في مواجهة تشبث رئيس الوزراء العراقي بمنصبه دق المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني آخر إسفين في الولاية الثالثة التي يتطلع اليها المالكي حيث اعتبر& تشبثه بها خطأ فظيعا وأكد ضرورة تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع وقادرة على حل أزمات البلاد المستعصية.

لندن: خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) وجه الخطيب عبد المهدي الكربلائي معتمد مرجعية المرجع الشيعي الاعلى في العراق اليوم انتقادات لاستمرار السياسة في التنازع والاختلاف على منصب رئيس الحكومة الجديدة معتبرًا أنّ "الاصرار على التشبث بالمنصب يمثل خطأ فظيعا يجب أن يتجنبه من يشعر بالمسؤولية أمام شعبه" في إشارة إلى إصرار رئيس الحكومة نوري المالكي على الحصول على ولاية ثالثة في منصبه الحالي.

وكان المالكي هدد الاربعاء الماضي بأن "أبواب جهنم ستفتح على العراق" في حال عدم تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة. وقال في إشارة إلى رافضي ولايته الثالثة "عليهم القبول بمرشح الكتلة الأكبر مهما كان يمثل بالنسبة للآخرين". وأكد تمسكه بـما اسماه "حقه الدستوري" في منصب رئاسة الحكومة الجديدة باعتبار كتلته الأكبر برلمانياً.

وجاء تهديد المالكي هذا ردا على تصريحات أطلقها قادة في التحالف الشيعي حول استحالة منحه ولاية ثالثة على رأس الحكومة الجديدة التي يعول عليها العراقيون لإيجاد حلول سريعة للمشاكل الأمنية والسياسية التي تتخبط فيها البلاد.&

وشدد الكربلائي على "ان الاصرار على التشبث بالمواقع والمناصب خطأ فظيع "مؤكداً ضرورة ان تنال الحكومة المقبلة مقبولية واسعة داعياً جميع المرشحين للمنصب إلى "ان ينظروا إلى الله تعالى ليتنازلوا إلى من يمتلك المقبولية والاكفأ بينهم". وحذر من أن "الإصرار على التشبث بالمواقع والمناصب خطأ فظيع يجب ان يتجنبه اي سياسي حتى لو كان لديه قدر ضئيل من المسؤولية".
&
وشدد الكربلائي على "ضرورة ان تحظى الحكومة المقبلة بقبول وطني واسع" مناشدًا جميع المرشحين لان "ينظروا إلى مصلحة الشعب ويفسحوا المجال لمن هو الأكفأ والاقدر على جمع الكلمة والعمل مع القيادات السياسية على حل ازمات البلد المستعصية".

وأشار إلى "ان النزاعات والاختلافات والتناحر الذي لا اساس له غير المصالح الشخصية والطائفية قد تسبب بايذاء الجميع".. وقال إن الاوان قد حان لان ينتبه الجميع إلى ضرورة توحيد القوى السياسية والعمل وفق رؤية موحدة لادارة البلد رغم اختلاف طوائفها ودياناتها كشرط اساسي للعبور بالعراق إلى بر الامان.

جرائم داعش تستهدف جميع مكونات العراق

ومن جهة اخرى دعا الكربلائي إلى ضرورة التحرك الدبلوماسي تجاه دول العالم لوضعهم امام الصورة المأسوية لجرائم ارهابيي داعش فضلاً عن تلك الدول المؤثرة وليكون لهم دور في مساعدة العراق ضد تلك التهديدات.

وقال إن الأيام القليلة الماضية شهدت تمدد ارهابيي داعش إلى مناطق اخرى من نينوى والتي أغلب سكانها من الايزيدين والمسيحيين والشبك فسبوا النساء وقتلوا الرجال وبعضهم ما زالوا في الجبال يعانون. وحذر من ان "العصابات الارهابية تستهدف جميع ابناء الشعب العراقي ولا تقف عند طائفة واحدة ولا يتوهم البعض انه سيكون بمنأى عن اعتداءاتها ولكن على مراحل وثبت هذا عند تمددهم إلى مناطق قريبة من اربيل عاصمة اقليم كردستان.

واضاف الكربلائي قائلا "في الوقت الذي ندين ونشجب فيه بأشد العبارات كل ما ارتكبته عصابة داعش من اعمال إرهابية من قتل وسلب وتهجير وترويع بحق المواطنين العراقيين ولا سيما من الأقليات& فإننا نؤكد ان هذه العصابة الإرهابية تستهدف محافظات ومدن العراق وجميع مكونات الشعب العراقي واديانه ومذاهبه ولا يتوقفون عن طائفة معينة فلا يتصور البعض بانهم سيكونون بمنأى عن اعتداءات داعش وتجاوزاته".

وقال إنه لا يكفي مجرد بيانات الادانة والمواساة لمواطني هذه المناطق المنكوبة او ارسال بعض المساعدات الانسانية بل يجب بالتعاون مع الحكومة العراقية وضع خطط محكمة لمقابلة الارهابيين و القضاء عليهم قبل ان تتوسع جرائمهم وتنال ابرياء آخرين.

وطالب الكربلائي في الختام الدبلوماسية العراقية بالتحرك بفاعلية وجدية نحو المنظمات الدولية وشعوب العالم "لوضعهم امام الصورة المأسوية لجرائم هؤلاء الارهابيين والضغط على الدول التي يمكن ان يكون لها دور مؤثر من اجل اتخاذ موقف مساند وعملي للشعب العراقي حتى يتمكن من ايقاف زحف هذه العصابات" كما قال.&