كابول: كشف الزعيم الأفغاني المعارض، قلب الدين حكمتيار، أنه وضع حداً لتحالفه مع حركة طالبان، مؤكداً أن قواته أوقفت جميع أشكال التعاون مع الحركة، مبدياً انفتاحه على الحوار مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وموجهاً في الوقت عينه نقداً شديد اللهجة للرئيس الأميركي جورج بوش. واعترف حكمتيار، الذي كان قد أعلن عام 2003، أنه يشارك طالبان معركتهاضد القوات الأميركية، أن الجيش الأميركي كاد أن يعتقله مرتين لكنه نجح في الفرار.

هذه المواقف الجديدة للزعيم الأفغاني المتواري عن الأنظار، جاءت في تسجيل فيديو أرسله إلى وكالة الأسوشيتد برس، رداً على أسئلة لها سبق وأرسلتها إليه. وقد ظهر حكمتيار في الشريط أمام خلفية بيضاء، معتمراً عمامة سوداء اللون، في مكان تعذّر تحديده، محملاً حركة طالبان مسؤولية فك التحالف ومؤكداً للرئيس الأميركي جورج بوش أنه سيعجز عن هزيمة المسلحين.

وتوجه حكمتيار إلى بوش بالقول: quot;عليك أن تعرف أن قرار مهاجمة أفغانستان والعراق كان خطأ تاريخياً، وليس أمامك أي خيار سوى سحب جيشك، ومنح الشعبين العراقي والأفغاني حق العيش بالطريقة التي يختاراها، ووفق النظام الذي يريدانه.quot;

وحول ظروف التي رافقت نجاحه في الفرار مرتين من القوات الأميركية، قال حكمتيار quot;في الأولى داهموا منزلاً مجاوراً لمنزلي... وفي الثانية اضطررت لقضاء عدة أيام في الجبال هرباً من إحدى الدوريات التي كانت تجول في المنطقة.quot; وأضاف مبتسماً: quot;أنا آسف لأننا لم نكن في موقع مناسب للقتال حينها... لو كان معنا ما يكفي من السلاح والعتاد لما نجا أحد من أفراد المجموعة الأميركية.quot;

وقال حكمتيار quot;كان جهادنا قد اتخذ منحى تصاعدياً، غير أنه بدأ بالتراجع بعد رفض بعض عناصر طالبان فكرة خوضنا قتالاً مشتركاً ضد الغزاةquot; على حد تعبيره. غير أن الزعيم الأفغاني، الذي احتل في السابق منصب رئيس الوزراء، أصر على أنه quot;ما زال يسيطر على مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين بمقدورهم خوض صراع طويل الأمدquot; عازياً التراجع الحاصل في عمليات مقاتليه إلى quot;نقص الإمكانيات.quot;

حكمتيار أجاب رداً على سؤال حول استعداده للتفاوض مع حكومة الرئيس حميد كرزاري أن الحوار quot;هو السبيل الوحيد لحل مشاكل أفغانستان.quot; إلا أنه سرعان ما أبدى شكوكه حيال استعداد الولايات المتحدة quot;لترك الحكومة والمجاهدين يخوضون المفاوضات سوياً... والقبول بما ستقرره المقاومة وحكومة كابولquot;، على حد تعبيره.

يذكر أن حكمتيار، كان قد أعلن في يناير/كانون الثاني الماضي، أن مقاتلي حزبه ساعدوا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، والرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، على الفرار من جبال تورا بورا أثناء تعرضها لقصف أميركي. ويقود حكمتيار مقاتلي quot;الحزب الإسلاميquot; الذين يتمتعون بحضور فاعل في الولايات الشرقية لأفغانستان، والذي كان في السابق أحد الفصائل المنضوية ضمن ما يعرف بـ quot;المجاهدينquot; الذين دعمتهم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA أثناء الاحتلال السوفيتي. غير أنه عارض الغزو الأميركي لبلاده عام 2001 ليعلن، بعد عودته من إيران عام 2002، نيته شن عمليات مسلحة ضد القوات الأمريكية والغربية العاملة في أفغانستان.

هجمات انتحارية في قندهار

على صعيد منفصل، سقط عدد من الأفغانيين بين قتيل وجريح، في هجوم انتحاري استهدف رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; غرب مدينة قندهار الخميس. ولم تتوفر معلومات لدى الشرطة الأفغانية حول عدد القتلى والجرحى، في حين لم تصدر قوات الناتو أي بيان توضيحي بعد.

وكان النقيب أندريه سلّوم، الناطق باسم قوات الناتو العاملة في أفغانستان، قد أكد تعرض قافلة أخرى لتلك القوات لهجوم مشابه في منطقة زهاري بولاية قندهار مؤكداً عدم وقوع إصابات بين عناصرها.

كما قتل مسعف ألماني وتعرض ثلاثة أفغان كانوا برفقته للسرقة شمال البلاد بعدما هاجمتهم مجموعة من المسلحين.