اعتدال سلامه من برلين: برر مسوؤل ألماني رسمي إستياء حكومته من الإتفاق الذي أبرمته روما مع قوات طالبان من أجل إطلاق سراح المراسل الإيطالي دانيال مساتروجياكمو الذي كان محتجزًا لمدة أسبوعين في جنوب افغانستان، بأنه ضربة موجعة لمساعي برلين للتوصل إلى حل من أجل إنقاذ حياة الرهينتين الألمانيتين هانلورا كرواسه وابنها سينان اللذين خطفا قبل أكثر من شهر من منزلهما في بغداد.

وحسب قول مسؤول ألماني فإن مجرى عملية الخطف الثانية جعل الإعتقاد السابق أقوى بأن المجموعة الخاطفة للألمانيين لها علاقة بقوات متشددة في أفغانستان، ونجاح قوات طالبان سوف يفسح المجال للمزيد من أعمال الخطف والتهديد للأجانب.

وكان المراسل الإيطالي الذي أطلق سراحه، قد قال إنه كان على إعتقاد دائم بأن حكومة بلاده لن تتركه في الظلمة لوحده. وهذا ما حدث بالفعل فالإتفاق الذي تم بين روما وقوات طالبان لم يكن دفع فدية مالية ضخمة كما حدث مع بقية الرهائن الإيطاليين السابقين، بل التجاوب مع ضغوطات قيادة طالبان بالإفراج عن خمسة مقاتلين لها في السجون الأفغانية، وعندما أطلق سراحهم أفرج عن المراسلوهذا ما إعترفت به كابول كما روما فيما بعد، وبهذا سجلت قوات طالبان لأول مرة نجاحًا سياسيًا أغضب برلين بشدة.

ونقلت إحدى الصحف الألمانية تفاصيل ما جرى قبل عملية الإفراج التي شاركت فيها المنظمة الإيطالية Organisation Emergency عبر أطباء لها يعملون في مستشفى لشقغار عاصمة إقليم هلمند تفاوضوا مع الخاطفين مباشرة. وقالت الصحف إن الملا دادوالله وضع شروط الإفراج مهددًا بقتل المراسل الإيطالي. وقد طالب دادوالله أولاً بالإفراج عن عنصرين من قوات طالبان معتقلين في سجن بول- اي - شركي بالقرب من كابول بعدها رفع العدد إلى خمسة عناصر.

وأعاقت القوات البريطانية في البداية إتمام العملية لكن بعد ذلك أطلق سراح الخمسةمن بينهم الناطق السابق باسم قوات طالبان عبداللطيف حكيمي وشقيق دادو الله منصور شاه محمد.

وحيال هذا التصرف من روما قال مسؤول في وزارة الخارجية الألمانية إن إيطاليا فرحتجدًا باطلاق سراح المراسل ماستروجياكمو لكن الفرحة الكبرى هي لقوات طالبان، فإطلاق سراح عناصر خطرة تابعة لها هو خطأ فادح وإشارة خطرة إلى كل المجموعات المتشددة وتشجيعًا لهم للقيام بالمزيد من الأعمال الإرهابية، وهذا ما زادمن المخاطر التي تهدد الأجانب الذين يعيشون في الخارج خاصة في أفغانستان.

ولقد تعارض الإفراج عن المراسل الإيطالي مع ما صرح به الرئيس الأفغاني حميد قرضاي يوم الإثين في برلين، حيث رفض بشدة الخضوع لمطالب خاطفي الألمانيين في العراق ومطالب أي مجموعة خاطفة. وقد إنتقد العديد من السياسين تصرف كابول.وقال أحدهم: quot;لم نتصور أن الرئيس قرضاي بالتحديد يعطي الضوء الأخضر للإفراج عن معتقلين لقوات طالبان، إنه أمر يدعو إلى الغضب والقلقquot;.

وكان وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فرهاغن قد حذر لدى زيارته كابول قبل فترة من الخضوع لشروط الخاطفين من أجل الإفراج عن المراسل الإيطالي لأنه يهدد بعد ذلك كل المراسلين العاملين في أفغانستان بالخطف.

وفيما لا يزال الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في عملية الإفراج عن المراسل الإيطالي وتبادله بخمسة عناصر لقوات طالبان غير واضح، تؤكد مصادر مخابراتية ألمانية أن أميركا لعبت دورًا كبيرًا وأساسيًا، فهي كقوة عسكرية مهمة وافقت على عملية التبادل وأنجزت العملية بناءً على موافقتها رغم الإنتقادات الرسمية التي أطلقتها واشنطن.