كايسي يؤكد: الأشهر الستة المقبلة حاسمة
الإدارة الأميركية تلوح للعراقيين بمجلس الإنقاذ
وقالوا إنه بالرغم من البيانات الرسمية الصادرة عن رئاستي الجمهورية والحكومة عن مباحثات المالكي ثم طالباني مع رايس التي وصلت الى مدينة اربيل اليوم لإجراء مباحثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قد حاولت إضفاء صورة وردية للأوضاع السياسية وتطورها في العراق إلا أن تصريحات رايس أشارت بوضوح إلى نفاذ صبر واشنطن من الخلافات التي تعصف بالسياسيين وعجزهم عن ضبط الأوضاع الأمنية ووقف الاقتتال الطائفي الذي حصد أرواح 8 آلاف عراقي خلال الأشهر الثلاثة الماضية وحدها بحسب إحصاءات أعلنتها وزارة الصحة العراقية.
ولاحظوا أن رايس كانت جدية وحاسمة وهي تدعو المسؤولين العراقيين الى العمل على وقف العنف مؤكدة ان quot;لا وقت لديهم لنقاشات لا تنتهي حول هذه المسالةquot;. وقالت رايس للصحافيين الذين يرافقونها في جولتها الشرق اوسطية على متن الطائرة quot;من الواضح ان الوضع الامني لا يمكن تحمله كما ان مساعدته لا تكون عبر الجمود السياسي فهم لا يملكون الوقت لنقاش لا ينتهي حول هذه المسالةquot;. واشار السياسيون الى ان رايس عبرت بذلك عن امتعاض الادارة الاميركية من انقسام الطبقة السياسية العراقية على نفسها والعاجزة عن وقف العنف الطائفي الاخذ بالتصاعد حيث عثر في بغداد وحدها امس على 30 جثة لعراقيين مجهولين مصابة باطلاقات رصاص وعليها اثار تعذيب .
ستة أشهر حاسمة
وربط السياسيون بين تحذيرات رايس وتاكيد كايسي اليوم أن الشهور الستة التالية ستكون حاسمة. وقال كايسي في بيان بعد حضور يومين من الاجتماعات المغلقة في وارشو لمجابهة quot;التحديات التي تواجه العراق والتحالف بقيادة الولايات المتحدة quot; إن هذه quot;فترة حاسمة لكل شخص والكل يعرفها .. الشهور الستة التالية ستقرر مستقبل العراقquot;.
وأضاف السياسيون وهم مازالوا يتحدثون مع quot;إيلافquot; أن رايس كانت واضحة في تصريحاتها هذه بان الوقت اخذ ينفذ امام الاشهر الستة التي حددها خليلزاد للقادة العراقيين الحالييين بوقف العنف الطائفي والا عليهم الرحيل نهاية العام الحالي والذي اكد تهديداته هذه امس بالقول انه لم يبق من هذه المدة سوى شهران . وقالوا ان هذا يؤكد المعلومات التي يتداولها العراقيون حاليا عن محاولات اميركية لتشكيل مجلس انقاذ عسكري نهاية العام فيما اذا فشلت جهود السياسيين في انهاء خلافاتهم اولا ثم القضاء على العنف الطائفي ثانيا ليهيء البلاد خلال عام او عامين لانتخابات جديدة.
وشددت رايس بالقول أيضا quot;دورنا هو مساعدة جميع الاطراف وفي الواقع الضغط عليهم للعمل بهذا الاتجاه في الحالquot;. وأضافت quot;يجب ان يكون من الواضح جدا للجميع وخصوصا للحكومة العراقية بان هذه الامور مسائل ملحةquot; حيث يغرق العراق حاليا في اعمال العنف.
وكانت رايس قالت قبل وصولها الى بغداد إنها ستبلغ القادة العراقيين خلال زيارتها المفاجئة للعراق أنهم لا يملكون متسعا من الوقت لتسوية الخلافات السياسية بينهم ووقف أعمال العنف في البلاد. وأضافت أنه يبنغي على المسؤولين العراقيين إحراز تقدم في تلك المسائل إلا أنها قالت إنها ستؤكد لهم التزام الولايات المتحدة بدعم العراق. وتاتي زيارة رايس للعراق وسط ضغوط أميركية على الحكومة العراقية بهدف وضع حد للاحتقان الطائفي الذي يمزق البلاد.
رايس والمالكي
وقال بيان لمجلس الوزراء العراقي عن مباحثات رئيسه المالكي مع رايس وارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; في وقت متأخر الليلة الماضية انه تم خلال اجتماعهما تبادل وجهات النظر في عدد من القضايا التي تهم البلدين.
وقال المالكي إن مبادرة المصالحة والحوار الوطني تحولت إلى محرك سياسي لحل مشاكل صعبة في عدد من المحافظات العراقية مثل الأنبار وديالى. وأشار إلى مؤتمري العشائر ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب الإستعداد لعقد مؤتمر ثالث للقوى السياسية في الحادي والعشرين من الشهر الحالي ومؤتمر مكة لعلماء الدين غدا مشيراً إلى الإتفاق الذي وقعت عليه الكتل السياسية الذي نص على إيقاف نزف الدم العراقي.
وأكد عزم الحكومة على التصدي للإرهابيين بكل قوة من خلال تطوير قدرات الأجهزة الأمنية والعسكرية مشيراً إلى ضرورة أن يكون السلاح بيد الحكومة فقط والعمل على إحتواء قضية الميليشيات. وقال إن الحكومة العراقية مصممة على إقامة أحسن العلاقات مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة وأن العراق لن يكون ممراً لإلحاق الضرر بأية دولة من دول الجوار الإقليمي مع تأكيده على أن سيادة العراق لن تكون محل نقاش مع أي جهة.
وأشار البيان إلى أن رايس أكدت من جانبها على ضرورة إستمرار التعاون بين البلدين في المجالات المختلفة وإستعداد الولايات المتحدة الأميركية لتقديم شتى أنواع الدعم للحكومة العراقية لحل المشاكل التي تواجهها.
... ومباحثاتها مع طالباني
وفي بيان مماثل ارسلته الرئاسة العراقية الى quot;ايلافquot; اشار الى ان الرئيس جلال طالباني عرض خلال اجتماعه مع رايس آخر التطورات التي تشهدها البلاد وأشاد بسير عملية المصالحة الوطنية والاتفاقات التي تمت مؤخرا في إطار دعم العملية السياسية . واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رايس quot;لقد جددنا شكرنا للولايات المتحدة الأميركية لدورها في حرب تحرير العراق ومساعدتها في مهام حفظ الأمن في البلاد وقال quot;تحدثنا خلال اللقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية عن تطورات العملية السياسية بشكل عام وركزنا في حديثنا على نقطتين جوهريتين الاتفاق المبرم بين الكتل السياسية وتوقيع وثيقة العهد من اجل حقن الدم العراقي والأمر الثاني هو عن تعاون عشائر الانبار مع الحكومة العراقية في مواجهة و ملاحقة الإرهابيينquot;. وأعرب الرئيس طالباني عن أمله في أن يدحر العراقيون الإرهاب وأن يتوحدوا للقضاء على الاحتقان الطائفي من اجل بناء عراق ديمقراطي تعددي اتحادي قوي و مستقل.
في المقابل اعربت رايس عن احترامها للقيادة العراقية مشيدة بدور طالباني والمالكي من اجل تدعيم العملية الديمقراطية وبناء دولة القانون. واكدت على ضرورة القضاء على الإرهاب وجددت التزام حكومة الولايات المتحدة على مساعدة العراقيين في بناء دولتهم وإعادة الاعمار في العراق.
وحضرت وزيرة الخارجية الأميركية مأدبة إفطار أقامها الرئيس طالباني بحضور نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونائبي رئيس مجلس النواب خالد العطية وعارف طيفور ونائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزير المالية باقر الزبيدي ووزيرة الإسكان والاعمار بيان دزئي بالإضافة الى الوفد المرافق لوزيرة رايس والسفير الأميركي لدى العراق زلماي خليلزاد.
التعليقات