ايلاف من لندن : رفض رئيس ائتلاف الوطنية العراقي اياد علاوي الاربعاء تدخل واشنطن وطهران في قضية الانتخابات المبكرة داعيا الى تركهما العراق لاهله ليقرروا مصيرهم معتبرا ان ظروف البلاد غير مهيئة لاجرائها.

وقال علاوي وهو رئيس الجبهة الوطنية المدنية (موج) بعد ايام من اعلانه مقاطعته للانتخابات المبكرة المقررة في العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل في تصريح صحافي تسلمت "ايلاف" نصه.. يبدو أن المشهد يتكرر"وأنا أعود بالذاكرة الحية لما توقعته في عام 2005 حينما طلبت مني جهات معروفة بأن أكون من ضمن إئتلافات وتحالفات طائفية لتقاسم النفوذ والسلطة فرفضت ذلك رفضاً قاطعاً في حينها، وتخليت عن أي منصب أكون فيه جزء ً من تحالف طائفي" حيث كان يتولة رئاسة اول حكومة تشكلت بعد الاطاحة بالنظام السابق عام 2003 .

معارك طائفية
وأضاف انه حذر آنذاك العراقيين بجميع أطيافهم من إنزلاق البلاد الى مشاحنات ٍ ومعتركات طائفية، ومحاصصة مقيتة تفتك به وهذا ما حصل بالفعل وجر البلاد الى خسائر بشرية ومادية لم يتعاف َ منها شعبنا الى وقتنا الخاضر .

وقال "اليوم للأسف الشديد نقولها بكل صدق ودراية عن أي إنتخابات يتحدثون وإلى أي أفق ضيق ومحدود يسيرون في ظل كل هذه الأوضاع المتدهورة والحالة المأساوية التي يعيشها أبناء شعبنا العراقي، الذي لا نعلم من الذي يقوده أو يصدر فيه الاوامر، هل هم قادة العراق الحقيقيون وشعبه الكريم أم جهات أخرى تريد به الشر والدمار".

اتهامات لا تليق برجال الدولة
واضاف إن الملاحظ والمتابع بعين العقل والدراية أن المعارك ستشتد والصراعات ستعلو وتائرها وتتنوع أشكالها بين هذا الطرف وذاك، ووتيرة المنافسة ستتصاعد وصولاً أو نزولا الى أدنى مستوى للمناكفات والمهازل وتبادل الاتهامات المشينة التي لا تليق برجال الدولة وساستها، يضاف لذلك فقدان التوازن وانعدام الثقة الذي ولد العزوف الكبير للشعب عن مشاركة الانتخابات وكأنه غير معني بها أو علمه المسبق بنتائجها المخيبة لآماله وطموحاته.

مصير أمة في مطابخ خارجية
وزاد علاوي انه "بحكم الناصح يتساءل أي إنتخابات تتحدث عنها الولايات المتحدة الاميركية او جمهورية إيران او غيرها وبأي حق يتدخلون أو يقررون تحديد مصير أمة وشعب من مطابخ سياسية تعمل من خارج الحدود وتضع مقاساتها التي لا تصلح لجزء بسيط من شعبنا او تنفع لجهة ما ولا تخدم او تلبي حاجة أصغر مواطن أو متظاهر أو ناشط يبحث عن مستقبل يصنعه رجال ونساء بلده.

وخاطب الدولتين بالقول "أتركوا العراق للعراقيين ولاِ تزيدوا في معاناته وجراحه وألمه فهو أفضل من يخطط ويقرر مصيره، واتقوا غضب الحليم فقد اقتربت ساعته وقد أعذر من أنذر وحفظ الله العراق وشعبه وخذل كل من أراد به سوءً أو سعى بتفرقته وسرقة خيراته ودماره".

وكان علاوي قد اعلن ومنبره السياسي في 28 من الشهر الماضي الانسحاب من الانتخابات البرلمانية المبكرة .. وقال نائبه وائل عبداللطيف في مؤتمر صحافي "ان المنبر يعلن موقفه الصادق والصريح بالانسحاب ومقاطعة الانتخابات" مبرراً ذلك بتوقعه "تضاؤل وتناقص نسب المشاركة الجماهيرية فيها".

تحذير من برلمان جديد غير كفوء
واعتبر السياسي العراقي أياد علاوي أن "العملية ستنتج دورة برلمانية غير كفوءة لتحمل الأعباء العظيمة وستنتج منها حكومة ضعيفة ومستضعفة مقرونة بالفساد والتزوير". كما دعا الأطراف والكتل والأحزاب السياسية كافة الى اتخاذ الموقف نفسه بمقاطعة الانتخابات.

وقبل ذلك أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجبهة الحوار الوطني التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء الاسبق صالح المطلك مقاطعتها للانتخابات اضافة الى الحزب الشيوعي العراقي وحوالي 14 تنظيما من القوى السياسية الاخرى.
وكان اجتماع للرئاسات العراقية الثلاث مع رؤساء قوى وأحزاب عقد في بغداد الاحد الماضي بدعوة من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد اكد الالتزام بالتزامهم بالتوقيتات الزمنية التي وضعت للعملية الانتخابية والالتزام بالمعايير والضوابط التي أُقرت لإنجاحها.

ودعا المجتمعون الحكومة إلى توفير كلّ مستلزمات الأمن الانتخابي، وكل الدعم إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات؛ لإنجاح العملية الانتخابية وضمان نزاهتها.

ودعا المجتمعون القوى السياسية التي أعلنت عدم المشاركة في العملية الانتخابية لأي سبب كان إلى العودة عن هذا القرار، والبدء بحوار صريح لتحصين العملية الانتخابية وحماية الديمقراطية في البلد.

وشدد المجتمعون على أن مشاركة كل الأطراف السياسية في العملية الانتخابية يمثل خياراً وطنياً سليماً ويحقق الغايات المرجوة لخدمة شعبنا، وتحقيق تطلعاته المشروعة.