باريس: استبعدت مصادر دبلوماسية فرنسية اليوم إمكانية إقدام الدول الست المتابعة للملف النووي الإيراني على خطوات تصعيدية إزاءها بانتظار تولي إدارة اوباما السلطة فعليا في الولايات المتحدة، فيما أعربت الخارجية الفرنسية عن quot;قلقها البالغquot; إزاء مواصلة إيران انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي ودعتها إلى quot;تفهم ضرورةquot; التجاوب مع هذه القرارات من أجل تجنب زيادة التأزم.

وقالت المصادر الفرنسية إن الدول الست ستواصل مشاوراتها ضمن إطار المقاربة المزدوجة القائمة على quot;الحوار والصرامةquot; إزاء إيران، وأضافت quot;لم نقف مكتوفي الأيدي في هذه المرحلة قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مسؤولياتها، ولكن في الوقت نفسه نتريث لنرى كيف ستسير الأمور وما هي الإستراتيجية التي ستتبعها إدارة اوباما، ولا نتوقع خطوات تصعيدية في هذه المرحلة لجهة فرض عقوبات جديدةquot;، ضد الجمهورية الإسلامية. ورأت المصادر أن أوباما يبدو quot;ملتزما تماماquot; بحل الأزمة الإيرانية عن طريق الحوار، وذكرت أن فرنسا تؤيد quot;حوارا مباشراquot; بين واشنطن وطهران.

ومن جهتها توجهت الخارجية الفرنسية اليوم بـquot;الشكرquot; إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي وفريقه على تقريره الأخير حول البرنامج النووي الإيراني، وذكرت بأن هذا التقرير يشير إلى quot;رفض إيران المستمر الرد على أسئلة الوكالةquot;، وقال المتحدث باسم الخارجية اريك شوفالييه إن طهران ترفض أيضا السماح للوكالة بالوصول إلى بعض المواقع وبعض الأشخاصquot;.

واعتبر شوفالييه أن العناصر التي وصفتها الوكالة الدولية حول quot;عسكرةquot; البرنامج الإيراني quot;لا يمكن إلا أن تثير شكوك جدية حول برنامج إيرانquot;، وأضاف quot;لقد ذكر مدير الوكالة مرة جديدة بأن هذه المسائل مقلقة للغاية وتصرفات طهران تزيد من هذا القلقquot;، ونوه المتحدث بأن قلق بلاده quot;يزدادquot; بعد التطورات الأخيرة في برنامج إيران البالستي، ودعاها إلى الانصياع لقرارات مجلس الأمن على أنه quot;السبيل الوحيد للتوصل إلى حل تفاوضيquot;.

وقال المتحدث الفرنسي في رده على الأسئلة في مؤتمره الصحفي نصف الأسبوعي quot;على السلطات الإيرانية أن تفهم الأهمية الكبرى بأن تتجاوب مع طلبات الدول الست quot;الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانياquot;، في إطار الحوار لتتجنب زيادة خطورة الوضعquot; ولكنه رفض تحديد مهلة لإيران للرد على هذه الطلبات.

وشدد شوفالييه على حق طهران بالحصول على الطاقة النووي السلمية ولعب دور إقليمي، واعتبر أن الدول الست لا تحتاج لأي quot;وساطة إضافيةquot; مع طهران لكنها ترحب برغبة أي بلد إقليمي أو غير إقليمي يعتبر أن مقاربة الدول الست quot;محقةquot; ويضيف جهوده إلى جهود هذه الدول من أجل إقناع إيران بالتجاوب مع متطلبات الأسرة الدولية، ومع العرض الذي قدمه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا إلى طهران.