إيلاف من لندن: تستغل حماس الضغط الأميركي غير المسبوق على إسرائيل لوقف الحرب وتفرض شروطها للتهدئة ولوضع صفقة تبادل للأسرى، وتحرج إسرائيل بفضل قيادة يحيى السنوار الحكيمة للمعركة ولمفاوضات التهدئة، إذ أنه يعي تماماَ أن التوصل لاتفاق تهدئة خلال شهر رمضان سيعيده إلى وسط الساحة الفلسطينية زعيماً سياسياً مؤثراً بالنسبة لمستقبل غزة كما للقضية الفلسطينية.

فهل يدخل السنوار التاريخ كرجل سياسي بامتياز بعد أن أثبت قدرة عسكرية لافتة؟ يرى مسؤول في حماس أن السنوار نجح حتى الآن بإدارة المعركة بحنكة وأظهر قدرات هائلة كونه يواجه أحد أقوى الجيوش في المنطقة التي تمتلك أحدث التقنيات والأسلحة.

وأشار المسؤول في حديث لـ"إيلاف" إلى أن الوقت الآن للدبلوماسية والحنكة السياسية، لافتاً إلى أن حماس بقيادة السنوار تدير مباحثات وقف النار وإطلاق سراح الأسرى بشكل مدروس، وما بقي هو إتمام بعض التفاصيل للتوصل إلى تهدئة خلال شهر رمضان يتحقق فيها وقف تام لإطلاق النار وتجميد الأعمال الحربية وتبادل الأسرى.

وتابع المسؤول قائلاً إن السنوار يريد أن يكون الخلف الملائم لمؤسس حماس أحمد ياسين وأن موافقته على الهدنة خلال رمضان ستمكنه من استعادة شعبيته في القطاع من خلال منح الناس الفرصة للتزود بالطعام والاحتياجات، لافتاً إلى أن السنوار يخطط كذلك لإقامة الخيم الرمضانية في كل أنحاء القطاع والعودة للسيطرة على الشارع بعدما تضاعفت الاحتجاجات المعارضة لحماس بسبب نقص الأغذية والاحتياجات الأساسية.

وقال المسؤول الذي تحدث لـ"إيلاف" إن حماس تستطيع التوصل لهدنة تمنح الناس نحو شهرين من الهدوء، وكذلك إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وتقديم إنجازات على المستوى الفلسطيني. أضاف أنه مع التهدئة وتبادل الأسرى فان السنوار وحماس سيحظيان برضى دولي، وانه سيكون من السهل بعدها الحديث عن اخذ مكانة وازنة ومركزية في غزة في اليوم الذي سيلي الحرب رغماً عن إرادة إسرائيل لان الولايات المتحدة باتت تضغط على إسرائيل بشكل قوي لوقف الحرب والسنوار يستغل هذا الوضع ويقوم بمناورات المباحثات من أجل تحقيق تهدئة وفرضها على إسرائيل بشروط حمساوية.