تتواصل المواجهات بين الجيش المصري والتنظيمات الإرهابية في سيناء، وبعد تبني تنظيم أنصار بيت المقدس هجمات أسفرت عن مقتل مجموعة من العسكريين أخيرًا، أعلن الجيش عن مقتل 29 ممن وصفهم بـ"العناصر الإرهابية"، واعتقال نحو 32 آخرين، وتدمير مقار لهم، وبنية تحتية تستخدم في الأعمال الإرهابية، ومنها الأنفاق أو ورش تصنيع الأسلحة والمتفجرات.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العميد محمد سمير، إن الجيش نجح في قتل 29 من "العناصر الإرهابية في سيناء"، واعتقال عشرات آخرين، وتدمير أنفاق ومقار وورش تصنيع المتفجرات في شمال سيناء، خلال الفترة من 5 إلى 8 أبريل/ نيسان الجاري، وذلك ضمن مداهمات شنتها في نطاق ثلاث مدن في شمال سيناء، هي العريش والشيخ زويد ورفح.

وأوضح أن القوات المسلحة المصرية& نفذت العديد من المداهمات في نطاق مركز ومدينة العريش، وتمكنت من قتل "11 فردًا إرهابيًا بنيران القوات أثناء إجتماعهم في إحدى مقارهم في منطقة (الكوزة) مما أسفر عن مقتل كل العناصر الإرهابية وتدمير المقر بالكامل"، مشيراً إلى أن القوات ضبطت سبعة من المشتبهم فيهم في العملية نفسها.

ولفت إلى أن القوات استطاعت تدمير "عربة فيرنا، وسبع دراجات بخارية، بدون لوحات معدنية وتستخدم فى تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية".

وأضاف أن العمليات تواصلت أيضاً في نطاق مركز ومدينة الشيخ زويد، وتم "إستهداف عدد من المقار الخاصة بالعناصر الإرهابية في مناطق (التومة) و(اللفتات) و(القواديس) بعد ورود معلومات إستخبارية مؤكدة عن تجمع عدد من العناصر الإرهابية بداخلها ، مما أسفر عن مقتل 18 فردًا إرهابيًا وتدمير المقار بالكامل، وضبط فرد مطلوب أمنياً و6 آخرين من المشتبه فيهم، وتدمير 52 مقرًا ومنطقة تجمع واختباء خاصة بالعناصر الإرهابية".

وأفاد بأن الجيش دمر ست سيارات و87 دراجة بخارية، بدون لوحات معدنية وتستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية. وفي مجال تدمير البنية التحتية للجماعات الإرهابية في سيناء، قال المتحدث العسكري المصري، إن القوات تمكنت من "ضبط وإحراز عشرة شيكارات "أجولة" من مادة الـ C4 شديدة الإنفجار داخل مدرسة قرية اللفتات"، مضيفاً أنه تم "ضبط وتدمير ورشة لتصنيع العبوات الناسفة وتدريع العربات المفخخة داخل الوحدة الصحية في قرية اللفتات، وعثر فيها على الآتي: عدد (7) عبوة ناسفة معبأة بالمسامير والصواميل الحديدية لإحداث أكبر قدر من الخسائر في صفوف القوات - عدد (12) إسطوانة صاروخ - عدد (2) أنبوبة بوتاغاز - عدد (3) كوريك رفع عربات ثقيلة - عدد (15) تجهيزة حديد لتصنيع العبوات الناسفة - عدد (4) بلانكو رفع بجنزير - عدد (2) طلمبة كبس / ضغط - عدد (20) خوصة حديد - عدد ( 6) لوح حديد صلب مقاس (1.5x2) م يستخدم في تدريع العربات المفخخة - عدد (100) مقذوف مدفعية - عدد (11) خزنة بندقية آلية - قنبلة دفاعية F1- ملابس عسكرية، وتم تدمير لغم مضاد للدبابات داخل إحدى مزارع العناصر الإرهابية. وتفجير عدد (7) عبوة ناسفة عن بعد، تم زرعها بوساطة العناصر الإرهابية في منطقة اللفتات لإستهداف القوات أثناء إدارة أعمال القتال".

وبسبب الملاحقات العسكرية المستمرة للإرهابيين، لجأوا إلى حفر أنفاق وخنادق في جبال سيناء، إلا أن القوات المصرية استطاعت "تدمير ثماني مناطق هروب خاصة بالعناصر الإرهابية عبارة عن عدد من مواسير الصرف الصحي القديم وغير المستخدم بقطر 1.2 متر وطول 3 امتار جنوب مطار الجورة. وتدمير نفق لإختباء الأفراد بعمق 2.5 م تحت سطح الأرض مبطن بالخشب وبطول 130م وفي نهايته حجرة لإختباء الأفراد في منطقة اللفتات. إضافة إلى تدمير مخزن أدوية ومعدات طبية خاصة بالعناصر الإرهابية في منطقة اللفتات.

لم تقتصر المداهمات على العريش والشيخ زويد فقط، بل امتدت إلى مركز ومدينة رفح، وقال المتحدث العسكري، إن القوات "ضبطت 18 مشتبها فيه، ودمرت 15 مقرًا ومنطقة تجمع خاصة بالعناصر الإرهابية، فضلاً عن ضبط وتدمير سيارة وأربع دراجات بخارية، بدون لوحات معدنية وتستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية". على حد تعبير المتحدث العسكري المصري.

ووفقاً لتقرير مرصد مكافحة العنف والإرهاب، التابع للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، فإن "مجموعة من التكفيريين قصفوا عددًا من المناطق السكنية بقذائف الهاون، وذلك خلال مواجهات مع قوات الأمن في قرية الزهيري في منطقة الشيخ زويد شمال سيناء، وذلك أمس الأربعاء 8 نيسان/أبريل الجاري".

وأضاف أن "قصف المجموعات التكفيرية أدى إلى سقوط ضحايا ومصابين بين المدنيين في هذه المنطقة، حيث أسفر الحادث عن 21 قتيلاً من بينهم أطفال، ونقل 6 مصابين إلى مستشفى العريش العام، وهم خضرة صابر سالم، وعمرها 45 سنة، أصيبت بكسر بالساعد الأيسر، ورشا سعيد عودة، وعمرها 35 سنة، أصيبت بكسر بالساق اليسرى، وصديق عايش سالم وعمره 12 سنة، أصيب بكسر بالعمود الفقري، وأحمد فالح سلامة وعمره 30 سنة، أصيب بانفجار بالبطن وتهتك بالأمعاء، رشا فالح سلامة وعمرها 11 سنة، أصيبت بكسر بعظام الجبهة، وعدي ياسر سليمان وعمره 5 سنوات، أصيب بجروح وتهتكات باليد والبطن.

ولفت المرصد الى &أن الجماعات التكفيرية فجرت عبوة ناسفة استهدفت احدى مدرعات دورية أثناء تفقدها الحالة الأمنية بالطريق الدولي في مدينة العريش في شمال سيناء مما أسفر عن مقتل المقدم محمد السيد عبدالعظيم أحمد، والملازم أول مؤمن عادل عبدالمجيد، وإصابة 3 مجندين من قوات أمن شمال سيناء.

ودعت& المنظمة إلى "وضع استراتيجية فعالة لمقاومة الإرهاب والتطرف بالإجهاض المبكر لكل تحركات عناصر الإرهاب الغادر والغاشم شريطة التوافق مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان".

وقال حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة، إن عمليات العنف والإرهاب تمثل تهديداً لمنظومة حقوق الإنسان، وعلى رأسها الحق في الحياة للأبرياء، الذين يتم إغتيالهم ظلماً وعدواناً، ودعا إلى سرعة ملاحقة هؤلاء الجناة، وتقديمهم إلى العدالة الناجزة.

وأضاف أن الإرهاب يسعى إلى إشاعة الفوضى وزعزعة الإستقرار في مصر، مشيراً إلى أنه لا علاقة له بأي حضارة أو ثقافة، ولا يعكس التعاليم السمحة لأي من الأديان التي تدعو إلى التسامح والسلام بين البشر.


&