الانتخابات الامريكية
واشنطن: استعدوا للنسخة المحدثة من البيت الابيض. هذا ما يتوقعه كثيرون عندما يستلم الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما السلطة في كانون الثاني ويستخدم حملته غير المسبوقة على الانترنت في المكتب البيضاوي.

فاوباما اعتمد بقوة على شبكة الانترنت في حملته لمواجهة جون ماكين، من تنظيم المتطوعين الى جمع الاموال والتواصل، ما زاد من التطلعات الى استعانته بالشبكة مجددا لتعزيز برنامجه في الببيت الابيض.

وقالت مديرة معهد سياسات الديمقراطية والانترنت في جامعة جورج واشنطن جولي جيرماني quot;الكثير من الناس يراهنون على ذلكquot;. وتساءلت quot;هل ستستخدم ادارة اوباما نظام اتصالها الواسع، وقاعدة بياناتها، وجماعات الانترنت التي اسستها كافة لتعزيز الدفاع عن الحقوق؟quot;

وقالت quot;يمكنهم، على سبيل المثال ارسال بريد الكتروني او رسالة قصيرة عبر الخلوي او الاتصال بالافراد في مناطق معينة لحثهم على الضغط على السيناتور او النائب الذي يمثلهم في الكونغرس بخصوص قضايا تهم ادارة اوباماquot;.

ميكا سيفري، احد مؤسسي موقع تيكبرزيدنت دوت كوم، وهو مدونة تعنى بالسياسة والانترنت، يعتقد ان ادارة اوباما ستفعل ذلك، او اقله ستحاول. وقال quot;ان اعطاء الناس شعورا بالمشاركة الفعلية سيزيد من حماسهم للتحرك من اجل دعم برنامجه التشريعي لانهم سيشعرون انه برنامجهم ايضاquot;.

واضاف quot;سيتعلم من خلال النجاح في هذه المهمة او الفشل، انه كل ما شارك مناصريه ستزيد سلطتهquot;. وبدا من تحركات اوباما الاولى بعد انتخابه انه لن يكتفي بتحفيز مناصريه بل سيستمع اليهم. فالرئيس المنتخب وجه رسالة الكترونية الى ملايين المناصرين ليلة الانتخاب ليشكر كل من اعطى quot;وقته وموهبته وحماسته لهذه الحملةquot;. لكنه اضاف انه ما زال quot;ينبغي فعل الكثيرquot; وانه سيعاود الاتصال بهم quot;قريبا بخصوص الخطوات التاليةquot;.

ودعا موقع تشاينج دوت كوم الذي اطلقه فريق المرحلة الانتقالية في مرحلة اوباما الخميس المتصفحين الى quot;سرد قصتهم، والادلاء بافكارهم، والمشاركة في احداث التغيير الايجابي الدائم في البلادquot;. ويحث الموقع متصفحيه تحت شعار quot;الحكومة المفتوحةquot; على quot;المشاركة برؤيتهمquot; عبر البريد الالكتروني ويطلب منهم عنوانهم الالكتروني ورقمهم البريدي، وهي معلومات اساسية لجمع قاعدة بيانات رقمية.

وساهم كريغ نيومارك مؤسس موقع كريغليست دوت كوم للاعلانات كمستشار تكنولوجي لاوباما وهو من المطالبين بحكومة اكثر انفتاحا وتجاوبا. واشار الى ما يدعى quot;برنامج 311quot; في نيويورك وسان فرانسيسكو. وقال quot;هذه البرامج هي بمثابة خدمة العملاء لدى الادارات المحلية واذا اردت اصلاح فجوة في الطريق تتصل بالرقم 311quot;.

واضاف quot;فلنبدأ بتوسيع تجربة انظمة 311 الى الحكومة برمتهاquot;. وقال quot;هناك كذلك مسألة الشفافية الانترنت تعني الشفافية. والمرحلة الاولى هي حملة الانتخابات، بعدئذ ينبغي احلال بعض الديموقراطية الشعبية الحقيقية عبرهاquot;.

اما ديفيد الماسي الذي كان مدير قسم الانترنت والتواصل الالكتروني في ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش فاكد ان الانترنت quot;وسيلة فعالة جدا في عرض برنامج الرئيسquot;. وقال ان quot;الانترنت يشبه في الحقيقة متحدثا يعمل على مدار الساعةquot;. quot;في اثناء نومنا يبقى الانترنت متوافرا للذين يبحثون عن معلومات حول قوانين الطاقة او الحرب على الارهاب او الحرب في العراقquot;.

وعمل الماسي على تحديث موقع البيت الابيض الرسمي على الانترنت طوال عامين فحوله الى موقع اكثر تفاعلية، غير انه حذر من ان ادارة اوباما قد تصطدم بمحدودية قدرتها على التحرك. وقال quot;على سبيل المثال، لا يحق لك ان تثبت كعكات quot;كوكيquot; في كمبيوترات الآخرينquot;، وهي تعتبر جواسيس الكترونية تجمع المعلومات حول المستخدمين. quot;اضطررنا على العمل ضمن هذه الحدودquot;.

واضاف الماسي quot;وقد لا يثق البعض بالحكومة على قدر ما يثقون بحملة انتخابية لمرشحquot;. وقال سيفري ان اوباما quot;يبدو انه يتسم بصحة الحدس، لكن عليه اثباته بالفعل، وفي تفاصيل ما سيفعلهquot;. ووافقت جيرماني على ذلك. quot;الفرق واسع بين وضعي المرشح والرئيس، حيث تتغير امور كثيرة بين الانتخاب وتولي زمام الامورquot;.