طلال سلامة من روما: نظراً للتقلبات والتجاذبات السياسية أضحت ثقة الناخبين بالائتلاف الحاكم، بغض النظر عن هويته، ثقلاً من الواجب وضعه على الميزان، كل شهر! على صعيد سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الحالي، فان ثقة الإيطاليين به ما تزال على مستوياتها المرتفعة في حين تتراجع بصورة طفيفة للغاية على مستوى حكومته. بين الأحزاب، وللمرة الأولى منذ تاريخ ولادته في الربيع الماضي، تتراجع الثقة الشعبية، التي تمثل جميع الناخبين الإيطاليين، الى ما دون 30 في المئة إزاء المعارضة. ويبدو أن فوز ائتلاف الوسط اليميني بالانتخابات الأخيرة في إقليم quot;أبروتسوquot; وسط ايطاليا ساعد كثيراً في زرع الثقة ببرلسكوني في نفس المكان التي كانت توجد فيه، في الشهر الماضي.

فالثقة ما تزال ترسو على 58 في المئة أي أن 58 من أصل 100 ناخب يثق بالفارس برلسكوني كثيراً أم بما فيه الكفاية. أما فريق برلسكوني التنفيذي، أي تشكيلته الوزارية، فالثقة الشعبية حيالها ترسو على 50 في المئة. في حال أجرينا عملية غربلة سريعة في الثقة بكل وزير من وزراء برلسكوني، نجد أن روبرتو ماروني، وزير الداخلية، يحظى ب62 في المئة من ثقة الإيطاليين. كما تزداد الثقة بوزير العدل quot;أنجلينو ألفانوquot; نقطتين مئويتين وتبقى الثقة بريناتو برونيتا، وزير الوظيفة العمومية عالية(يحتل المركز الثالث بعد ماروني ووزير العمل) جيدة إنما تخسر أربع نقاط مئوية.

ان توقفنا للاطلاع على ميزان الثقة في الأوساط الحزبية لرأينا ثبات في الثقة الشعبية إزاء ائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية، عند 50 في المئة، في حين يخسر حزب قيم ايطاليا، التابع للمدعي العام السابق أنتونيو دي بياترو، 2 في المئة نزولاً الى 44 في المئة. وتهوي الثقة بالحزب الديموقراطي اليساري، التابع لزعيم المعارضة فالتر فلتروني، الى 29 في المئة ما يعني خسارة أربع نقاط مئوية مقارنة بالشهر الماضي أي أن 29 من أصل 100 ناخب يثقون جداً أو بما فيه الكفاية بزعيم المعارضة في حين تغيب هذه الثقة بصورة تامة أم شبه تامة عن 71 من أصل 100 ناخب إيطالي. هذا وتتخطى رابطة الشمال حزب فلتروني(31 في المئة مع خسارة نقطة مئوية واحدة). في موازاة ذلك، ترتفع الثقة بحزب اتحاد الديموقراطيين المسيحيين، الذي يرأسه بيار فرديناندو كازيني حليف برلسكوني السابق، من 25 الى 27 في المئة.

في حال تم النظر الى ميزان الثقة، اعتماداً على العام الماضي وحده، لرصدنا موقفاً متألقاً للفارس برلسكوني على الرغم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية غير السهلة مطلقاً. منذ شهر مايو(أيار) الماضي الى اليوم، وصلت الثقة ببرلسكوني الى 53 في المئة لتحلق عالياً الى 62 في المئة، في شهر أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، وهاهي اليوم مزروعة في سقف 58 في المئة. في الحقيقة، نحن أمام رجل فولاذي ينجح مهما كانت أوضاعه الصحية والقضائية والسياسية في إبهار الأنظار والرأي العام.