اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأكراد وشركاء في العملية السياسية ودولًا خارجية بالتآمر على العراق ومحاولة تمزيقه وأكد أنّه لن يسكت عن احتضان أربيل عتاة البعثيين والإرهابيين وشدد على أنّ القوات العراقية قد استعادت قوتها وبدأت عمليات تحرير جميع المناطق التي سيطر عليها المسلحون ولن تتوقف حتى تنجز مهمتها بالكامل.
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمته الاسبوعية إلى العراقيين الاربعاء وتابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية ان وحدة العراق وسيادته لا يمكن التفريط بهما موضحا ان ما حصل من انتكاسة في الموصل قد حفز الوعي الوطني وساعد على إفاقة من لم يفيقوا على حجم المؤامرة التي تحاك ضد العراق داخليا وخارجيا من قبل بعثيين وطائفيين وعنصريين وإرهابيين.
وقال إن ما حصل يستدعي موقفا وطنيا حازما لإعادة الاوضاع إلى طبيعتها مهما كبرت التضحيات وكذلك استعادة الوحدة الوطنية التي عرضها بعض الشركاء للخطر من خلال ممارسات لا تمت للدستور ولا للتعايش الوطني بصلة بحسب قوله.&
خدعة داخلية ومؤامرة خارجية
وأشار المالكي إلى أنّه لم يعد هناك شئ مخفي على العراقيين حول من تآمر وتواطأ وأجبن وتخاذل والاطراف التي اشتركت في الخدعة والمؤامرة كما استطاعوا ان يشخصوا اطراف هذه المؤامرة في الداخل والخارج. وشدد على ضرورة استعادة الوعي لتجاوز ما حصل من من انتكاسة عسكرية وخطر وخلل يهدد العراق.
وشدد على ان الجيش العراقي قد استعاد زمام المبادرة وكان اول جيش يستعيد قواه وزخمه بهذه السرعة ويحول المعركة من صد الهجوم البربري لداعش إلى عملية تقدم لتطهير جميع المناطق التي سيطر عليها هذا التنظيم. وأشار إلى أنّ المحافظات تطهر الآن واحدة تلو الاخرى ولن يقف الجيش الا في آخر نقطة يتم تطهيرها من دنس هؤلاء في نينوى وصلاح الدين والانبار وديالى.
وأضاف أنّ الجيش يقاتل الآن بزخم بعد أن أدرك من هو العدو في الداخل والخارج كما كان رد الشعب قويا من خلال عمليات التطوع والمواجهة لتعويض الخلل الذي حصل في الاجهزة الأمنية.
اتهامات للشركاء
واتهم من وصفهم ببعض الشركاء في الضلوع في المؤامرة حتى النخاع.. وخاطبهم قائلا "كفوا عن تدمير العراق وتقسيمه في مخالفة للدستور وللوحدة الوطنية وتطلعات الشعب وادركوا ان شعارات الطائفية التي تتاجرون بها طويلا قد افتضحت اهدافها وان العراقيين قد عرفوا من يقف خلف داعش من الدول والكيانات التي تسعى لتمزيق العراق".
وأشاد بالموقف الدولي والعربي لدعم العراق في مواجهة الإرهاب مستدركا بالقول "إلا ما ندر من دول الشر والعدوان والطائفية التي وقفت إلى جانب الإرهاب في العراق وسوريا واليمن وليبيا ودول اخرى مرشحة لتكون ساحات اضطراب جديدة".
وأضاف المالكي ان جرائم داعش وقتلها للابرياء وتهديمها الممتلكات وانتهاكها الاعراض لم تحرك مشاعر عراقيين في الداخل والخارج ودول تقدم الدعم المالي والعسكري للإرهابيين.. وشدد بالقول "نملك موقفا سياسيا ودوليا وشعبيا وتسليحيا سيمكننا من اسقاط مشاريع التقسيم التي تستهدف العراق".
اتهام أربيل باحتضان الإرهابيين والبعثيين
وشدد المالكي بالقول إنه لن يسكت او يرضى على ان تكون أربيل (عاصمة اقليم كردستان) مقرًا للقاعدة والبعث وداعش وقال إن "من يتحدث عن الشراكة عليه ان يوقف هؤلاء من عتاة البعثيين والتكفيريين والإرهابيين.. اعطونا مصداقا لموقف وطني لهذه الشراكة لانكم ستخسرون قضيتكم لانكم لم تقدموا نموذجا للشراكة بعد ان ركبت داعش والقاعدة على ظهوركم ونفذوا جرائمهم من على ظهوركم فأصبحتم تنفذون عمليات قتل لداعش وغدوتم اذلاء لهذه الجماعات الإرهابية وغدوتم ادوات في عتلة الإرهاب والجريمة".
وأشار إلى أنّ من يتحدث بشكل يفرق بين شيعي وسني وكردي هو متآمر.. وقال "علينا ان نتعايش على اساس الانتماء الوطني بعيدا عن محاولات تمزيق العراق".. وشدد في الختام "أقول للشعب العراقي اننا سنمضي لانتزاع كل شبر يوجد فيه للعصابات المجرمة موطئ قدم".
وكانت قوى عشائرية عراقية يقاتل بعضها قوات الحكومة العراقية الاثنين الماضي طالب&بتنحي المالكي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لاحتواء الازمة الأمنية المتفاقمة في العراق وهددت& بمواصلة القتال ضد الحكومة والوصول إلى بغداد خلال أيام إذا لم يستجب المالكي لمطالبهم.
وجاءت هذه المطالب في مؤتمر صحافي في أعقاب اجتماع عقد في أربيل ضم كلًا من علي حاتم السلمان امير عشائر الدليم ورئيس مجلس ثوار الانبار وأحمد الدباش المتحدث باسم الجيش الاسلامي في العراق وعبد الرزاق الشمري مسؤول العلاقات في الحراك الشعبي في العراق وناجح ميزان من كتلة الكرامة.
وطالبت هذه الأطراف بتنحي المالكي وتشكيل حكومة انقاذ مؤقتة من شخصيات عراقية مستقلة. وحذروا النواب الفائزين في الانتخابات الاخيرة التي قالوا إنها مزورة من الذهاب إلى البرلمان والتفاوض لتشكيل ما يسمى حكومة الوحدة الوطنية، معتبرين أن ذلك "خيانة للثورة والثوار".
وكان مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق قد حذر امس من ان تمسك المالكي بولاية ثالثة سيدفع بالعراق إلى مزيدٍ من الفوضى والتشتت والانزلاق إلى منحدر لا قرار له وقال إن ولايتي المالكي السابقتين كانتا مشؤومتين وان ولايته الثالثة ستجر الكوارث على العراق.
ودعا إلى وضع آليات تحول دون الانفراد بالسلطة أو حرفها نحو التسلط والدكتاتورية وإخراج العملية السياسية من مجرى التحاصص الطائفي واثارة النعرات المذهبية الذميمة وتعبئتها وتحويل ولاءاتها فوق اعتبارات الانحياز الوطني وقيم المواطنة الحرة.
التعليقات