إيلاف من مراكش: كشف مجموعة من الباحثين عن تقنية جديدة يمكنها قراءة الأحلام التي تُراود الأشخاص أثناء النوم.

ووفق شبكة "بي بي سي" البريطانية، فقد سجل الباحثون اليابانيون نشاط الدماغ لدى 3 متطوعين أثناء النوم، لمدة 200 ليلة، باستخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي "fMRI"، ثم استخدموا الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لإنشاء قاعدة بيانات قوية للصور التي تظهر في الأحلام، بدءاً من التماثيل البرونزية، إلى المفاتيح والكراسي وغيرها.

كيف تعمل التقنية؟
تستخدم هذه التقنية المتقدمة مزيجًا من أدوات قياس النشاط العصبي لتحليل الإشارات الكهربائية التي ينتجها الدماغ أثناء النوم. يتم ربط هذه الإشارات بمحتوى الأحلام الذي يتذكره الأشخاص بعد استيقاظهم، مما يتيح للعلماء بناء نماذج لتوقع محتوى الأحلام بناءً على الأنماط العصبية المرصودة.

وركزت الدراسة على بداية النوم؛ أي المراحل الأولى منه قبل أن يغوص الأشخاص في النوم العميق؛ وذلك حتى يتمكن المشاركون من الاستيقاظ ووصف ما رأوه بسرعة.

ولفهمِ الاستجابات البصرية للدماغ، أجرى الباحثون مجموعة أخرى من عمليات مسح التصوير بالرنين المغناطيسي على المشاركين أثناء استيقاظهم ومشاهدتهم صوراً مختلفة على شاشة؛ وذلك لتوفير رؤى حاسمة حول أنماط نشاط الدماغ المرتبطة بكل صورة.

وفقًا للباحثين، تُظهر التقنية الجديدة قدرة على "ترجمة" النشاط الدماغي إلى صور أو مشاهد قريبة من محتوى الأحلام، مما يعني إمكانية قراءة الأحلام بشكل مباشر، ولو بدرجة دقة محدودة حتى الآن.

إمكانيات واعدة وتحديات أخلاقية
تفتح هذه التقنية آفاقًا جديدة للبحث العلمي في مجالات مثل علم النفس وعلم الأعصاب، حيث يمكن استخدامها لدراسة آليات تشكل الأحلام وفهم دورها في تعزيز الذاكرة والإبداع. كما تبرز إمكانيات استخدام هذه التقنية في علاج اضطرابات النوم والكوابيس، من خلال تحليل الأحلام وتوجيه العلاجات بشكل أكثر دقة.

وأشار فريق الدراسة إلى أنه يطمح لتوسيع نطاق بحثه، ليشمل النظر إلى مراحل النوم العميقة التي يرى فيها الأشخاص أحلاماً أكثر وضوحاً.

إلا أن هذه التقنية تثير أيضًا العديد من التساؤلات الأخلاقية. فمع القدرة المحتملة على "قراءة" محتوى الأحلام، تظهر مخاوف حول خصوصية الأفراد ومدى حقهم في الحفاظ على أفكارهم وأحلامهم بعيدًا عن التدخلات الخارجية. كما أن إمكانية إساءة استخدام هذه التقنية في مجالات غير علمية، مثل الأغراض التجارية أو التجسسية، تمثل تحديًا آخر ينبغي معالجته.

خطوة نحو المستقبل
رغم أن هذه التقنية لا تزال في مراحلها الأولية وتحتاج إلى تطويرات إضافية لزيادة دقتها وفعاليتها، إلا أنها تمثل نقلة نوعية في فهمنا للأحلام. ويبدو أن العلماء يقتربون أكثر من أي وقت مضى من فك أسرار النوم، وهو مجال قد يسهم في تحسين نوعية حياة الملايين حول العالم.

وأشاد الدكتور مارك ستوكس، من جامعة أكسفورد، بالدراسة، ووصف نتائجها بأنها "مثيرة"، وأقر بأنها خطوة كبيرة نحو تطوير تكنولوجيا قراءة الأحلام.