تبنى كل من الحوثيين وتنظيم "داعش"، الهجمات الارهابية في عدن التي جدّت الثلاثاء، لكن محللين يقولون إنّ المخلوع صالح بدأ باستخدام الورقة الطائفية كآخر الأوراق في جعبته لاستكمال تدمير البلاد.


جمال شنيتر: تبنت جماعة الحوثي المسلحة، وما يسمى "تنظيم الدولة الإسلامية" الثلاثاء المسؤولية عن استهداف فندق تقيم به الحكومة اليمنية، وقاعدة عسكرية لقوات التحالف العربي، في مدينة عدن.

ونشر تنظيم الدولة الاسلامية صورا لأربعة أشخاص قال إنهم منفذي العمليات الانتحارية التي استهدفت مقر الحكومة اليمنية بعدن ومقر الادارة الاماراتية والهلال الأحمر الاماراتي.

وقال التنظيم ان الانتحاريين هم ابو سعد العدني وابو محمد السهلي واوس العدني وابو حمزة الصنعاني.

وفيما أعلن القيادي في جماعة الحوثي "محمد مفتاح" مسؤولية جماعته عن استهداف مقر الحكومة، تبنى "تنظيم الدولة الإسلامية" مسؤوليته هو الآخر.

وقال بيان نشره حساب لتنظيم داعش على "تويتر"، "استهدفت 4 عمليات تجمعاً لضباط سعوديين وإماراتيين ويمنيين، حيث كانت العملية الأولى على فندق القصر (مقر الحكومة) بشاحنة مفخخة فيما اتجهت سيارة أخرى نوع "همر" مفخخة لدك مقر الحكومة".

وأضاف التنظيم أن "العملية الثانية نفذها "استشهادي" بمدرعة مفخخة، اقتحم بها مقر العمليات المركزية للقوات السعودية والإماراتية، فيما انطلق آخر بمدرعة مفخخة ليفجر مقر الإدارة المركزية الإماراتية”.

وحذر محمد منصور احد قادة المقاومة الشعبية في عدن من بروز نشاط عسكري لتنظيم داعش في مدينة عدن خاصة واليمن عامة.

وقال منصور لـ"إيلاف": "عملية اليوم خطيرة للغاية، فالنتيجة النهائية ان داعش هي التي نفذت، وهذا شي مقلق لأمن واستقرار مدينة عدن، وعلى المقاومة الشعبية ان تعيد انتشارها على المستوى الامني والاستخباري".

ودعا منصور الحكومة الشرعية اليمنية الى ضرورة الاسراع في ترتيب الجانب الامني في عدن خاصة والجنوب عامة، محذرا من ان ظهور داعش يهدد عمليات التحالف العربي والجيش الوطني لتحرير بقية مناطق اليمن الواقعة تحت قبضة المليشيات الانقلابية.

الورقة الطائفية

قبل أسابيع، نشرت وسائل اعلام يمنية معلومات تفيد بأن صالح بدأ باستخدام الورقة الطائفية كآخر الأوراق في جعبته لاستكمال تدمير البلاد التي لفظته وأسقطته من السلطة بعد 33 عاما من الحكم.

وتفيد تلك المعلومات أن الرجل بدء بتوجيه قيادات عسكرية لها علاقة تواصل وعمل مع تنظيم القاعدة، بعضها ذات ولاء مزدوج له وللتنظيم، للعمل كنواة لتأسيس ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" في اليمن، أو "داعش" اليمن.

بدأ تنفيذ المخطط على ما يبدو بالعاصمة صنعاء، حيث نفذت عدة عمليات تفجير بسيارات مفخخة على مساجد محسوبة على الحوثيين، في الوقت الذي كانت السياسة قد وضعت تحالف الحوثي وصالح في زاوية ضيقة جدا.

وسرعان ما كانت حسابات إلكترونية على "تويتر" تقوم بتبني تلك العمليات باسم "داعش&
&
داعش يعرقل تحرير اليمن

يقول المحلل السياسي اليمني الخضر صالح ان هناك قوتين "جهاديتين" كبيرتين الان تنتشر في عدة مناطق يمنية وخاصة حضرموت وشبوة وابين والبيضاء، وهما تنظيم الدولة الاسلامية – داعش – وتنظيم القاعدة.

ويضيف لـ"إيلاف": "منذ نحو عشر سنوات ظهرت القاعدة كجماعة مسلحة، وقامت بعدة عمليات اغتيالات وتفجيرات وهي دخيلة على الشعب اليمني المسالم، غير ان التغيير الكبير الذي حدث، هو ظهور داعش الذي بداء منذ نحو عامين".

ويشير صالح الى ان هناك تباينات وخلافات عميقة بين داعش والقاعدة في اليمن، ربما تؤدي الى الاقتتال بينهما مستقبلا.

ويؤكد نفس المحلل السياسي أنّ خطورة انتشار جماعة داعش تأتي في ظل حرب يشنها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية باسناد من التحالف العربي، موضحا ان مثل هذه الاعمال تهدف الى عرقلة عملية تحرير المناطق اليمنية الواقعة تحت حكم المتمردين.

وتشير دراسات وتقارير غربية عدة الى أن تنظيم داعش الآن في مرحلة إنهاك العدو وينتظر الفرصة لكسر شوكته وفرض سلطانه في المناطق المتواجد فيها.&

ويسعى التنظيم إلى إطالة أمد الحرب واجتناب الصراع والحرب مع أنصار الشريعة، التي& سحب منها بساط تصدر المشهد اليمني حتى غدت أخبار العمليات التي يقوم بها تنظيم القاعدة في اليمن شاذة أمام ما يقوم به داعش؛ وهو ما قد يعجل بأفول نجم "قاعدة اليمن" وانصهارها التام ومبايعتها لداعش، خاصة بعد الضربات الموجعة التي راح ضحيتها أغلب قيادييها الرافضين لتمدد تنظيم الدولة الإسلامية إلى اليمن.