لا شك في أن صعود دونالد ترامب فاجأ الجميع، حتى الجمهوريين أنفسهم، فمن من المرشحين الآخرين قادر على وقفه؟ سؤال تصعب الإجابة عنه.
إعداد عبد الاله مجيد: يقترب السباق على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية من نهايته بانطلاق الانتخابات التمهيدية في ولاية آيوا بعد أسابيع قليلة. وما زال في الحلبة 12 مرشحًا هذه فرصهم في الفوز.
جيم غيلمور وريك سانتورم ومايك هاكابي
لم يشغل حاكم فرجينيا السابق غيلمور منصبًا عامًا منذ فترة طويلة، ولم يلمع نجمه منذ أعلن ترشيحه. واخفق سانتورم وهاكابي، اللذان فازا سابقًا في انتخابات آيوا التمهيدية، في استعادة ذلك السحر القديم خلال الحملة. وراهن الاثنان بكل ما لديهما على الفوز في آيوا، بالرغم من أن فرص فوزهما ضئيلة.
كارلي فيورينا
تبدو لحظة صعود فيورينا حين تصدرت الاستطلاعات بعد أدائها القوي في المناظرة الجمهورية الثانية، وكأنها لحظة جاءت واختفت منذ زمن طويل. ففي الأشهر الأربعة التي انقضت منذ ذلك الحين، تراجعت حظوظها باطراد في ما تلاقيه من صعوبة بالغة للبقاء في دائرة الضوء. وأمضت فيورينا وقتًا متساويًا تقريبًا في كل من ولايتي آيوا ونيو هامبشر، وما لم تحقق عودة متأخرة في أي منهما، فالأرجح أنها لن تستمر طويلًا في السباق بعد ذلك.
راند بول
مر وقت كان بول يعتبر بين المرشحين الأوائل. لكن تراجعه في الاستطلاعات الاولى على مستوى الولاية وضعته بين جوقة المرشحين الأضعف. واداؤه القوي في مناظرة كانون الأول (ديسمبر) في لاس فيغاس لم يفعل شيئًا يُذكر لتحسين حظوظه.
بين كارسون
ما زال جرّاح الأعصاب المتقاعد يتمتع بشعبية في الاستطلاعات، لكنه في تراجع مستمر. وبسبب التداعيات السياسية لاعتداءات باريس وعودته إلى التركيز على مهارات القيادة القوية والفطنة في السياسة الخارجية، يجد كارسون نفسه في موقف ضعيف الآن. وقدمت استقالات الكوادر العاملة في حملته بالجملة قبل السنة الجديدة سندًا آخر يؤيد الرأي القائل إن حملة كارسون سفينة تغرق.
جيب بوش
لدى بوش المال، لكن هل يستطيع أن يشتري به شعبية؟ بالرغم من أن حاكم فلوريدا السابق يبدو أقوى بعض الشيء في فعالياته الانتخابية، فإن هذا قد يكون قليلًا وبعد فوات الأوان في هذه المرحلة من الحملة. كانت انتخابات نيو هامبشر التمهيدية أنقذت حملة والده في عام 1988، وقد تكون الولاية فرصة جيب الأخيرة. وفي حين أن لديه البنية التحتية لمواصلة المعركة بعد ذلك، فالمرجح أن تكون القيادة التاريخية للحزب الجمهوري والمعتدلون قد عثروا في هذه الاثناء على مرشح آخر يلقون ثقلهم وراءه.
جون كايسك
وضع حاكم ولاية أوهايو كل بيضه في سلة نيو هامبشر، لكن بعد صعود شعبيته هناك في أوائل الخريف، تبين الاستطلاعات الآن أنه بمستوى واحد من الشعبية مع مرشحي القيادة التاريخية للحزب الجمهوري ببقاء شعبيته أقل من 10 في المئة. وإذا تمكن من تحقيق اختراق وهزم بوش وماركو روبيو وكريس كريستي فانه يمكن أن يستمر، وبخلافه يُسدل الستار على حملته.
كريس كريستي
موقع حاكم نيو جيرسي مماثل لموقع كايسك برهانه على انتخابات نيو هامبشر، لكن حظوظه تبدو أفضل لأنه يحقق تقدمًا مطردًا في الاستطلاعات، فيما تراوح شعبية حاكم اوهايو في مكانها. كما يتمتع كريستي بدعم مفاجئ من المؤسسة الرسمية في آيوا، بما في ذلك تأييد مستشارين كبار لحاكم الولاية تيري برانستاد. لكن هذا الدعم لم يُترجم زخمًا حتى الآن، بالرغم من أن كريستي بدأ يزيد الانفاق على حملته في الولاية.
ماركو روبيو
بعد أداء روبيو القوي في المناظرات الجمهورية ونشاطه المتصاعد بالتدريج في الحملة، توقع كثيرون أن يبرز بوصفه المرشح الذي يستطيع أن يتحدى دونالد ترامب والمرشحين الآخرين المتمردين على القيادة التاريخية للحزب الجمهوري. لكن هذا لم يحدث. فهو ما زال يتلكأ وراء ترامب وكروز في آيوا، وما زال مشتبكًا مع مرشحي التيار التقليدي الآخرين في ولاية نيو هامبشر. واطلقت لجنة العمل السياسي التي تدعم روبيو أخيرًا حملة اعلانية سلبية ضد كريستي في مؤشر غير متوقع إلى قلقه من مرشح المفترض أن يتمكن من التقدم بسهولة عليه الآن.
تيد كروز
يجد عضو مجلس الشيوخ من ولاية تكساس نفسه في موقع يُحسد عليه. فإذا تلاشت شعبية ترامب، سيرث جماهيره من المتذمرين. وإذا استمر ترامب في السباق يمكن أن يصبح كروز البديل الوحيد القادر على البقاء لدى القيادة التاريخية للحزب الجمهوري التي تشعر بالذعر من صعود ترامب. ليس هذا بالموقع الذي يستهان به بالنسبة إلى مرشح قالت "نيويورك تايمز" إن فرصه تتراوح بين ضئيلة ومعدومة، حين دخل حلبة السباق في آذار (مارس).
دونالد ترامب
دخلنا العام الجديد وما زال ترامب قويًا. وفي حين أن كروز يتقدم عليه في آيوا، فإن آفاق الملياردير العقاري تبدو مشرقة في نيو هامبشر. ويستدرج ترامب حشودًا ضخمة إلى اجتماعاته الانتخابية في انحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك في ولاية ساوث كارولاينا وغيرها من الولايات المهمة في الجنوب الاميركي.
ينفق ترامب الآن الملايين على الاعلانات التلفزيونية. ويبدو أنه سيواصل التنافس حتى النهاية، كما توقعت بي بي سي في استعراضها فرص المرشحين الجمهوريين.
التعليقات