليه اسرائيل.

وقال شكري خلال مأدبة افطار اقامها لرؤساء تحرير الصحف ووكالة انباء الشرق الاوسط بمقر وزارة الخارجية "اذا كانت حماس قبلت المبادرة المصرية لكان تم انقاذ ارواح اربعين فلسطينيا على الاقل"، كما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط.

واتهم وزير الخارجية "محور حماس- قطر- تركيا بمحاولة افشال الدور المصري الذي يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامي لتفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة، مستشهدا على ذلك بما يحدث في ليبيا والعراق وسوريا والسودان"، وفق ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط.

وأضاف شكري أن "هذا المحور يستهدف أن ينزع عن مصر وضعها كطرف فاعل قادر على التأثير على الموقف الاسرائيلي الذي يدرك جيدا دور مصر وأهمية دورها بالمنطقة".

وردا على سؤال حول علاقة مصر بحركة حماس قال وزير الخارجية المصري ان "بها قدرا عاليا من التوتر والصعوبة نتيجة التوجه العقائدي لحماس"، وقال "المشكلة إن سياسة حماس ترتبط بفكر عقائدي يجعل نقطة الاتصال والتلاقي مع مصر شبه مستحيلة".

ولكنه تدارك "ومع ذلك فإن مصر تتعامل مع حماس في إطار حماية المصالح الفلسطينية وفي إطار يصب أيضا في مصلحة مصر مع الاخذ في الاعتبار أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن لمصر أن تقبلها أو تقبل بتجاوزها".

وبعد اطاحة الاخوان المسلمين من السلطة العام الماضي، عملت حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على عزل حماس وهي حليف وثيق للاخوان في قطاع غزة المحاصر.

وسبق ان قام الجيش المصري بتدمير معظم انفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة التي كانت توفر لحركة حماس موارد مالية واسلحة واتهم الفلسطينيين بانهم يساعدون المجموعات المسلحة في شمال سيناء.

وعندما اندلع النزاع بين حماس واسرائيل الاسبوع الماضي، اعدت مصر -وهي وسيط تقليدي في مثل هذه النزاعات- مبادرة لوقف اطلاق النار ايدتها اسرائيل على وجه السرعة وكذلك الدول العربية والولايات المتحدة ولكن حماس رفضتها.

ودعت المبادرة المصرية الى وقف فوري "للاعمال العدائية" على ان يتلوه "فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض".

ولكن حماس رفضت اي وقف لاطلاق النار ما لم توافق مصر واسرائيل على مناقشة شروطه اولا. وتطلب الحركة رفع الحصار الاسرائيلي على غزة وفتح معبر رفح بين مصر والقطاع واطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين الذين اعادت اسرائيل توقيفهم بعد الافراج عنهم في اطار صفقة مبادلة الجندي الاسرائيلي المخطوف جلعاد شاليط في العام 2011.

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الخميس في القاهرة لبحث وقف اطلاق النار في حين اعلن الجيش الاسرائيلي بدء هجومه البري على غزة.

واتفق السيسي وعباس على عقد مؤتمر للمانحين لاعادة بناء غزة، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.