واشنطن: استخدم الحوثيون صواريخ مختلفة وطائرات مسيرة إيرانية الصُنع، ضد أهداف عسكرية ومدنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأفادت معلومات استخباراتية جمعتها وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (دي آي إيه)، في تقرير نشرته بعنوان "إيران: تمكين هجمات الحوثيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، مقارنة بين صور متاحة لصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية، وتلك التي تعرضها وتستخدمها جماعة الحوثي في اليمن في مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر والبنية التحتية المدنية والموانئ في جميع أنحاء المنطقة.


مقارنة بين صور متاحة لاسلحة إيرانية، وأخرى تستخدمها جماعة الحوثي في اليمن

الدعم الإيراني مكّن الحوثيين
ويسلط التقرير الضوء على العلاقة المتطورة والمُعزَزة بين الحوثيين وإيران منذ عام 2014، مشيراً إلى أن "فيلق القدس"، التابع للحرس الثوري الإيراني، زوّد الحوثيين بترسانة متزايدة من الأسلحة المتطورة والتدريبات.
ووفقاً للتقرير، فإن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من شن مجموعة من الهجمات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، مما هدد حرية الملاحة والتجارة الدولية في أحد أهم الممرات المائية في العالم.

بايدن: جماعة إرهابية
وبعد أن شنّت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية عشرات الضربات الجوية على أهداف في أنحاء اليمن أثناء الليل، وصف الرئيس الأميركي جو بايدن، جماعة الحوثي اليمنية بأنها تنظيم إرهابي.
وقال بايدن إن واشنطن ستردّ على الحوثيين إذا واصلوا سلوكهم الذي وصفه بأنه مثير للغضب.
أضاف الرئيس الأميركي أنه لا يعتقد أن الضربات في اليمن أوقعت ضحايا مدنيين، معتبرا أن هذا الأمر يشكل دليلا إضافيا على نجاح الضربات.

ويعتمد الحوثيون في هجماتهم في البحر الأحمر، بشكل أساسي على صواريخ من فئات مختلفة، باليستية وكروز ومضادة للسفن، والطائرات المسيرة والزوارق المسيرة المفخخة، وبطبيعة الحال لا تخفى بصمة إيران على هذه الأسلحة، إما صناعةً أو إمداداً لحلفائها في اليمن.

هجمات متواصلة
ومنذ 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، يقولون إن ذلك يأتي دعماً لقطاع غزة، الذي يشهد حرباً إسرائيلية قتلت آلاف الفلسطينيين، منذ أكتوبر الماضي.
وشنت القوات الأميركية والبريطانيّة موجات ضربات عدة على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير، في حين ينفذ كذلك الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق.

وتقول واشنطن ولندن إن الضربات هدفها تقليص قدرات الحوثيين على تهديد حركة الملاحة. وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافاً مشروعة".
وتؤثر هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة نحو أسبوع.